بريطانيا: حزب العمال يمنى بأسوأ خسارة له في الانتخابات البلدية منذ 40 عاما

غوردون براون يقر بالخسارة ويعبر عن خيبة أمله ولكنه يصر على المضي قدما

براون بعد خسارة حزبه أمس (إ.ب.أ) وكاميرون يحتفل مع رئيس بلدية نيوتن ماركوس سميث أمس (رويترز)
TT

مني حزب العمال البريطاني بأسوأ خسارة له في الانتخابات البلدية منذ أربعين عاما، في مؤشر الى احتمال خسارة الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجرى قبل العام 2010. وبرز حزب المحافظين من جديد بفارق كبير جدا، ما جدد آماله بامكانية العودة الى السلطة بعد عشر سنوات من الجلوس في مقاعد المعارضة. وأقر رئيس الوزراء غوردون براون بـ«خيبة أمله» حيال النتائج «السيئة» التي حققها حزب العمال في الانتخابات المحلية التي جرت قبل يومين في انكلترا وويلز. وقال براون في مؤتمر صحافي أمس: «كانت بالفعل ليلة سيئة ومخيبة للآمال. ينبغي ان نستخلص العبر... سنستخلص العبر، وسنحلل ما حدث ونمضي قدما»، مؤكدا ان الحزب «سمع» الرسالة، عازيا هذا العقاب الانتخابي الى ارتفاع كلفة المعيشة. وأضاف: «يريد السكان التأكد من ان الحكومة ستساعدهم في تجاوز هذه الاوقات الصعبة»، واعدا باتخاذ تدابير تساعد في تعويض «ارتفاع قيمة الفواتير».

وأفادت تقديرات هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن حزب العمال سيحتل المرتبة الثالثة في هذه الانتخابات بحصوله على 24% فقط من الاصوات، بعد الليبراليين الديمقراطيين (25%) وبفارق عشرين نقطة عن المحافظين (44%).

ولو تحققت هذه النتيجة في الانتخابات التشريعية الاخيرة لكان المحافظين قد فازوا بغالبية برلمانية كبيرة تراوح بين 138 و 164 مقعدا، وفق التقديرات. فمن أصل 4012 مقعدا بلديا يتم التنافس عليها في انكلترا وويلز، خسر حزب العمال 331 مقعدا في حين فاز المحافظون بـ 192 مقعدا والليبراليون الديمقراطيون بتسعة عشر مقعدا، وذلك بحسب نتائج تشمل 122 من اصل 159 مجلسا محليا.

وعنونت صحيفة «ايفننغ ستاندرد» اللندنية اليمينية «انه حمام دم بالنسبة الى براون». وتحدث براون قبل صدور نتائج الانتخابات البلدية في العاصمة لندن التي أعلنت في وقت لاحق ليلا، والتي كان يتنافس فيها رئيس البلدية العمالي المنتهية ولايته كين ليفينغستون، وبوريس جونسون عن حزب المحافظين، وبرايان باديك عن الديمقراطيين الليبراليين.

وسئل براون عن امكان تحقيق المحافظين فوزا في العاصمة البريطانية، فلم يشأ التعليق على النتائج قبل صدورها واكتفى بالاشارة الى «أخطار» ستلقي بثقلها على لندن «في حال انتخاب المحافظين». ويعتبر أداء حزب المحافظين في هذه الانتخابات الافضل في انتخابات محلية منذ العام 1992 والاسوأ لحزب العمال منذ الستينات. حتى انه اسوأ من خسارة العمال العام 2004، حين دفعوا ثمن قرار خوض الحرب في العراق الذي اتخذه رئيس الوزراء السابق توني بلير. وكان حزب العمال قد حل ثالثا ايضا في ذلك العام مع فوزه بـ 26 في المائة من الاصوات.

وبذلك يكون براون، الذي خلف بلير في يونيو (حزيران) الفائت من دون المرور بصناديق الاقتراع خسر اول اختبار انتخابي له، فيما يقترب موعد الانتخابات التشريعية التي ينبغي ان تجري قبل مايو (أيار) 2010. وعلق رئيس حزب المحافظين ديفيد كاميرون قائلا: «هذه النتائج ليست سوى تصويت ضد غوردون براون وحكومته. اعتقد انه تصويت على الثقة بالنسبة الى المحافظين». ويربط العديد من المحللين بين خسارة براون والهزيمة التي تعرض لها رئيس الوزراء المحافظ الاسبق جون ميجور في انتخابات 1995 المحلية، حيث لم يحصد سوى 25 في المائة من الاصوات. اذ لم يمض عامان على إخفاقه حتى خسر منصبه.

وقال وزير الخارجية في حكومة الظل ويليام هيغ الذي ينتمي الى حزب المحافظين، ان هذه النتائج «استثنائية»، وانها قد تكون الادنى التي يحققها حزب العمال في التاريخ الحديث.. «هذا تقدم عظيم». ورأى ناطق باسم حزب المحافظين أن «غوردون براون كان يعيش في كوكب آخر، ففي العام 2008 غط في نوم عميق استيقظ منه اليوم واكتشف ان حزبه فقد دعمه في اسوأ ما يصيبه من العام 1973».

ويقول المحللون ان حزب العمال خسر في بعض أقوى معاقله التقليدية، مثل ساوث هامبتون وميدستون اللتين فاز فيهما المحافظون.