أوراق عمل ومناقشات اليوم الأول لندوة الملك فيصل تستعرض زياراته الخارجية وتدشينه سياسة التضامن الإسلامي

تسليط الضوء على شخصية الملك الراحل الشاعر والأديب والقرارات والتنظيمات التي صدرت في عهده في المجال الاجتماعي

TT

تختتم اليوم جلسات الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبد العزيز التي انطلقت أمس، والتي تشمل ثماني جلسات موزعة على مدى يومين من خلال 33 ورقة علمية، وتستضيفها قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الرياض كونتيننتال، حيث طرح ويطرح الباحثون والباحثات أوراقهم العلمية التي تندرج تحت عشرة محاور رئيسة تشمل تاريخ الملك فيصل بن عبد العزيز هي: نشأته وسيرته قبل توليه الحكم، التنظيم الإداري، التعليم والثقافة والإعلام، الجوانب الاقتصادية، خدمة الحرمين الشريفين والحجاج، الشؤون الإسلامية ويشمل خدمة الإسلام والمسلمين والتضامن الإسلامي، الجوانب العسكرية، الجوانب الاجتماعية والإنسانية والصحية، النقل والاتصالات، والسياسة الخارجية.

وافتتحت الندوة أعمال الجلسة الأولى يوم أمس والتي تركزت أوراق الباحثين فيها على محور السياسة الخارجية، وترأس الدكتور صالح بن محمد الخثلان، أستاذ العلوم السياسية بكلية الأنظمة والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالرياض، أعمالها التي بدأت بورقة عمل للدكتور جمال محمود حجر، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر وعميد كلية الآداب بجامعة الاسكندرية عن (زيارة الأمير فيصل بن عبد العزيز الرسمية إلى إنجلترا 1926).

وتطرق فيها الباحث إلى الزيارة التي قام بها الأمير فيصل بن عبد العزيز إلى إنجلترا التي كانت المحطة الأولى ضمن زيارة للفيصل إلى أوروبا وكانت الزيارة الرسمية الأولى للأمير فيصل بن عبد العزيز إلى القارة الأوروبية حين بعثه والده الملك عبد العزيز لتعزيز التواصل مع العالم الخارجي وتقديم بلاده إلى هذه الأمم الغربية، في تجربة هي الأولى من نوعها بالنسبة لكل من الملك عبد العزيز وابنه فيصل، خاصة أنه لم يكن لدى الملك عبد العزيز أي نوع من التمثيل الدبلوماسي قبل ضم الحجاز، عدا ـ حسب الدكتور حجر ـ سوى أولئك الرسل الذين كانوا يأتونه في زيارات خاصة.

وبعد مداخلات وتعليقات الحضور على الورقة العلمية السابقة، قدم رئيس الجلسة الباحث الدكتور جوزيف كيششيان من جامعة كاليفورنيا الأميركية، ورقة عمله (الملك فيصل والولايات المتحدة الأميركية)، الذي تناول فيها الدكتور كيششيان العلاقات السعودية ـ الأميركية في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز والسياسات والمواقف التي اتخذها ـ يرحمه الله ـ ومن أبرزها سياسة التضامن الإسلامي التي أصبحت سياسة جديدة قبل أزمة 1973، كما تناول الباحث رؤية الملك فيصل بن عبد العزيز في أن خدمة المصالح السعودية هو جعل مصيرها بيدها، وربط الملك فيصل بين تحقيق التوازن في السياسة الخارجية مع الولايات المتحدة من خلال اتخاذ مواقف إيجابية من الجانب الأميركي تجاه القضية الفلسطينية.

بعدها قدم سامبي خليل ماغوسوبا من جامعة باماكو بجمهورية مالي، استعراضا علميا للزيارة التاريخية التي قام بها الملك فيصل بن عبد العزيز إلى جمهورية مالي عام 1966، التي بعثت من جديد علاقات تعود جذورها إلى عمق التاريخ بالإضافة إلى بناء علاقة جديدة بين البلدين في مجالات معينة وتقوية الصداقة القائمة، ورصد الباحث في بحثه عن (زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز إلى جمهورية مالي)، الزيارات بين البلدين مثل زيارة رئيس جمهورية مالي إلى المملكة العربية السعودية عام 1964، وآثارها على العلاقات البينية.

