شرخ في التوافق: المطلك بمعارضة شرسة.. والعليان بالاستقالة

الدليمي لـ «الشرق الأوسط»: رشحنا وزراءنا ومن يريد ترك الجبهة فهو حر

TT

فيما بدا أن شرخا يعصف بجبهة التوافق العراقية، أكبر تكتل برلماني سني، إثر إعلان خلف العليان رئيس مؤتمر الحوار نيته ترك الجبهة، هدد صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني بـ«التحول من جانب المعارضة الاعتيادية الى المعارضة الشرسة». لكن عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق لم يكترث بهذه التهديدات وقال «من أراد البقاء في الجبهة أو تركها فهو حر».

هدد خلف العليان، رئيس جبهة الحوار المتآلفة مع جبهة التوافق العراقية، اكبر تكتل سني في البرلمان، بالخروج من جبهة التوافق على خلفية ترشيحات الجبهة لوزرائها من اجل العودة الى الحكومة.

العليان كشف لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس عن تقديمه قائمة بأسماء نائب رئيس الوزراء والوزراء المرشحين من قبله للحكومة وعلى رأسهم صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني لملء منصب نائب رئيس الوزراء، لكن المطلك رفض العمل مع هذه الحكومة «ما لم تغير نهجها الطائفي». وقال ان جبهة الحوار الوطني التي يترأسها ستتحول الى معارض شرس وستقوم بفضح الحكومة إذا لم يتغير نهجها. وقال العليان «حتى الآن لم أقرر سواء الخروج او البقاء في جبهة التوافق العراقية، حيث كنا قد طالبنا بإصلاح الجبهة من الداخل ودرسنا خيار الخروج منها اذا وصلنا الى طريق مسدود»، من غير ان يبين أسباب هذه الخلافات التي اتضح انها تتعلق بترشيح أسماء لمنصب نائب رئيس الوزراء وبقية الوزراء من حصة جبهة التوافق التي تركت الحكومة منذ العام الماضي.

واعترف العليان بأن «الخلافات سببها ترشيحات الحزب الاسلامي للوزارة من غير ان تتم مناقشة هذه الاسماء من قبل الجبهة ويأخذ رأينا فيها او يرجعوا الينا، لهذا قدمنا مذكرات رسمية للحكومة نعترض فيها على ما رشح له من اسماء وزراء الجبهة»، مشيرا الى ان جبهة الحوار «قدمت مرشحين بأسماء نائب رئيس الوزراء ووزراء من داخل جبهة التوافق وخارجها بينهم شيعة من غير الرجوع الى الجبهة، وأن أبرز المرشحين صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني وسنقدم قائمة اسماء المرشحين لرئيس الوزراء».

واتهم العليان الحزب الاسلامي بـ«محاولته للاستئثار بأغلب المناصب، ذلك ان الحزب الاسلامي، يترأسه طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، له نائب رئيس الجمهورية ورئيس ديوان الرئاسة وهو بمثابة وزير، ورئيس ديوان رئاسة مجلس النواب ويريدون الآن منصب نائب رئيس الوزراء»، منوها بأن «توزيع الحصص يجب ان يكون بصورة منصفة وعادلة لكن الحزب الاسلامي لا يأبه بأحد، رشحوا الأسماء ورفعوها الى رئيس الوزراء». وأضاف العليان قائلا «ما يهمنا هو ترشيح مهنيين متخصصين يفيدون العراق في مرحلة البناء وليس مجرد اسماء لوزراء، نحن نشتغل من اجل البلد والشعب والحزب الاسلامي يعمل من اجل نفسه فقط».

ورد عدنان الدليمي، رئيس جبهة التوافق العراقية على العليان، قائلا «المفروض ان تصدر قائمة موحدة من الجبهة تضم مرشحينا للوزارة، وقد شكلنا لجنة تضم مرشحين عن الجهات المؤتلفة في الجبهة، الحزب الاسلامي، الحوار، ومؤتمر اهل العراق، لكننا فوجئنا بأن العليان سحب عضو اللجنة الذي يمثله واختلف مع جماعته حيث انسحب 6 نواب منه وبقي معه نائب واحد في البرلمان»، مشيرا الى انه «ليس هناك أي خلاف شخصي بيني وبين العليان لكننا دعوناه لأكثر من مرة للتحاور والنقاش لحل أي خلاف او مشكلة لكنه لم يستجب لدعواتنا فهو بكل بساطة يريد ترشيح اسماء وزراء من عنده».

وكشف الدليمي أن «جبهة التوافق العراقية» «قدمت لرئيس الوزراء قائمة بمرشحي وزرائها بالاتفاق مع الحزب الاسلامي، حيث لم يحضر ممثل عن العليان في اجتماعات لجنة الترشيح، كما اننا لم نرشح عن الحوار أي اسم»، منوها بأن «حصة العليان وزير واحد ومؤتمر اهل العراق 3 وزراء والحزب الاسلامي له نائب رئيس الجمهورية ورئيس ديوان الرئاسة ونائب رئيس الوزراء كان من حصتنا ثم استبدلناه بمنصب وزيرين».

وقال الدليمي ان «العليان يريد 3 وزراء أي وزيرين اكثر من حصته، وهو من حقه الاعتراض لدى رئيس الوزراء»، مشيرا الى ان «العليان غالبا ما يهدد بالخروج من جبهة التوافق وهو حر سواء أراد البقاء ام الخروج من الجبهة، وإذا خرج فان جماعته سيبقون معنا إذ تركه 6 من اعضائه وكتبوا لي وثيقة لا تسمح لي أخلاقي بنشرها». من جهته، أكد المطلك لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، أمس، أنه لا يستطيع «العمل مع هذه الحكومة». وفي تعقيبه على ترشيح العليان له كنائب لرئيس الوزراء، قال «لا أستطيع العمل مع حكومة برنامجها هو المحاصصة الطائفية، وإذا غيرت الحكومة أسس عملها عند ذاك سنوافق على العمل معها، حكومة وحدة وطنية حقيقية». وهدد رئيس جبهة الحوار الوطني بأن «نتحول من جانب المعارضة الاعتيادية الى المعارضة الشرسة»، وقال «ماكو بعد معارضة ايجابية، سنكون معارضة تفضح كل شيء وتعري الحكومة أمام الشعب ونعمل من اجل تغيير الحكومة».