إيران تطالب أميركا بوقف هجماتها في العراق كشرط لاستئناف المحادثات

العسكري لـ «الشرق الأوسط»: الوفد العراقي في إيران نجح في إقناع طهران بوقف دعم الميليشيات

TT

طالبت ايران أمس، الولايات المتحدة بوقف الهجمات التي تشنها في العراق، قبل بدء اية جولة محادثات جديدة مع واشنطن. فيما اكد سامي العسكري القيادي في الائتلاف العراقي الموحد لـ«الشرق الأوسط» ان الوفد العراقي الذي يزور ايران حاليا، نجح في اقناع الحكومة الايرانية، بتأييد الجهود الحكومية العراقية، في سعيها لوقف الدعم الخارجي للميليشيات بالسلاح.

ونقلت وكالة فارس الايرانية للانباء أمس، عن عضو بارز في الوفد الايراني، الذي يتفاوض مع الولايات المتحدة حول الأمن في العراق، قوله انه «اذا توقفت الهجمات الوحشية الأميركية على الشعب العراقي، فسوف ندرس الطلب الأميركي بإجراء جولة رابعة من المحادثات». واجرت ايران والولايات المتحدة ثلاث جولات من المحادثات حول العراق العام الماضي، رغم تزايد التوتر بين البلدين، بسبب برنامج ايران النووي. وتوقفت المحادثات بسبب جدل حول الدور الايراني في اعمال العنف التي يشهدها العراق.

وتتهم واشنطن ايران، التي تعارض الوجود العسكري الاميركي في العراق، بتسليح وتجنيد ميليشيات شيعية في العراق، وهو ما تنفيه ايران بشدة. وتوجه وفد ايراني الى بغداد في مارس (اذار) الماضي لإجراء جولة جديدة من المحادثات، الا ان تلك الجولة لم تعقد. وتقول ايران ان الولايات المتحدة ألغت المحادثات في اللحظات الاخيرة، ولم يحدد المسؤولون الاميركيون موعدا لجولة جديدة. وذكر المسؤول الايراني الذي لم تكشف الوكالة الإيرانية عن هويته، ان «الحكومة العراقية والولايات المتحدة وجهتا دعوة رسمية لإيران لإجراء جولة رابعة من المحادثات». وقال المسؤول انه «في ظل الظرف الحالي، ونظرا للهجمات الواسعة التي تشنها الولايات المتحدة على الشعب العراقي في مختلف المدن، فإن إيران لا تشعر بأن هذه المفاوضات ضرورية».

من جهته اكد سامي العسكري القيادي في الائتلاف العراقي الموحد، ان الوفد الذي يزور ايران حاليا والمكون من عدد من البرلمانيين لم يعد الى بغداد بعد، لكن هناك مؤشرات تفيد بأنه نجح في الحصول على تأييد الحكومة الايرانية، للجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لوقف تسليح ودعم الميليشيات من قبل طهران. واشار العسكري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، امس ان الوفد العراقي توجه الى ايران من اجل دعم جهود بغداد في تصديها للميليشيات المسلحة، وتقديم الدعم لها من اية دولة كانت، مؤكدا عدم حصول أي لقاء بين الوفد وبين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي تشير انباء الى وجوده هناك. من جانبه اعترف صلاح العبيدي المتحدث باسم التيار الصدري، بأنه يستقي أخباره عن الوفد العراقي في ايران عبر وسائل الاعلام. لكنه أكد لـ«الشرق الأوسط»، عدم وجود الصدر فيها وقال «ان الوفد من الائتلاف توجه الى ايران، وهذا دليل على عمق العلاقة معها، وليس عمق العلاقة بين التيار الصدري وايران»، مشيرا الى ان تياره يعترف بالمبادرة التي يقودها رئيس البرلمان العراقي بشأن ترتيب لقاءات مع جهات ذات صلة لحلحلة قضية التيار، «وقد حصل لقاء فعلا بين المشهداني وعدد من البرلمانيين مع رئيس الجمهورية، وهناك ترتيبات للقاء الوفد مع رئيس الوزراء ايضا».

وقال العبيدي ان الوفد الذي توجه الى ايران لا يعتبر وفدا رسميا لأن أي شخص تنفيذي من الحكومة، لم يشترك في هذا الوفد وأن الاشخاص المشاركين فيه من الائتلاف فقط، و«هذا دليل جديد على عمق العلاقة الطيبة بين ايران والائتلاف وليس التيار الصدري». واشار العبيدي الى ان التصريحات المتكررة عن وجود مقتدى الصدر في ايران «هي تصريحات بهدف الغمز على وتر خاص بأن ايران تدعم التيار الصدري، ونحن نقول ان هذه التصريحات لاتستند الى الحقيقة، وان عدم اظهار مكان السيد مقتدى الصدر في العراق، هو لدواع امنية وسياسية وتعبوية، لأننا لا نضمن القوات الاميركية وبعض الاطراف بتوجيه ضربة الى المكان الذي يوجد فيه». وأكد على اهمية الحفاظ على حياة الصدر، مشيرا الى ان «النار ستشتعل في كل العراق لو تم استهدافه».