ثم ألقى الدكتور عبد الواحد النبوي عبد الواحد، من دار الكتب والوثائق القومية بمصر، بحثه الموسوم بـ(زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز لبريطانيا مايو 1967: دراسة وثائقية)، حيث يعرض للجهود البريطانية الكبيرة التي بذلت للترتيب للزيارة، والمحادثات التي تمت خلالها والأماكن التي زارها والكلمات التي ألقيت فيها، وردود الفعل الإقليمية والدولية على هذه الزيارة، والنتائج التي ترتبت عليها، معتمدا على الوثائق البريطانية الأصلية التي وثقت للزيارة، إضافة لوثائق أميركية ومصرية.

واختتمت هذه الجلسة بالورقة العلمية المقدمة من الدكتور سعيد بن مشبب القحطاني، من جامعة الملك خالد بمدينة أبها في السعودية، التي تطرقت بالوثائق إلى موضوع (زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز الأولى إلى أوروبا 1919: دراسة تاريخية وثائقية)، تناول فيها الباحث أسباب ونتائج هذه الزيارة، بدعوة من ملك بريطانيا جورج الخامس، الذي وجه دعوة إلى زعماء الجزيرة العربية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، عندها اختار الملك عبد العزيز ابنه فيصل ليقوم بهذه الزيارة بدلا عنه، وقد استغرقت هذه الزيارة التي مرت بعدد من الدول الأوروبية ستة أشهر، واعتمد الدكتور القحطاني في بحثه على الوثائق الصادرة من وزارة الخارجية البريطانية والمكتب الهندي وما أوردته الصحف البريطانية حول تلك الزيارات.

وتوزعت اوراق الجلسة الثانية التي عقدت ظهر أمس برئاسة الدكتور عبد العزيز بن صالح بن سلمة، وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الخارجي، على جانبي الإعلام والثقافة. واستهلت الجلسة ببحث للدكتور عبد الرحمن بن صالح الشبيلي، من السعودية عن (فيصل والإعلام)، حاول من خلاله استخلاص ملامح صورة الإعلام السعودي، في كمّه وكيفه، في عهد الملك فيصل الذي استمر أحد عشر عاما، كما يعرض للحالات التي كان للملك فيصل دور فيها في مجال الإعلام، إبان عمله نائبا للملك في الحجاز، ثم وليا للعهد .

وعرض الباحث للحقبة الإعلامية من الستينات الميلادية التي أجج فيها الإعلام الخلافات (البينية) العربية، التي سادت أجواء المنطقة في أعقاب الانقلابات العربية، وبعد عدد من المداخلات والتعليقات العلمية من حضور الجلسة، قدمت الدكتورة باربرا ميخالك بيكولسكا، من معهد الاستشراق بكراكوف في بولندا، ورقتها العلمية (الأهمية التاريخية لزيارة الأمير فيصل بن عبد العزيز إلى بولندا عام 1932، وصداها في الصحافة البولندية)، حيث أشارت الباحثة إلى أن هذه الزيارة كللت بالنجاح فقد اعترفت جمهورية بولندا بالمملكة العربية السعودية، وهذا الاعتراف مهد الطريق لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وكانت بولندا الدولة التاسعة التي اعترفت بالمملكة العربية السعودية. وركز البحث على أن هذه الزيارة تؤكد اهتمام الملك عبد العزيز ونجله الأمير فيصل بتوثيق علاقات الصداقة والتعاون بين الشرق والغرب وإقامة الحوار بين المملكة العربية السعودية ودول أوروبا، واختتمت الباحثة الدكتورة باربرا بيلكولسكا بحثها بالقول إن هذه الزيارة تعتبر تاريخية فقد وضعت اللبنات الأولى لعلاقات التعاون والصداقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية بولندا التي استمرت طويلا.

