تركيا تؤكد مقتل 150 متمردا كرديا في غارات شمال العراق.. والكردستاني ينفي

أنقرة قالت إن بعض قادة التمرد في عداد القتلى وإن غاراتها أحدثت قلقا كبيرا في صفوفهم

TT

أعلن الجيش التركي أمس مقتل اكثر من 150 متمردا من حزب العمال الكردستاني، في غارات جوية شنها خلال 24 ساعة في شمال العراق. لكن مسؤولا رفيع المستوى في اتحاد المنظومات الكردستانية ـ الجناح السياسي لحزب العمال المعارض لتركيا، نفى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ما قالته الحكومة التركية.

وجاء في بيان نشر على موقع هيئة اركان الجيش على الانترنت «سمحت هذه العملية بحسب التقديرات الأولية بالقضاء على اكثر من 150 ارهابيا». وأوضح أن بعض قادة حزب العمال الكردستاني قد يكونون في عداد القتلى وان الغارات الجوية التركية أحدثت «قلقا كبيرا في صفوف عناصر» حزب العمال الكردستاني.

ويطالب حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة إرهابية، منذ 1984 بمنح جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية حكما ذاتيا. وأيد البيت الابيض الجمعة الغارة التركية الجديدة، وقال المتحدث غوردن جوندرو «ثمة عمليات مستمرة ضد حزب العمال الكردستاني، وهو منظمة ارهابية. لقد التزمت الولايات المتحدة والعراق وتركيا الاهتمام بهذه المشكلة».

وقال أحمد دنيز مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني لـ«الشرق الاوسط» ان «ما اورده البيان العسكري التركي بخصوص حصيلة غارات الليلة قبل الماضية، هو محض افتراء وكذب وعار عن الصحة تماما»، وأضاف دنيز في تصريح عبر الهاتف من معقله في جبال قنديل ان «العالم كله يدرك بلا شك ان الحرب التي تشنها تركيا ضد حزب العمال هي حرب شعواء ومتشعبة الأوجه وتستخدم وسائل الاعلام على نحو سلبي ومزيف للنيل من إرادة مقاتلي الحزب، والدليل على ذلك ان أنقرة تعلن في غارة أو هجوم على قواتنا او معاقلنا انها قتلت عدة مئات من مقاتلينا ولو جمعنا الارقام التي أعلنت عنها انقرة منذ بدء حربها ضد حزب العمال لوجدنا انها تفوق المليون مقاتل وهذا أمر يفضح أساليب الكذب والتضليل الاعلامي التي تلجأ اليها السلطات التركية لتغطية هزائمها وفشل مخططاتها العسكرية».

وفيما يتعلق بالغارات التي شنها الطيران الحربي التركي ليلة الخميس الماضي على قرى مناطق قنديل، قال دنيز إن «نحو ثلاثين طائرة حربية شاركت في الغارات التي استمرت من الحادية عشرة ليلا وحتى الثانية فجرا، وانها نفذت بالنيابة عن ايران كونها استهدفت معاقل مقاتلي حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) المعارض لإيران والمرتبط بحزب العمال الكردستاني، وأسفرت عن مصرع ستة من مقاتلي الحزب، من دون إصابة أي من القرويين»، مؤكدا أن تركيا تجامل جارتها ايران بهذه العمليات الحربية وتسعى لجر طهران الى الصراع الدائر في المنطقة. وقال دنيز «تراودنا شكوك قوية من ان الصواريخ التي استخدمت في تلك الغارات كانت تحمل غازات كيماوية سامة لأن المقاتلين المصابين بجروح ظهرت على اجسادهم حروق وكدمات غير عادية وطفح جلدي يوحي بتعرضهم لسموم كيماوية»، وأوضح «ان عينات من تراب المناطق المتعرضة للغارات وكذلك عددا من المصابين أرسلوا الى جهات متخصصة للتأكد من صحة شكوكنا، ونحن بانتظار النتائج التي سنعلنها للعالم حال ورودها الينا». وقال دنيز «إن تركيا توصلت بعد هزيمتها المذلة في معارك الزاب في الشتاء الماضي إنها غير قادرة على القضاء على حزب العمال، كما وأخفقت في إشعال فتيل الحرب الداخلية بين الاحزاب الكردستانية، لذلك تسعى الآن الى جر اطراف اخرى الى الصراع القائم، بموازاة استمرارها في انتهاج سياسة محو الشعب الكردي من الوجود والتنكر لحقوقه المشروعة»، وقال ان مقاتلي الحزب اتخذوا كافة الاستعدادات اللازمة لمواجهة ما وصفه بأي عدوان عسكري تركي على إقليم كردستان.