وفد من الائتلاف الشيعي في طهران لإقناعها بقطع الدعم عن «جيش المهدي»

الصدر أمر أنصاره بعدم لقائه .. والناطق باسمه لـ«الشرق الأوسط»: إنهم يصطادون في الماء العكر

TT

فيما بدأ وفد يضم خمسة من كبار قيادات الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق زيارة الى طهران أمس حاملا الى المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي «أدلة» على الدعم الايراني لـ«جيش المهدي» التابع لمقتدى الصدر، اتهم تيار الزعيم الشيعي الائتلاف الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم بـ«التصيد في الماء العكر» مؤكدا ان الصدر، الذي يعتقد بأنه في ايران، رفض أن يلتقي أيا من أنصاره أعضاء الوفد. وقال صلاح العبيدي، الناطق باسم التيار الصدري، لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، ان «الوفد، الذي يرأسه خالد العطية النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي ويضم هادي العامري رئيس منظمة بدر» وعلي الأديب القيادي في حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، يريد ان يثبت للرأي العام بان التيار الصدري يتلقى اوامره من ايران وانه ينفذ اجندة خارجية، بينما نحن نتمسك بعراقيتنا وبقرارنا العراقي»، مشيرا الى ان الوفد «يريد بهذه الخطوة تهميش المقترح البرلماني الذي اتخذه مجلس البرلمان العراقي والقاضي بتشكيل لجنة من التيار الصدري للتفاوض مع مجلس الرئاسة (الرئيس العراقي ونائبيه) اضافة الى رئيس الحكومة (نوري المالكي)». واضاف ان «وفد الائتلاف «يريد ان يثبت امام الرأي العام بان الصدر موجود هناك بينما نحن نرفض ان نتحدث عن مكان وجوده ، ولم يصدر عنا أي بيان يتحدث فيه عن مكان وجود الصدر سواء كان في العراق ام لا وذلك لاسباب امنية. ثم ان الوفد لم يلتقنا ولا علاقة لنا بهم». وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، قال العبيدي ان الصدر أمر بأن لا يلتقي أي من اعضاء التيار الصدري الوفد.

من جهته نفى جلال الدين الصغير، القيادي في الائتلاف الشيعي، ان يكون الوفد «قد توجه الى ايران من اجل لقاء مقتدى الصدر»، وقال ان «الوفد لن يلتقي الصدر ولا في برنامجه مثل هذا اللقاء». وأضاف لـ«الشرق الاوسط» ان مهمة الوفد «تتلخص في لقاء المسؤولين الايرانيين، ولتأكيد الدعم الاقليمي لحكومة المالكي من اجل الاستقرار الامني».

وكان مسؤول عراقي رفض الكشف عن هويته قال ان الوفد ينقل «أدلة واعترافات وصورا» عن تورط «قوة القدس» التابعة للحرس الثوري الايراني في تسليح وتمويل وتدريب الميليشيات في العراق. ونقلت عنه وكالة «اسوشييتد برس» قوله ان الوفد سيلتقي المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي الذي يرتبط به الحرس الثوري مباشرة لاقناعه بأن المواجهات بين «جيش المهدي» والقوات العراقية والاميركية «تهدد بتقويض ما حققه شيعة العراق من مكاسب». والتقى الوفد قائد «قوة القدس» قاسم سليماني. وقال أحد اعضاء الوفد في اتصال هاتفي من ايران رافضا الكشف عن هويته انهم عرضوا على سليماني «جميع الأدلة». وفي تكساس وصف وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس زيارة الوفد العراقي بـ«المبادرة الهامة جدا»، موضحا «أعتقد ان الإيرانيين يهتمون بالطريقة التي ستتشكل بها علاقاتهم المستقبلية مع العراق». وشدد وزير الدفاع الاميركي على أن مبادرة الوفد العراقي «تضع إيران أمام الاختيار. هل يريدون أن يعملوا مع الحكومة العراقية، ام يريدون زعزعة استقرارها. وأن يرسل رئيس وزراء شيعي (المالكي) وفدا لطهران ليضع الإيرانيين أمام الاختيار، فإن هذا تطور طيب».ويعتقد ان قوات الحرس الثوري لها الكثير من الأنشطة خارج إيران، فإضافة الى نشاطها في لبنان مع حزب الله، فإنها نشطت ايضا في البوسنة خلال حرب البلقان.