عقب ذلك قدم الدكتور زيدان خوليف، من جامعة نانتيير الفرنسية، بحثه المعنون بـ(الملك فيصل بن عبد العزيز في الأرشيف الفرنسي الرسمي والإعلامي)، أعطى فيها الباحث لمحة عن الظروف الاستثنائية التي تولى فيها الملك فيصل سدة الحكم في السعودية في نوفمبر (تشرين الثاني) 1964، وكيف تغلب عليها بتطلعاته المستنيرة على المستوى الداخلي والخارجي التي أعطت النتائج الإيجابية منذ السنوات الأولى لتوليه العرش.

وأشارت الورقة إلى مد الملك فيصل أواصر الصداقة مع دول غربية كفرنسا التي زارها في مايو(ايار) 1973، حيث استقبل بحفاوة بالغة لا كملك فحسب، بل كخادم للحرمين الشريفين وكمرجعية روحية للدين الإسلامي كما أكد رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك جورج بومبيدو، على أن الحوار بين الإسلام والمسيحية لا بد أن يتواصل من خلال الاحترام المتبادل للقيم السماوية لكلا الديانتين، كما تناولت الورقة الحيثيات التي أحاطت زيارة الملك فيصل لفرنسا وما انبثقت عنه من لقاءات وحوارات رسمية وما نتجت عنه من وجهات نظر، وذلك استنادا للأرشيف الرسمي الفرنسي ومن خلال الصحف ووسائل الإعلام المرئية والسمعية، سواء كانت في فرنسا أو في الدولة الأوروبية المجاورة وأثرها في ما بعد على التبعات التي انبثقت عن حرب أكتوبر 1973، واستند الدكتور خوليف في ورقته على الأرشيف الخاص للرئيس جورج بومبيدو المودع في مركز الأرشيف الوطني الفرنسي الموجود في باريس.

وفي منحى آخر قدم الدكتور محمود شاكر سعيد، من جامعة نايف للعلوم الأمنية في السعودية، الورقة العلمية الرابعة في الجلسة التي تطرقت إلى الجانب الثقافي في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز من خلال (فيصليات محمد بن علي السنوسي)، التي سعت إلى أربعة أهداف هي: إبراز مآثر الملك فيصل بن عبد العزيز التي جسدها محمد بن علي السنوسي في «فيصلياته»، ورسم صورة واضحة لملامح شخصية الملك فيصل بن عبد العزيز وما اتسم به من الشهامة والحزم وحسن الرأي والكرم، والتأريخ لبعض المناسبات والأحداث التي عاشتها السعودية في عهده، وتجسيد المشاعر الشعبية الصادقة تجاه المواقف الوطنية والدولية للملك فيصل بن عبد العزيز بعامة، وتجسيد مشاعر الحزن والأسى لفقد الشهيد بخاصة.

وعن (الحس الشعري لدى الملك فيصل بن عبد العزيز)، سلط الدكتور صالح بن ناصر الخريجي، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السعودية، الضوء على شخصية الملك فيصل الشاعر والأديب، وذلك من خلال التطرق للبيئة التي عاش فيها والتي ورث عنها حب الشعر وقوله، أو من خلال تناول شخصيته كشاعر وذلك باستعراض نماذج من شعره، ومساجلاته لبعض الشعراء، وتناول الباحث علاقة الملك فيصل بالخاصة والممتدة مع كوكبة من الشعراء العرب والمثل العليا التي يتقيد بها وحاول بثها للشعراء المحيطين به وحثهم على التمسك بها قولا وفعلا. كما وثق الدكتور الخريجي من خلال البحث العلاقة المتميزة مع الشعراء من خلال صور الإهداءات التي كتبوها بأيديهم على دواوينهم المرسلة للملك فيصل والتي احتفظ بها في مكتبته الخاصة، واختتم البحث بقصيدة للملك تعد من أهم القصائد التي قالها .

