تفجير مسجد في صعدة خطيبه مدير مكتب قائد فرقة مدرعة بالجيش

20 قتيلا و45 جريحا معظمهم عسكريون وموظفون والحوثيون ينفون اتهامات صنعاء بتنفيد الاعتداء

TT

أكدت مصادر متطابقة لـ«الشرق الاوسط» ان تفجيرا بمسجد في صعدة باليمن اوقع ما بين 18 الى 20 قتيلا بينما وصل عدد الجرحى الى 45 على الاقل.

وقالت مصادر في صعدة لـ«الشرق الأوسط» إن دراجة مفخخة انفجرت عندما خرج المصلون من جامع سلمان عقب صلاة الجمعة، وان اشلاء الضحايا والجرحى ملأت الساحة الخارجية للمسجد واحترقت العديد من سيارات المصلين كانوا يؤدون صلاة الجمعة في نفس المسجد وأشارت المصادر إلى أن الدراجة المفخخة قد تم تفجيرها عن بعد .

واتهمت وزارة الداخلية اليمنية عبد الملك بدر الدين الحوثي وأتباعه بالوقوف وراء هذا الحادث الذي يعد الاول من نوعه في حرب الحوثيين والحكومة اليمنية لأكثر من أربع سنوات. وقالت المصادر إن المستهدف من وراء هذا التفجير هو عسكر بن زعير، خطيب المسجد، وهو ضابط في القوات المسلحة، ويشغل مديرا لمكتب اللواء الركن علي محسن الاحمر قائد الفرقة الأولى مدرع، وقائد المنطقة الشمالية الغربية.

لكن عبد الملك الحوثي القائد الميداني للتمرد الزيدي في شمال اليمن ادان الاعتداء، مؤكدا «ضرورة تقصي الحقائق بموضوعية وبعيدا عن الصيد في الماء العكر لكي يتسنى الوصول الى معرفة الجهة التي تقف وراء هذه الحوادث».

واتهم في بيان «اطرافا حاقدة ومغرضة» بـ«افشال كل مساعي السلام والمصالحة واثارة الحرب من جديد».

وذكرت المصادر إلى أن معظم القتلى والجرحى هم من العسكريين والامنيين والموظفين العموميين في فروع المكاتب الوزارية والخدمية في محافظة صعدة.

وقالت ذات المصادر إن السلطات المحلية نقلت الضحايا من القتلى والجرحى إلى مستشفيات المدينة وأكدت أن عدد القتلى من جراء هذه التفجير مرشح للارتفاع نظرا إلى الجروح البالغة التي أصابت الجرحى، ويتسع مسجد سلمان لاكثر من خمسمائة مصل.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية في بيان عن الحادث «إن عبوة ناسفة تم وضعها على دراجة نارية أمام بوابة جامع سلمان حيث اوقع هذا الحادث الارهابي الجبان والشنيع ثمانية قتلى واصاب 38 فردا من المصلين». واتهم مصدر بالداخلية عبد الملك الحوثي «والتابعين من العناصر الارهابية بالوقوف وراء هذه المذبحة» ووصفهم بأنهم «متجردون من كل القيم الدينية والاخلاقية بتطبيع نفسها على الاجرام والارهاب الذي لا يضع أي حرمة لبيوت الله ولا للنفوس المحرمة».

وأكد المصدر الأمني ان «المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب» وتوعد بالقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة. ويفتح هذا التفجير أبواب الصراع مع الحوثيين على كافة الاحتمالات بتفجير حرب خامسة بين الجانبين رغم وجود الوساطة القطرية وتوقيع اكثر من اتفاق لانهاء الحرب في بعض المديريات التي شهدت أربع حروب على مدار أربعة أعوام حيث كانت الحرب الاولى في مديرية حيدان وقادها بداية حسين بدر الدين الحوثي واستغرقت ثلاثة أشهر باندلاع تلك الحرب في جبال مران بذات المديرية في الـ18 من يونيو (حزيران) من العام 2004 ثم انتهت بقتل الحوثي الابن على ايدي القوات المسلحة في 10 من سبتمبر (ايلول) من نفس العام ثم جاء دور الاب بدر الدين ليقود تمردا جديدا وهو الحرب الثانية التي قادها في منطقة الرزامات وآل سالم، لكن تلك الحرب ما لبثت القوات الحكومية أن خمدتها حتى قاد عبد الملك الحوثي حربين متتاليتين كانت الحرب الرابعة هي الاطول قياسا بالحربين السابقتين، وتوقفت هذه الحرب باتفاق الدوحة. وكانت السلطات اليمنية قد اتهمت الحوثيين بالتمرد على القيادة الشرعية لليمن والسعي المسلح لتغيير النظام السياسي الجمهوري القائم في البلاد واعادة النظام الملكي الأمامي إلى حكم اليمن والذي اقيم النظام الجمهوري على انقاض ذلك النظام .

وكان سبعة جنود يمنيين قد لقوا حتفهم في ساعة متأخرة يوم الثلاثاء في كمين نصبه المتمردون الذين كثيرا ما يشتبكون مع قوات الحكومة اليمنية والقبائل الموالية لها.

وفي وقت لاحق اعلنت وزارة الداخلية اليمنية عن ضبط مشتهبين متورطين بتفجير عبوة ناسفة بباب مسجد سلمان بصعدة. وقال المصدر الأمني عبر وكالة الانباء اليمنية سبأ إنه تم ضبط المشتبهين وبحوزتهم أسلحة في احدى النقاط الأمنية في صعدة. وقال ان معلومات توفرت لدى أجهزة الأمن عن السيارة التي كانوا يستقلونها وظلت متوقفة أمام جامع سلمان ولم يخرجوا منها لاداء صلاة الجمعة حتى خروج المصلين ووقوع الانفجار حيث انطلقوا من موقع الحادث بسرعة جنونية. فيما قال المصدر إنه تم عرض المشتبهين على شهود عيان وأكدوا أن المقبوضين هم ذات الاشخاص الذين كانوا متوقفين بنفس السيارة المضبوطة. وأكدت مصادر وصول وزير الدفاع اللواء محمد ناصر واللواء علي محسن الاحمر إلى صعدة بعد حادث جامع سلمان.

وقالت المصادر إن تعزيزات عسكرية اتجهت صوب صعدة بينما تشهد بعض المناطق في هذه المحافظة استنفارا عسكريا تحسبا لأي تداعيات لحادث التفجير أمس .