ليبيا: نجل القذافي يلوح بقطع العلاقة مع إيطاليا ويهدد برلسكوني

لوح بآثار كارثية إذا عُين وزير معاد للإسلام في الحكومة الجديدة

TT

حذر سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الحكومة الإيطالية من عواقب وخيمة محتملة إذا ما انضم إليها وزير إيطالي سابق ارتدى قبل نحو عامين قميصا (تي شيرت) يحمل رسوما تسيء للإسلام.

وقال سيف الإسلام في بيان عبر مؤسسة القذافي للتنمية التي يستخدمها كواجهة غير حكومية لنشاطاته السياسية والإعلامية، إنه ينبه رئيس الوزراء الإيطالي المنتخب سلفيو برلسكوني إلى خطورة هذا الموضوع، على الرغم من إقراره بأن قرار برلسكوني يعتبر موضوعا داخليا يخص إيطاليا. وهدد بأنه «إذا ما تم تعيين ذلك الوزير من جديد، فإن ذلك ستكون له آثار كارثية على العلاقات بين إيطاليا وليبيا».

ولم يوضح سيف الإسلام القذافي في بيانه الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه عبر البريد الالكتروني وبثته لاحقا وكالة الأنباء الليبية الرسمية، طبيعة هذه الآثار وما إذا كانت ستشمل مصير نحو خمسين شركة إيطالية تعمل في ليبيا أو مستقبل العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين طرابلس وروما.

وكان نجل القذافي يعلق بهذا البيان على تقارير صحافية إيطالية توقعت إعادة تعيين وزير الإصلاح الإيطالي السابق روبيرتو كالديرولي كنائب لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، ضمن أربعة أعضاء بارزين في حزب «رابطة الشمال» المتطرف والمعروف بعدائه الشديد للمهاجرين عامة والمسلمين خاصة، رشحهم زعيم الحزب اومبيرتو بوسي لعضوية الحكومة التي ينتظر الإعلان عنها في العاشر من الشهر الجاري.

وأشارت مؤسسة القذافي للتنمية في بيانها أمس إلى أنها سبق أن أصدرت بيانا دعت فيه إلى التظاهر احتجاجا على الوزير الإيطالي حينذاك لارتدائه قميصا يحمل رسوما تسيء للإسلام وتسخر منه، ما أسفر عن اندلاع احتجاجات ومظاهرات من بينها مظاهرة جرت في مدينة بنغازي اتجهت إلى مقر القنصلية الإيطالية هناك وسقط خلالها عدد من المواطنين الليبيين مما زاد من غضب الجماهير حيث قامت بحرق القنصلية الإيطالية في المدينة.

ولقي أحد عشر شخصا مصرعهم في أعمال شغب وقعت بالقرب من القنصلية الإيطالية في مدينة بنغازي الليبية في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) عام 2006، وأدت هذه الصدامات إلى إقالة وزير الداخلية الليبي الأسبق ناصر المبروك عبد الله وإحالة عدد من قادة جهاز الشرطة الليبي إلى التحقيق بتهمة الإفراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين المدنيين .

كما اضطر الوزير الإيطالي كالديرولي نفسه إلى التقدم باستقالته إلى برلسكوني بناء على طلب الأخير في محاولة لتهدئة الرأي العام الليبي وتجنب أية تأثيرات سلبية على العلاقات الرسمية بين ليبيا وايطاليا.

ووصفت المؤسسة كالديرولي بأنه «القاتل الحقيقي» للمواطنين الليبيين الذين ماتوا آنذاك، لافتة إلى أنه تم احتواء تلك الأزمة، الأمر الذي نتج عنه استقالة الوزير الإيطالي، إلا أنه وبعد فوز اليمين الإيطالي في الانتخابات الأخيرة وردت أنباء عن احتمال إعادة تعيين هذا الوزير مرة أخرى في منصب حكومي.

في المقابل أدان زعماء سياسيون إيطاليون من اليمين الوسط الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء المنتخب ومن اليسار الوسط المعارض، تصريحات نجل القذافي أمس، وقال كالديرولي في إشارة إلى فوز يمين الوسط في الانتخابات الإيطالية في الشهر الماضي ان «اختيار طاقم الحكومة من اختصاص برلسكوني الذي حصل على تفويض من الشعب الإيطالي وهو شعب يتمتع بالسيادة».

ونُقل عن انريكو جاسبارا من الحزب الديمقراطي المعارض قوله: «أي شكل من أشكال التدخل من قبل دول اجنبية في السياسات الداخلية الإيطالية أمر غير مقبول، وينطبق ذلك على مسألة الحكومة وتشكيلها»، فيما اعتبر جيامبيرو كاتون من حزب حرية الشعب الذي يرأسه برلسكوني المتحالف مع حزب رابطة الشمال أنه يتعين على وزارة الخارجية الإيطالية أن تستدعي السفير الليبي لدى روما وتطلب إيضاحا.

وتصاعدت مؤخرا وتيرة إطلاق سيف الإسلام الذي لا يتولى أي منصب رسمي أو حكومي في الدولة الليبية، لمواقف إعلامية وسياسية تحدد طبيعة السياسة الخارجية الليبية، وهو ما اعتبرته مصادر ليبية وعربية واسعة الإطلاع بمثابة تصعيد لافت للانتباه في طبيعة الدور السياسي الذي يلعبه على المستويين الداخلي والخارجي في بلاده .

ويطرح سيف الإسلام شعارات تدعو إلى إدخال إصلاحات جوهرية على النظام السياسي والاقتصادي الذي يقوده والده منذ الإطاحة بآخر ملوك ليبيا إدريس السنوسي في شهر سبتمبر (أيلول) عام 1969.