مصدر سوداني لـ«الشرق الاوسط» : أميركا اشترطت أن يبقى سامي الحاج في السودان ويترك الإرهاب

مصدر رئاسي قال إن الخرطوم لن تقبل شروطا تمس بسيادتها

TT

ضرب الأمن السوداني طوقا امنيا أمس على مستشفى الأمل التابع لجهاز الامن السوداني الذي نقل إليه سامي الحاج المعتقل السوداني الذي أطلق سراحه أول من أمس من معتقل غوانتانامو. ومنع الصحافيون من الاقتراب من الجناح الذي يقيم فيه الحاج، فيما أدخل الى ذات المستشفى أحد أشقائه بعد أن أصيب بحالة تشنج إثر لقائه في المطار، وهو يتلقى العلاج الى جوار شقيقه العائد. وزار الرئيس عمر البشير الحاج في مستشفي الأمل بعد ظهر أمس، وعبر عن ترحيبه بعودته «إلي أرض الوطن». وكشفت مصادر حكومية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن من بين الشروط التي سمحت بموجبها الإدارة الأميركية بالافراج عن الحاج، عدم السماح له بمغادرة البلاد وألا يشترك في اي عمل إرهابي ضد الادارة الاميركية. غير ان مسؤولا في رئاسة الجمهورية السودانية قال انه حكومته لن تلتزم بأية شروط تمس سيادة البلاد أو تملى عليها. وكشف احد أفراد أسرة الحاج الذي التقى سامي في المستشفى نهار أمس لـ«الشرق الأوسط» أن سامي ابلغهم أنه رفض وجبة شوربة قدمها له الطاقم الأمني المرافق له في الطائرة التي أقلته مع زميليه الى الخرطوم، وقال لهم «لن أشرب الشوربة إلا على يد زوجتي». وقال ان الحاج ظل حتى نهار امس لا يتناول اية وجبة وانه يعيش على المحاليل الوريدية، ولم يقدم تفسيرا لذلك، غير انه قال انه يلتقى أفراد اسرته «الذين سمح لهم بمرافقته في المستشفى ويتعامل معهم بشكل طبيعي»، وأوضح ان التقارير الأولية لحالته الصحية «تشير الى انه في حالة إعياء ووهون بسبب اضرابه عن الطعام في المعتقل لأكثر من عام، وما دون ذلك فان صحته جيدة».

غير ان شقيقه ياسر الحاج قال لـ«الشرق الأوسط» ان سامي أنهى بعد ظهر أمس اضرابه عن الطعام، وأول ما تناوله مع زوجته وابنه جرعة من ماء زمزم وعسل نحل. وكشف ان «هذا كان طلبه عندما التقاه الوفد السوداني الذي زار المعتقل قبل اسابيع»، وقال: «طلب منهم تحضير ماء زمزم وعسل لينهى بهما اضرابه في وطنه».

وفي مؤتمر صحافي عقده العائدان من غوانتانامو مع الحاج: وليد محمد حاج محمد، وأمير يعقوب محمد الأمير، بدا عليهما الاعياء، ولكنهما لم يشكوا من مشكلات صحية، وقال أمير انه كان يمنع من التحدث بتاتا مع اي شخص «ويمنعون الصلاة جماعة وتلاوة القرآن جهرا، بل كانوا يركلون المصاحف بالأقدام بقصد الاستفزاز وإهانة القرآن وكانوا يضعون المصحف الشريف في اماكن الاستحمام». وكشف انه تم القبض عليه من قبل الشرطة الباكستانية في السابع من فبراير (شباط) عام 2002 حيث قضي شهرين ونصف الشهر في ادارة المخابرات الباكستانية التي سلمته بدورها إلي الجيش الأميركي. وأضاف: «تم شحني مع آخرين في طائرات شحن كبيرة بعد تقييدنا بالسلاسل في رحلة طويلة استغرقت 24 ساعة إلي كوبا حيث كان الاستقبال حافلا بالإهانات المتواصلة»، ووصف أمير معسكر غوانتانامو بأنه «غرف مغلقة تماما لها باب حديدي وسرير حديدي ملصق بالجدار إلي جانب عدم الرعاية حيث كانوا يستعملون العلاج كورقة ضغط ضد هؤلاء المرضي والمسنين الذين تعرضوا لعدة امراض»، وقال ان المحققين كانوا يساومون المرضي بالعلاج إذا اقروا بأمور لم يرتكبوها.

وسرد أمير ملابسات المحكمة العسكرية التي تحاكم ابراهيم احمد محمود القوصي، احد المعتقلين السودانيين في المعتقل الأميركي، وقال «ان القوصي عندما أخذوه الي المحكمة قبل أسبوعين من الآن قال لهم: لو كنت بريطانياً لما وقفت هذا الموقف، في إشارة إلي المعتقل البريطاني الذي كان يمثل امام نفس المحكمة وبنفس التهم، ولكن تم اطلاق سراحه بعد ضغوط من بريطانيا. وفيما رفض وليد الحديث عن التعذيب النفسي والجسدي، غير انه قال «دخلت في قلعة ضمن 500 شخص لم يخرج منهم إلا 60 شخصا حيا»، وأضاف انه شهد مقتل 250 منهم وهم مقيدون، وتم دفنهم في مقابر جماعية، «علما أن امريكا تتشدق بأنها وراء حقوق الانسان».