وزير خارجية المغرب: مجلس الأمن أكد تفوق مقترح الرباط بشأن الحكم الذاتي للصحراء

واشنطن قالت إن إقامة دولة صحراوية مستقلة ليست خيارا واقعيا

TT

قال الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية والتعاون المغربي، ان القرار الذي صادق عليه مجلس الأمن الأربعاء بالإجماع، يمثل مرحلة جديدة ومهمة تكرس التحول الذي انطلق منذ السنة الماضية في ما يتعلق بتطور المفاوضات حول مغربية الصحراء. واوضح الفاسي الفهري، في تصريحات صحافية ادلى بها مساء اول من امس، انه «بعد أربع جولات من المفاوضات، والجولة التي قام بها في المنطقة الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بيتر فان فالسوم، والتقرير الأخير للأمين العام الأممي، بعد العرض الشفوي لفالسوم، فإن هذا المحفل الأممي «قرر دعم المكاسب المغربية وتعزيزها». وأضاف الوزير المغربي أن مجلس الأمن كرس مرة أخرى وبكل قوة تفوق المقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي في إطار احترام السيادة الترابية والوحدة الوطنية للمغرب، التي وصف المجلس، مرة أخرى، الجهود التي بذلتها لبلورة هذه المبادرة بـ«الجدية وذات المصداقية». كما دعا إلى أن تأخذ المفاوضات بعين الاعتبار الجهود التي بذلها المغرب منذ سنة 2006، أي المبادرة المغربية. وأشار الفاسي الفهري الى أن مجلس الأمن لم يكتف بهذا فقط، حيث أنه أدخل وعزز المقاربة التي تقدمت بها المملكة المغربية، وبذلك دعا المجلس إلى مفاوضات مكثفة للدخول في التفاصيل وفي الجوهر وفي العمق. وذكر رئيس الدبلوماسية المغربية أن مجلس الأمن طلب كذلك من الأطراف الدخول في مفاوضات معمقة على أساس الواقعية والرغبة في التسوية، مشيرا الى أن هاتين الفضيلتين هما اللتان استحضرهما المغرب لدى إعداد مقترحه الخاص بالحكم الذاتي، مؤكدا أن مجلس الأمن عبر أيضا عن دعمه للأمين العام ولممثله الشخصي السفير فان فالسوم.

وانطلاقا من هذه الاعتبارات، قال الفاسي الفهري، إن مجلس الأمن ربط بين الأهمية التي يكتسيها التحول الملموس للمفاوضات وظروف حياة المغاربة المحتجزين فوق التراب الجزائري، داعيا إلى العمل على سرعة تفعيل هذه المفاوضات وتعميقها من أجل التخفيف من معاناة الأسر المشتتة والأفراد فوق تراب بعيد عن وطنهم.

وأضاف المسؤول المغربي أن هناك مكتسبات أخرى جاء بها قرار مجلس الأمن، وتتمثل في تمديده لولاية بعثة المينورسو مدة سنة كاملة، وهو ما يمثل تحولا بالمقارنة مع الفترات السابقة التي كانت لا تتجاوز ستة أشهر.

واستطرد قائلا «كل الحظوظ متوفرة وكل الإشارات موجهة حتى نتمكن من الانخراط بدون تأخر في مفاوضات جوهرية حول المقترح المغربي بصفة أساسية»، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ«دينامية جديدة وتكريس للمسعى المغربي».

وأعرب الفاسي الفهري عن الارتياح لكون عدة دول وازنة ومطلعة على حيثيات وملابسات هذا الملف، حرصت على التعبير عن تأييدها لهذا القرار الذي صادق عليه مجلس الامن بالإجماع.وأعلنت الولايات المتحدة اول من امس أن الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي الوحيد لتسوية قضية الصحراء، وأن إقامة «دولة صحراوية مستقلة ليست خيارا واقعيا». وجاء الموقف الاميركي على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، في معرض تعليقه على مصادقة مجلس الأمن الأربعاء على قرار جديد حول الصحراء، اذ قال ان «دولة صحراوية مستقلة ليست خيارا واقعيا، في نظرنا، إن شكلا من الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الطريق الواقعي الوحيد لتسوية هذا النزاع الذي عمر طويلا».