فتوى بتحريم الإضراب وإفراج عن معتقلي الإضراب السابق

الحكومة المصرية تدير إضراب 4 مايو بطريقة لاعبي الشطرنج

TT

على رقعة (شطرنج ) كبيرة تمتد بطول الوطن كله تدير الحكومة المصرية معركة إضراب 4 مايو الشهيرة والتي تجري وقائعها اليوم، ومثل لاعب يمتلك إمكانات كبيرة لكنه يتحسب من حظ المبتدئين الذي يمكن أن يحالف منافسه الأصغر سناً والأقل خبرة تلعب أجهزة الدولة المصرية مع نشطاء (الفيس بوك) بحرص وتكتيك مختلف.

اليوم هو ( 4 مايو) الموعد الذي حدده ناشطون على موقع ( الفيس بوك) لإضراب عام بعد الدعوة لإضراب 6 إبريل الماضي، وبينما عزا محللون ومراقبون سياسيون نجاح إضراب 6 إبريل لسوء إدارة الحكومة المصرية للأزمة حيث بدأت بتجاهل تام وانتهت بتحذير شديد اللهجة بثه التلفزيون الرسمي وأحدث أثراً عكسياً حين ظن المواطنون العاديون أن أمراً جللاً سيحدث فالتزموا البيوت ليشاركوا رغماً عنهم في الإضراب، لكن اللعبة اليوم تبدو مختلفة والحكومة المصرية تلعب بطريقة ورقة أمام ورقة وتدير الأمر بطريقة تبدو أكثر نضجاً وإن كان الحكم على نجاحها يبدو مؤجلاً حتى صباح اليوم. والرئيس مبارك استبق الإضراب بأربعة أيام كاملة واعلن عن زيادة 30% في المرتبات وهي أكبر زيادة تشهدها مرتبات المصريين منذ عقود والحكومة تستجيب فوراً، وتقول إنه لا مشكلة لديها في تدبير الموارد اللازمة لتمويل الزيادات، أما إذا كان دعاة الإضراب يرفعون شعار الإضراب مع زملائهم المعتقلين في إضراب 6 إبريل الماضي فالحكومة ألقت آخر أوراقها بالأمس وأفرجت عن سبعة من ناشطي حزب الغد الذين ألقي القبض عليهم في الإضراب الماضي ولم تكن صدفة أن يتم الإفراج عنهم قبل 4 مايو بيوم واحد.

ورغم أن إضراب مايو شهد متغيراً كبيراً بإعلان جماعة الإخوان المسلمين نيتها المشاركة فيه وهي التي كانت قد اتخذت موقفاً سلبياً من إضراب 6 إبريل متهمة من دعوا له بأنهم (مجهولون) إلا أن الشيخ يوسف البدري أحد أشهر علماء الدين في مصر رد على الجماعة ذات المرجعية الدينية التحية بمثلها وأصدر فتوى يحرم فيها المشاركة في الإضراب ويؤكد أن من يشارك فيه (آثم ) شرعاً، والأهم أنه طالب الرئيس مبارك ألا يستجيب لأية دعوة للاستقالة تأتيه من (العوام والروبيضات)على حد وصف البدري لدعاة الإضراب، والأهم أن البدري طالب مبارك بأن يقتدي بالخليفة الراشد عثمان بن عفان الذي رفض أن يتنازل عن الحكم حين طالبه بذلك مجموعة من المصريين.

لكن ذلك ليس كل شيء فالنقود التي اقترح الشبان من دعاة الإضراب تحويلها لمنشورات سياسية من خلال كتابة عبارات معارضة على أوراق البنكنوت اختفت تماماً وربما لم يقدم أحد على أن يكتب عليها العبارات، إما خوفاً على النقود أو خوفاً من الحكومة.