أكمل تيار الصقور سيطرته على مجلس الشورى الهيئة القيادية العليا بجماعة الاخوان المسلمين، باختيار الدكتور همام سعيد كمراقب عام للجماعة بعد تنافس شديد مع المراقب العام السابق الشيخ سالم الفلاحات الذي خسر في الجولة الثانية لبفارق صوت واحد بحسب مصادر اسلامية. وقالت المصادر لـ«الشرق الاوسط» إن اختيار النائب منصور جاء عقب فشل مرشح تياري الحمائم والوسط من الفوز بموقع المراقب العام، فيما رفض كل من الدكتور عبد اللطيف عربيات، والدكتور ابراهيم زيد الكيلاني، الاستمرار برغبتهم بالترشح لشغر موقع رئيس المجلس الذي أستحدث أخيرا بهيكلة الجماعة الجديدة». وحسب مراقبين فقد تتصدر أجندة عمل الجماعة في المرحلة المقبلة ثلاثة ملفات رئيسية يقف على رأسها ترتيب بيتها الداخلي، وعلاقتها المتوترة بالحكومة من ناحية، وعلاقتها مع حركة «حماس» ومستقبل هذه العلاقة في ظل الصراعات الداخلية بين تيارات الجماعة وفي ظل الاصرار الاردني الرسمي على تفكيك العلاقة بين الطرفين واعادة انتاجها بمعزل عن انصار حركة «حماس» في حركة الاخوان الاردنية.
واستبعدت قيادات من الصقور والحمائم مشاركتهم بالمكتب التنفيذي للجماعة المكون من عشرة أعضاء ينتخب مجلس الشورى ثمانية منهم وتعطى الصلاحيات الداخلية للمراقب العام لتعيين اثنين من خارج المجلس. وينتمي الشيخ حمزة منصور رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس النواب لتيار الصقور رغم أن الشيخ منصور يبتعد في مواقف كثيرة عن التصعيد الذي يقوده قياديو الصقور ويحاول أن يمارس براغماتية سياسية في القضايا الساخنة والعاصفة بين الحكومة والحركة الاسلامية. ووفق النتائج الاخيرة للانتخابات الداخلية فان محاكمتي القياديين من تيار الصقور، الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي ـ الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين زكي بني ارشيد، ومحمد ابو فارس الذي فصل من مجلس النواب السابق على خلفية زيارته ونائب اخر مجلس عزاء ابو مصعب الزرقاوي عندما قتلته القوات الاميركية في العراق، أصبحتا بحكم الملغيتين كونهما تحتاجان لتصديق المكتب التنفيذي ومجلس الشورى اللذين يسطير عليهما تيار الصقور. وتؤكد معلومات أخرى أن أعضاء من تيار الصقور ينوون تحريك قضية حزبية ضد المراقب السابق للجماعة الشيخ سالم الفلاحات بتهمة التسبب بتعطيل اجتماعات الجماعة والتسبب أيضا بتأزيم العلاقة بين أعضائها، وتوقعت المصادر ذاتها أن يتم تحريك القضية في وقت قريب .
وعن الساعات الاخيرة لحسم انتخاب مراقب عام الجماعة اشارت مصادر أخوانية الى أن الشيخ الفلاحات فشل في التوصل الى اتفاق مع عدد من ممثلي ما يسمى بادبيات الجماعة بتيار الوسط الجديد المنشق عن تيار الوسط القديم الذي يقوده الشيخ الفلاحات. ويمثل همام سعيد تحالف التيار الرابع (المقرب من حركة «حماس») والصقور، بينما يمثل الفلاحات جناحي الحمائم والوسط. ووفقا للنظام الداخلي الجديد، الذي أجريت وفقه الانتخابات التنظيمية الحالية، فمن المتوقع أن يقوم سعيد بالتنسيب بأعضاء المكتب الثمانية الذين يقترحهم ليتم التصويت عليهم في مجلس الشورى، بينما يحق له اختيار اثنين من خارج المجلس. وتوقعت بعض المصادر أن يرشح سعيد كلا من: سعود أبو محفوظ، كاظم عايش، فرج شلهوب، أحمد الزرقان، عبد المحسن العزام ومراد العضايلة، الذين ينتمون إلى الجناح نفسه.
