«دولة العراق الإسلامية» تخير أقلية «الشبك» بين الرحيل من الموصل أو الإبادة

رئيس مجلس الأقليات لـ«الشرق الأوسط»: نطالب بخطة أمنية لحماية سكان المنطقة

TT

قال النائب البرلماني العراقي حنين القدو عن الائتلاف العراقي الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم، إن «دولة العراق الإسلامية» خيرت أمس عوائل تنتمي الى أقلية الشبك بالرحيل من منطقة كراج الواقعة الى الشمال في محافظة نينوى، أو مواجهة القتل. وأضاف قدو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أكثر من عشر عوائل تعرضت أمس إلى تهديد بالقتل إذا لم يغادروا المحافظة، مما أدى إلى حالة من الهلع والذعر للعوائل الشبكية في الموصل». ودعا القدو رئيس مجلس الأقليات في العراق، القيادة السياسية في نينوى إلى التحرك بسرعة لحماية أبناء الشبك للحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم، كما دعا القوات الأمنية إلى السيطرة على المناطق من خلال إقامة دوريات دائمة لمنع تهجير الشبك والتركمان من المنطقة وإعادة المهجرين منها.

وأوضح: «هذه التهديدات التي تريد تهجير أبناء الشبك تهدف إلى إثارة الفتنة بين أبناء المحافظة الواحدة». وطالب القدو «بالتعجيل بالخطة الأمنية في الموصل وإشراك أبناء القومية الشبكية في القوات الأمنية أسوة بالمسيحيين الذين تم تطويع أبناءهم». ويشغل الدكتور حنين القدو مناصب الأمين العام لتجمع الشبك الديمقراطي وعضو البرلمان العراقي ورئيس مجلس الأقليات العراقية وممثل الشبك الوحيد في الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة.

وقال لـ«الشرق الاوسط» إن الشبك عانوا كغيرهم من القوميات من الظلم والاضطهاد عبر عشرات السنين الماضية من قبل الحكومات المتعاقبة من جهة، ومن بعض الكتاب والباحثين في أصل الشبك من جهة أخرى، حين الصقوا شتى التهم بهم، فمنهم من أخرج الشبك عن الدين الإسلامي ومنهم من نسب الشبك إلى الفرق الباطنية والقزلباشية ومنهم من وصفهم بالغلاة واتهمهم بالكفر ومنهم من نسبهم إلى الدولة الصفوية وغيرها.

وهناك خلاف بين الباحثين والكتاب من الذين تناولوا أصل الشبك، وقدمت تبريرات عديدة لتأييد وجهات نظر كاتبيها، إلا أنها، في الحقيقة، لم تتفق في تحديد أصل الشبك الذين هم من الأقوام التي قدمت من المشرق واستوطنت في منطقة مرج الموصل واختلطت وتصاهرت مع بعض العشائر العربية والكردية والتركية، لهم عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم ولغتهم الخاصة بهم، تميزهم عن مكونات الشعب العراقي الأخرى، وحافظوا عليها عبر الزمن واكتسبوا أعراقاً أخرى معهم ولكن دون أن يفقدوا خصوصيتهم وهويتهم، إلا في حدود خصوصية المجتمع العراقي، وتمكنوا من امتصاص الضغط القومي والتعايش معهم في سلام ووئام رغم معاناتهم وتجاربهم المريرة مع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق ومحاولاتها طمس هويتهم وفيهم مقومات القومية الأساسية المستقلة عن القوميات الأخرى. وتنتمي اللغة الشبكية إلى مجموعة اللغات الآرية الهندوأوربية، وهي لغة مستقلة عن اللغات الأخرى وتتميز بمفرداتها الخاصة والمتميزة ونغمتها وطريقة لفظها.