ثم أكملت الجلسة جانبها النقاشي بعدد من المداخلات العلمية وتعليقات الباحثين عليها الذين شكرهم رئيس الجلسة الدكتور عبد العزيز بن سلمة على الجهد العلمي الواضح في أوراقهم العلمية.

وافتتحت مساء أمس الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور ثامر بن حمدان الحربي، عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى في السعودية، بورقة الدكتور ناصر بن علي الحارثي، من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، عن (أعمال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود المعمارية في مدن الحج والمشاعر المقدسة)، تناول فيها الباحث باللوحات والأشكال والجداول المساندة لمادة البحث أعمال الملك فيصل بن عبد العزيز المعمارية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وفي المدينة المنورة، كما تطرق البحث إلى الأعمال المعمارية في نفس الفترة في مدينة جدة.

بعد ذلك قدم الدكتور صالح بن علي أبو عراد، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد السعودية، قراءة للمنطلقات الرئيسة لخطب الملك فيصل بن عبد العزيز من خلال نماذج منها مستظهرا قوة بنائها اللغوي واتزانها ودور هذه الخطب الملكية الذي أسهمت به في عملية البناء الحضاري للمجتمع السعودي المعاصر، واعتمدت الدراسة في استظهار ذلك على المنهج الوصفي التحليلي الاستدلالي لبعض خطب الملك فيصل الواردة في (الجزء الأول) من كتاب (مختارات من الخطب الملكية)، الصادرة عن (دارة الملك عبد العزيز).

وحول الشأن الاجتماعي الذي عاشه المجتمع السعودي في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، استعرض الدكتور علي بن سليمان الحناكي، من وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية، جهود الملك في هذا الجانب من خلال تناول اعمال وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سابقا (وزارة الشؤون الاجتماعية) حاليا، في المجالات والنشاطات والخدمات الاجتماعية والأنظمة لهذه النشاطات في عهده، كما عرج الباحث على المؤسسات الاجتماعية ومكاتب الضمان الاجتماعية التي أنشئت في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز وأهم القرارات والتنظيمات التي صدرت في عهده في المجال الاجتماعي.

وفي الورقة الثالثة من الجلسة حاول الدكتور محمد بن عبد المحسن العصيمي، من وزارة الخارجية السعودية، عبر المنهج الاستقرائي والاستنباطي سبر مجموعة القيم والمؤثرات الثقافية التي حددت رؤية الملك فيصل بن عبد العزيز لمحيطه العربي والإسلامي والدولي من خلال أقواله وأفعاله .

وفي الورقة الأخيرة في الجلسة تطرق محمد بن حسين الموجان، من المحكمة الجزائية بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، إلى إنشاء أول دار لكسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة سنة 1927، في عهد المؤسس الملك عبد العزيز الذي كلف نائبه في الحجاز ابنه فيصل بهذه المهمة فقام بها خير قيام، حيث تم إنشاء مبنى الدار على مساحة تقدر بـ1500 متر مربع في محلة جياد، وأوفد من يأتي بالفنيين المهرة من الهند لصناعة الكسوة ومتطلباتها من أنوال ومناسج وحرير وأسلاك ذهب وفضة وغيرها مما يتطلبه عمل الكسوة. ثم قدم الباحث سردا تاريخيا لإنتاج هذه الدار للكسوة بعد الانتهاء من تشييدها في منتصف عام 1346هـ، وفي سنة 1347هـ، تم صنع كامل الكسوة في دار الكسوة بمكة المكرمة على أكمل وجه. ثم تطرق الموجان إلى أمر الملك فيصل بن عبد العزيز بإنشاء مصنع جديد للكسوة في أم الجود بمكة المكرمة سنة 1972، وكلف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عندما كان نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية، بوضع حجر الأساس لهذا المصنع الجديد في 1972، كما تناول البحث طرز كسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود.

