الجيش الأميركي يقصف مستشفى الصدر.. ويعلن مقتل 14 من جيش المهدي في معارك

تدمير 9 سيارات إسعاف وسقوط 20 جريحا.. وتوقيف 75 شخصا في عمليات تمشيط في بعقوبة

TT

أعلنت مصادر أمنية عراقية وأخرى طبية أن مروحيات عسكرية اميركية قصفت أمس مستشفى الصدر الواقع في مدينة الصدر معقل ميليشيا، جيش المهدي، في ضواحي بغداد، مما أدى الى إصابة عدد من الاشخاص بجروح وإصابة المستشفى بأضرار كبيرة. واعترف الجيش الاميركي بدوره بشن غارات في مدينة الصدر، لكنه أشار الى انها استهدفت أماكن يختبئ فيها «مجرمون»، وأعلن سقوط 14 قتيلا من عناصر جيش المهدي في معارك ببغداد ومدينة الصدر ومناطق مجاورة لها. وأكدت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» تعرض مستشفى الصدر لقصف جوي اميركي. وقال قاسم عبد الهادي مدير اعلام صحة الرصافة لـ«الشرق الاوسط» إن القصف وقع صباحا، وأدى الى وقوع 20 جريحا وتدمير 9 سيارات اسعاف تدميرا كاملا. وأشار عبد الهادي الى ان اغلب الاصابات كانت من النساء والاطفال بعضهم من المرضى، مؤكدا ان «زجاج النوافذ حطم بالكامل اضافة الى دار الاطباء والادارة».

وحول الأوضاع الصحية في مدينة الصدر بعد هذا القصف، قال عبد الهادي ان «مستشفى الشهيد الصدر هو أحد أكبر المستشفيات في المدينة بالاضافة الى مستشفى الامام علي، وان خسارة سيارات الاسعاف تعني لنا أزمة كبيرة يجب علاجها سريعا»، مشيرا الى ان «المستشفى يستوعب 635 سريرا وقد وصل اليها لحد الآن أكثر من 2500 جريح جراء العمليات الاخيرة البعض منهم يحتاج الى علاج خارج المدينة.. ولصعوبة التنقل قد يتوفى المريض في الطريق». وأوضح ان هناك منفذا واحدا لدخول وخروج السيارات من المدينة، وهذا الأمر شكل صعوبة بالغة أمام الفرق الطبية وحملات الاغاثة. وكان مصدر في الشرطة العراقية قد صرح لوكالة «أصوات العراق» أن «طائرة أميركية أطلقت ثلاث قذائف، على الشارع الملاصق لمستشفى الشهيد الصدر، مما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص بجروح». وأضاف المصدر الأمني أن المستشفى «تعرض لخسائر مادية، إضافة إلى احتراق عدد من السيارات التي كانت تقف في الشارع الذي سقطت فيه القذائف».

من جهته، أقر المستشار الإعلامي للقوات الأميركية في العراق بتنفيذ عملية مشتركة، بين القوات العراقية والقوات الأميركية، صباح امس، في مدينة الصدر، لكنه أشار إلى أنها استهدفت من وصفهم بـ«العناصر الإجرامية». وقال المستشار الإعلامي لـ(أصوات العراق)، أمس «أستطيع أن أؤكد أنه تم تنفيذ عملية مشتركة بين القوات العراقية وقوات التحالف، بهدف ضرب أهدف في مدينة الصدر». وتتعرض مدينة الصدر، وهي أهم معقل في بغداد للتيار الصدري و(جيش المهدي) التابع له، للقصف وحملات الدهم والتفتيش بحثا عن العناصر المسلحة، وذلك منذ المواجهات الدامية التي شهدتها المدينة، في الأسبوع الأخير من مارس (آذار) الماضي، بين القوات الأمنية ومجموعات من (جيش المهدي)، بعد ساعات من انطلاق خطة (صولة الفرسان) في مدينة البصرة جنوب البلاد. وأوقعت المعارك في مدينة الصدر اكثر من 900 قتيل في ابريل (نيسان) الماضي. وأعلن الجيش الاميركي في بيانات متلاحقة «مقتل 14 من عناصر الذين يطلق عليهم تسمية، مجرمين، خلال اشتباكات استخدموا فيها أسلحة خفيفة وعبوات ناسفة ضد القوات الاميركية والعراقية وتم الرد عليهم بقصف من مدفعية الدبابات او بضربات جوية». ومنذ نهاية مارس تدور معارك دامية بين القوات الاميركية وميليشيا جيش المهدي التي تملك حضورا قويا في هذا الحي الشعبي الفقير في العاصمة العراقية. الى ذلك، قال مسؤول عسكري عراقي أمس لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه تم توقيف 75 شخصا في عمليات تمشيط للجيش العراقي والجيش الاميركي اثر الاعتداء المزدوج الخميس الذي اوقع 35 قتيلا و66 جريحا في بعقوبة شمال بغداد. وأوضح اللواء عبد الكريم الربيعي قائد العمليات في محافظة ديالى «لقد اعتقلنا في عمليات مشتركة 75 شخصا بينهم عناصر في القاعدة في منطقة بلدروز»، مضيفا انه «عثر على العديد من مخابئ الأسلحة».