مستشار المرشد الأعلى الإيراني : ندعم المالكي.. لكننا غير سعداء بالنزاع بين شيعة العراق

شريعتمداري قال لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد العراقي إذا أراد لقاء الصدر عليه العودة إلى بلاده

الفتاة نسرين التي اصيبت بشظية في ذراعها تبكي مع عمها خارج مشرحة فيها أبوها وشقيقها اللذان قتلا في مواجهات بمدينة الصدر في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

قال حسين شريعتمداري، مستشار المرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي، إن الاتهامات لإيران بتسليح الميليشيات في العراق «أكاذيب لا أدلة عليها». وأوضح في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من لندن انه لا يعلم ما إذا كان الوفد العراقي الذي وصل إيران لبحث مسألة المليشيات المسلحة سيلتقي مع المرشد الاعلى موضحا «القائد في شيراز، فكيف سيلتقي بهم؟». وحول الاتهامات لإيران بأنها تسلح الميلشيات في العراق، وأن الوفد العراقي يحمل أدلة تثبت هذا، قال شريعتمداري: «هذه ليست أول مرة تتردد فيها مثل هذه الاتهامات. ترددت من قبل وعندما سألنا الاميركيين والعراقيين أن يزودونا بهذه الأدلة لم يقدموا شيئا. قبل عامين تحدثت الادارة الاميركية عن وثائق تثبت تورط إيران في دعم الميلشيات المسلحة في العراق، لكن بعد فترة خرج قائد القوات الاميركية في العراق وقال إن هذه الاتهامات غير دقيقة، وأشاد مسؤولون بالتعاون الإيراني في ضبط وتعزيز الأمن بالعراق.. عندما تتردد مثل هذه الاتهامات فإنها تعكس أن الاميركيين يواجهون صعوبات في العراق، وعندما يواجهون صعوبات فإنهم يتهمون إيران ويحملونها المسؤولية ولا يحملون أنفسهم اي مسؤولية». وردا على أن الوفد العراقي يحمل أدلة ووثائق تثبت تورط طهران في تسليح ميليشيات في العراق، قال شريعتمداري: «هي ليست وثائق مؤكدة او أدلة.. إيران والعراق بلدان قريبان من بعضهما البعض.. الكثير من العراقيين والإيرانيين بينهم علاقات ممتدة. اليوم يريد الإيرانيون والعراقيون هدفا واحدا وهو إنهاء الاحتلال وعراق مستقر. هذا مطلب جميع جيران العراق، خصوصا إيران». وحول احتمال توجه الوفد العراقي الى قم للقاء مقتدى الصدر قال مستشار خامنئي «إذا ارادوا لقاء مقتدى الصدر، فلماذا يتوجهون الى قم عليهم الرجوع الى العراق.. هناك الكثير من الأكاذيب التي ترددت حول علاقة مقتدى الصدر بإيران». وشدد شريعتمداري على ان طهران تدعم نزع سلاح المليشيات في العراق، موضحا ان طهران أعلنت مرارا خلال الفترة الماضية أنها تؤيد خطوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في ضبط الأمن. وحول ما إذا كانت طهران ستدعم المالكي إذا ما قرر نزع سلاح «جيش المهدي» و«فيلق بدر»، اوضح «قالوا إننا ندعم قوات بدر، وقالوا اننا ندعم جيش المهدي.. الحقيقة الوحيدة هي أننا مع إنهاء كل الميلشيات المسلحة، ففي عراق مستقر لا حاجة الى ميلشيات مسلحة. استقرار العراق أولوية بالنسبة لإيران. قلنا إننا ندعم الحكومة العراقية في خطواتها لإنهاء المليشيات المسلحة، لكن هذا لا يعني أننا سعداء بالنزاع بين الجماعات الشيعية في العراق». وقال شريعتمداري إن طهران تحاول ان تحل الخلافات بين حكومة المالكي وبين مقتدى الصدر، موضحا: «نحاول ان نحل هذا الخلاف بين الطرفين، فلا بد من وحدة الشيعة والعراقيين أمام الاحتلال الاميركي. ونحن واثقون من أن الصراع بينهما سينتهي لانه ليست هناك خلافات جوهرية بين الطرفين». وردا على اتهامات صلاح العبيدي، المتحدث باسم التيار الصدري، لإيران والتي قال فيها ان طهران تعمل على اقتسام النفوذ مع اميركا في العراق، قال شريعتمداري: «لا نتقاسم النفوذ في اي مؤامرة ضد الأمة العراقية. فكيف نتقاسم النفوذ مع اميركا؟ لدينا رأيان مختلفان تماما حول العراق مع اميركا. نحن نرى ان أستقرار العراق لا يمكن ان يحدث إلا بالانسحاب الاميركي من العراق. فكيف نتقاسم النفوذ مع اميركا، وهذا موقفنا. ليس بيننا وبين الاميركيين اي نقاط اتفاق، فالوجود الاميركي في العراق ليس خطرا على إيران فقط، بل على العراقيين ايضا».

ويأتي ذلك فيما جدد قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس التأكيد على مخاوفه من الدور الذي تلعبه ايران في اعمال العنف في العراق عقب لقائه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون. كما اعرب بترايوس عن دعمه لجهود الحكومة العراقية للتوصل الى اتفاق مع مقتدى الصدر. واكد بترايوس بعد اجتماع مع براون وجود مخاوف واسعة بشان الدعم الايراني المزعوم للهجمات على قوات التحالف، الا انه قال ان الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة «كانت محقة تماما» في محاولتها لوقف الاشتباكات بين قوات التحالف والمقاتلين الموالين للصدر الذين قال ان ايران «تسلحهم وتدربهم وتجهزهم».

وقال بترايوس ان «التركيز المهم يجب ان يكون على الطريق الى الامام وعلى ضرورة ان ترغب ايران حقا في نجاح الحكومة التي يقودها الشيعة لدى جارتها الغربية، ولذلك يتعين وجود علاقة بناءة». واضاف «اعتقد انه من المهم الاعتراف بان التيار الصدري بوصفه حركة سياسية لديه كل الاسباب التي تؤهله للمشاركة في الطيف السياسي على الساحة السياسية في العراق». واكد انه «يمثل مكونا مهما في الهوية العراقية .. ولكن لا يمكن ان تكون لديه ميليشيا تلف نفسها باسم هذا الشهيد المحترم الذي اعطى اسمه للحركة، وتقوم بنشاطات دموية للغاية وتلحق الضرر البالغ بالعراقيين».