وفي المقابل، أشارت مصادر مقربة من جناح الحمائم، الذي كان يأمل إلى اللحظة الأخيرة بالتجديد للفلاحات، إلى أن «هناك اتجاها واسعا داخل هذا الجناح يدفع إلى عدم المشاركة في الترشيح للمكتب التنفيذي، والتخلي عن أي موقع قيادي تنفيذي، وترك المجال لجناح الصقور والرابع لتنفيذ أجندته السياسية». وأكدت مصادر مطلعة أن المفاوضات «بقيت مستمرة بين التيار الرابع وجناح الحمائم والوسط إلى اللحظة الأخيرة، لثني الأخير عن ترشيح الفلاحات والتوافق على مرشح آخر، إلا أن جناح الحمائم والوسط تمسك بالفلاحات». وكانت انتخابات داخلية قد أفرزت خمسين عضوا، فيما أكدت مصادر إخوانية أن مجلس الشورى اختار خمسة أعضاء جدد قبل انتخاب المراقب العام، وهم كل من: إبراهيم زيد الكيلاني، حمزة منصور، داود قوجق، مراد العضايلة وسعود أبو محفوظ. وسعيد، حاصل على الدكتوراة في الشريعة الإسلامية، وأحد قيادات جناح الصقور، وكان تولى موقع نائب المراقب العام في جماعة الإخوان في الفترة بين عامي (2002 ـ 2006). ويعتبر همام سعيد من قيادات الإخوان المسلمين البارزة، حيث اختير نائبا للمراقب العام السابق عبد المجيد الذنيبات، كما مثل الجماعة نائبا في البرلمان عام 1989، وهو أستاذ في الشريعة الإسلامية وعمل في حقل التدريس في الجامعات الأردنية لسنوات طويلة.
ويعد سعيد، وهو اردني من اصل فلسطيني، احد قيادات جماعة الاخوان المسلمين البارزة وكان عضوا في البرلمان الاردني لفترتين عام 1989 وعام 1993. ويشغل حزب جبهة العمل الإسلامي ـ الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الاردن والمرخص رسميا منذ 1992، ستة من مقاعد مجلس النواب الاردني الـ 110.
همام سعيد في سطور
* همام عبد الرحيم سعيد وشهرته الدكتور همام سعيد.
* ولد في قرية كفر راعي في فلسطين عام 1944 ويعمل حاليا مديرا لمركز دراسات السنة النبوية الشريفة في العاصمة الاردنية عمان.
* حصل على شهادة ليسانس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة، بتقدير جيد جداً، وبترتيب الأول على الدفعة ـ جامعة دمشق عام 1965 وماجستير في الحديث وعلومه من كلية أصول الدين ـ جامعة الأزهر، بتقدير امتياز 1974 ودكتوراه في الحديث وعلومه من كلية أصول الدين ـ جامعة الأزهر، 1977، وموضوع الرسالة (شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي.. دراسة وتحقيقاً)، واستحقت هذه الرسالة مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطباعة والتبادل بين الجامعات. وحصل على دبلوم في العلوم التربوية من كلية التربية من الجامعة الأردنية، 1970 ودراسات في مقارنة الأديان من جامعة تمبل في فيلادلفيا في الولايات المتحدة عام 1979.
* عمل مدرسا للثقافة الإسلامية بالكلية العلمية الإسلامية في عمان 1965 كما عمل مستشارا شرعيا في المستشفى الإسلامي من 1998 ـ 2006. ومدير مركز دراسات السنة النبوية من 2006 وحتى الآن. اما مؤلفاته وإنتاجه العلمي فله 18 كتابا وثلاثة بحوث.