وفي الجلسة الرابعة والأخيرة من اليوم الأول للنشاط العلمي للندوة، التي ترأسها الأستاذ الدكتور سليمان الرحيلي، عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة بالمملكة العربية السعودية، قدم الدكتور غازي بن غزاي العارضي، من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ورقة عن (معالم الإبداع والعبقرية في منهجية الملك فيصل بن عبد العزيز الدعوية)، حيث أبرز الباحث منحى مهما في شخصية الملك فيصل بدا واضحا في اصطباغ منهجيته بشخصيته الفذة، فظهر الامتزاج جليا بين هذين المكونين الأساسيين على نمطية من الاعتدال والتوازن، تبلورت في منهجية دعوية متكاملة، تصدت بكل الوسائل المشروعة بكفاءة واقتدار للدعوات الشعاراتية وخطابها الحماسي الكبير، مما قربه بقوة إلى نبض هموم الشعوب الإسلامية والعربية واستظهر البحث صفات التنوع والانتقاء والتجديد في وسائل جلالته لهذا الهدف، كما أظهر الباحث معالم الإبداع والعبقرية في أساليب الفيصل من قوة التأثير والجمالية والقبول والشمولية.

وعقب مداخلات الحضور حول ورقة الدكتور العارضي وتعليقاتهم، قدم رئيس الجلسة الأستاذ الدكتور الرحيلي، الدكتور محمود همان، من جامعة أحمد بيلو في نيجيريا، وورقته العلمية (آثار الملك فيصل على دول صحراء أفريقيا ـ نيجيريا والنيجر 1964 ـ 1975)، التي أكدت على تميز العلاقات بين المملكة العربية السعودية وبعض دول جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا في أوائل السبعينات الميلادية بالقوة والمتانة، وتنوعت هذه العلاقات بين تجارية وثقافية ودينية، وتميزت بشكل أكثر وضوحا في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، وبينت الورقة أثر الملك فيصل بن عبد العزيز على بعض دول جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، وبالتحديد جهوده الدبلوماسية والاقتصادية والدينية والمبادرات التي ترمي إلى تحقيق ما فيه مصلحة هذه الدول وتقوية علاقاتها ببلاده.

وفي نفس الإطار الإسلامي تطرقت الورقة العلمية الثالثة في الجلسة الى (جهود الملك فيصل بن عبد العزيز في خدمة الإسلام والمسلمين في أفريقيا جنوب الصحراء)، التي قدمها الأستاذ علي مصطفى غي، من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وبحثت الورقة أسس ومنطلقات جهود الملك فيصل في خدمة الإسلام والمسلمين في أفريقيا، من خلال العناصر التي لعبت دورا حيويا في تحديد توجهات الملك فيصل في خدمة الإسلام والمسلمين في أفريقيا، التي تتمحور حول: سياسة التضامن الإسلامي، القدرات الاقتصادية، الموقع الجغرافي للمملكة، والوسائل التي استخدمها جلالته لخدمة الإسلام والمسلمين في القارة السمراء، الوسائل الاقتصادية، الوسائل الدبلوماسية، والوسائل الثقافية.

ثم تطرق الأستاذ علي غي، إلى جهود الملك فيصل في خدمة الإسلام والمسلمين في أفريقيا من خلال المنظمات الدولية والإقليمية والعربية وغير العربية ونتائجها الموفقة في مختلف المجالات.

وحول خدمة الملك فيصل بن عبد العزيز للعلم والعلماء وتقريبه لهم والأخذ بمشورتهم والاستئناس برأيهم وتفقد أحوالهم ومتابعته لاحتياجاتهم، قدم الدكتور محمد بن خالد البداح، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ورقة علمية هي الأخيرة في جلسات يوم أمس عن (صلة الملك فيصل بن عبد العزيز بالعلماء)، التي اتصفت بالمتانة، حيث يظهر إجلال الملك فيصل وتوقيره لهم ورفع مكانتهم داخل المجتمع مع الدعوة للالتفاف حول العلماء والصدور عن رأيهم. كما قدم الباحث نماذج من مكاتبات الملك فيصل المتبادلة مع العلماء وعلاقته الوطيدة بأصحاب الفضيلة والسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد الله بن حميد والشيخ عبد العزيز بن باز ـ يرحمهم الله جميعا.