ليفنغستون يخسر «عمدية» لندن لصالح جونسون

براون سيحاول تقويم المسار بعد خسارة حزب العمال في الانتخابات البلدية

TT

انتخب المرشح المحافظ بوريس جونسون لتولي منصب عمدة لندن بعد تفوقه على العمدة الحالي المخضرم كين ليفنغستون، فيما يمثل صفعة جديدة لحزب العمال الحاكم بقيادة رئيس الوزراء غوردون براون.

وقد أظهرت النتائج التي أعلنت في وقت متأخر من أول من أمس أن جونسون السياسي والصحافي قد فاز بتأييد 16. 1 مليون لندني في الانتخابات التي أجريت الخميس، مقابل 02. 1 مليون لندني صوتوا لصالح ليفنغستون المدعوم من ابناء الجالية المسلمة، وكان أول عمدة للمدينة عام 2000.

وتمثل هذه النتيجة ضربة مزدوجة لبراون الذي تعرض حزبه، حزب العمال، لهزيمة كبيرة في الانتخابات المحلية أول من أمس حيث سجل أسوأ نتائج له منذ 40 عاما.

وقد أظهرت النتائج أن رقما قياسيا من سكان لندن بلغ 5. 2 مليون شخص قد أدلى بصوته في الانتخابات التي أجريت الخميس مقارنة بـ 2 مليون شخص أدلوا بأصواتهم في آخر انتخابات لاختيار عمدة المدينة. ويعد جونسون، 43 عاما، أول عمدة محافظ للندن وهي العاصمة البريطانية التي تتسم بالتنوع الثقافي والعرقي ويبلغ عدد سكانها 7 ملايين شخص. كما أن جونسون، العضو المحافظ بالبرلمان يعتبر شخصية نابضة بالحيوية وغريبة وفي تناقض كامل مع ليفنغستون البالغ من العمر 62 عاماً. ويأتي فوزه لتدعيم الاتجاه المعاكس لحزب العمال الذي ظهر في الانتخابات المحلية في أجزاء من انجلترا وويلز ويؤكد فوز المحافظين على المستوى الوطني. وبحسب وسائل الإعلام البريطانية الصادرة امس فإن جونسون حصل في الانتخابات التي جرت الخميس الماضي على مليون و168 ألف صوت مقابل مليون و28 ألف صوت حصل عليها ليفنغستون.

وبذلك يصبح جونسون عمدة العاصمة البريطانية للأعوام الأربعة المقبلة، بعد أن هيمن ليفنغستون على المنصب لثماني سنوات متتالية. ومن المتوقع أن يتنازل جونسون عن عضويته في مجلس العموم عن دائرة هينلي في مقاطعة بكنجهام شاير ليتفرغ لمنصبه الجديد، مما سيؤدي إلى انتخابات تكميلية في الدائرة لاختيار نائب جديد. وبعد خسارته المنصب، تقدم ليفنغستون، بالتهنئة لجونسون، وقال له «ستكون السنوات القليلة المقبلة أفضل سنوات حياتك»، وقال إنه سيكون سعيداً بتقديم المساعدة الممكنة للإدارة الجديدة بأية طريقة ممكنة، لكنه أضاف «ولكن مهما كان الدور الذي أضطلع به، فإنني سأظل أعيش وأتنفس في هذه المدينة، وسأظل أحبها وأعمل من أجل جعلها مدينة أفضل». وبفقدانه مقعد لندن، يكون حزب العمال قد خسر 400 مقعد في المجالس البلدية في إنجلترا وويلز، ونجح المحافظون في انتزاع 300 منها، والسيطرة على تسعة مجالس بلدية. وقال جونسون، وهو كاتب يميني محافظ ومعلق تلفزيوني سابق والعضو في البرلمان الحالي، عقب فوزه «لا أعتقد، ولو للحظة، أن هذه الانتخابات تكشف أن لندن تحولت إلى مدينة محافظة بين ليلة وضحاها.

من جهة اخرى سيتحتم على رئيس الوزراء البريطاني العمالي غوردون براون خوض معركة ضارية لوضع حزبه مجددا على السكة بعد هزيمته التاريخية وخسارته بلدية لندن في الانتخابات المحلية التي جرت الخميس في انجلترا وويلز. وبعدما الحقت انتخابات الخميس بحزب العمال اكبر هزيمة عرفها منذ اربعين عاما، وامضى غوردون براون ليلة ثانية «سيئة» انتزع فيها المحافظون رئاسة بلدية لندن من ايدي العمالي كين ليفينغستون الذي كان يتولاها منذ استحداث هذا المنصب عام 2000، صرحت وزيرة الداخلية جاكي سميث لشبكة سكاي نيوز امس «انها رسالة موجهة الى الحكومة. اعتقد انها اشبه بركلة لنا جميعا في الحكومة من الشعب البريطاني الذي قال: اسمعوا، الوضع صعب علينا. اننا نتحمل التقشف. نريد منكم ان تديروا (البلاد)». وتابعت «يترتب علينا جميعا في حزب العمال بذل مجهود»، مشيرة الى ان الناخبين سيحكمون على عمل الحكومة قبل الانتخابات التشريعية المقررة بحلول مايو (ايار) 2010. ولم ينتظر براون اعلان نتائج الانتخابات رسميا ليؤكد خلال مؤتمر صحافي عقده صباح اول من امس ان حكومته «ستستخلص العبر».

ومن اصل 4012 مقعدا تم التنافس عليها في انجلترا وويلز، خسر حزب العمال اكثر من 330 مقعدا مقارنة مع الانتخابات المحلية السابقة، ونال المحافظون نحو 260 مقعدا اضافيا والليبراليون الديمقراطيون 19 مقعدا اضافيا. كما فاز المحافظون بالغالبية المطلقة في 12 مجلسا بلديا اضافيا. وعنونت صحيفة تايمز البريطانية امس «مجزرة الاول من مايو (ايار)» في حين وصفت صحيفة غارديان اول من امس بانه «يوم الجمعة الطويل والدامي لبراون». واعتبرت ذي انديبندنت ان المحافظين بقيادة زعيمهم ديفيد كاميرون استعادوا وضعا «لائقا». ورأت دايلي مايل انه اذا ما ركز براون جهوده على المشكلات الاقتصادية «سيكون لديه الوقت لتحسين وضعه قبل الانتخابات المقبلة». وبحسب تقديرات هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، فان حزب العمال سيحتل المرتبة الثالثة في هذه الانتخابات بحصوله على 24% فقط من الاصوات، بعد الليبراليين الديمقراطيين (25%) وبفارق عشرين نقطة خلف المحافظين (44%). وتشكل هذه النتائج انقلابا حقيقيا في الوضع بالنسبة ليونيو (حزيران) 2007 حين تولى براون زمام الحزب والبلاد خلفا لتوني بلير وكان يتقدم 11 نقطة على المحافظين في سبتمبر (ايلول). وقال وزير العدل جاك سترو السبت متحدثا للشبكة الرابعة في هيئة الاذاعة البريطانية «انني واثق من ان الوضع بعد سنتين سيكون مختلفا عن وضعنا اليوم»، مبديا ثقته بتحقيق الفوز الرابع على التوالي للعماليين في الانتخابات التشريعية المقبلة. وقال «سبق ان هزمت حكومات عدة بالنسبة التي هزمنا بها في لندن ثم عادت وفازت في الانتخابات التشريعية التالية»، داعيا الحكومة في الوقت نفسه الى «تقليص الاخطاء».