موريتانيا: مشاورات لتشكيل حكومة تضم عناصر من الغالبية والمعارضة

الرئيس يعين الاقتصادي أحمد الواقف بعد استقالة التكنوقراطي ولد زيدان

TT

قدم رئيس الوزراء الموريتاني زين ولد زيدان الليلة قبل الماضية استقالته من منصبه الذي يشغله منذ ابريل (نيسان) 2007 إلى الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي عين محله الاقتصادي يحيى ولد احمد الواقف.

وشرع ولد احمد الواقف، 48 سنة، على الفور، في مشاورات مع رئيس الجمهورية وقوى سياسية في الغالبية وأخرى من المعارضة القريبة من السلطة لتشكيل الحكومة الجديدة التي يتوقع أن تشارك فيها معظم الأطياف الداعمة لبرنامج الرئيس الحالي، إضافة إلى عناصر من حزب اتحاد قوى التقدم اليساري وحزب التجمع من اجل التنمية والإصلاح المحسوبين على المعارضة.

وتأتي هذه التطورات بعد عام من تشكيل الحكومة الموريتانية التي تزعمها التكنوقراطي الشاب الزين ولد زيدان، 42 سنة، ضمن صفقة سياسية مع الرئيس ولد الشيخ عبد الله قضت بدعم الأخير الذي حصل كان حصل الدور الأول من انتخابات الرئاسة التي جرت في مارس (آذار) 2007 على نسبة 15 بالمائة من الأصوات، في الدور الثاني مقابل حصول ولد زيدان على رئاسة الحكومة.

وواجهت الحكومة المقالة انتقادات واسعة بسبب ما اعتبره كثيرون فشلاً ذريعاً في حلحلة العديد من الملفات أبرزها أزمة غلاء أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية والبطالة المنتشرة في صفوف اليد العاملة وحملة الشهادات، كما بدت حكومة ولد زيدان عاجزة عن مواجهة التحديات الأمنية التي أدت الى نشوب مواجهات مسلحة بين السلفية الجهادية وقوات الأمن سقط خلالها قتلى في صفوف الشرطة والمدنيين.

ويعتبر مقربون من رئيس الوزراء المقال أنه لم يوفق في التعاطي مع العديد من الملفات بإيجابية لأسباب يرجعها منتقدوه الى نقص في التجربة وانعدام الخبرة السياسية خصوصاً أنه حديث عهد بالممارسة السياسية، وجرى الحديث أخيرا في أوساط إعلامية موريتانية عن خلاف حاد بين مؤسستي رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية حول بعض القضايا المتعلقة بصلاحيات رئيس الوزراء.

وقرر الرئيس الموريتاني وضع حد للحكومة الحالية بعزل رئيسها، وسرت تكهنات منذ أشهر عن احتمال تشكيل حكومة جديدة تضم قادة أحزاب الأغلبية الداعمة لبرنامج رئيس الجمهورية بعد إخفاق حكومة «التكنوقراط» في حلحلة الأزمات المعيشية والأمنية المتلاحقة في البلاد. وكان ولد احمد الواقف، المقرب من الرئيس ولد الشيخ عبد الله، قد عهد إليه بالإشراف على أكثر الملفات أهمية لدى الحكومة، إذ تولى رئاسة اللجنة الوزارية المكلفة عودة المبعدين الموريتانيين إلى السنغال، كما عهد إليه برئاسة الخطة الاستعجالية لمحاربة الفقر وغلاء الأسعار، بالإضافة الى كونه شغل منصب الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية. ويعد ولد احمد الواقف من أبرز مؤسسي حزب الموالاة الذي تشكل أخيرا لدعم الرئيس ولد الشيخ عبد الله. وشغل ولد احمد الواقف منصب مدير عام للخطوط الجوية الموريتانية الذي أقيل منه قبل سنتين على خلفيات مشاكل مالية واجهتها الشركة قادت فيما بعد إلى تصفيتها بعد إعلان إفلاسها. ورئيس الحكومة الجديد متزوج ووالد لاربعة اولاد.