محاصرة مطار بيروت توقظ خيار «المطارات البديلة».. والنائب شهيب يرفض تحويله إلى «مطار نصر الله الدولي»

النائب قباني يطالب بفتح مطار القليعات لتفادي ابتزاز «حزب الله»

TT

وضع الحصار الذي ضربه انصار المعارضة اللبنانية، وتحديدا «حزب الله»، حول مطار بيروت ملف «المطارات البديلة» على نار حامية من أجل «وقف ابتزاز الحكومة»، كما قال رئيس لجنة الاشغال العامة النيابية محمد قباني لـ«الشرق الاوسط»، داعيا الحكومة الى «تشغيل مطار القليعات في شمال لبنان» من اجل سحب هذه الورقة من يد «حزب الله». فرغم ان في لبنان 3 مطارات رسمية بالاضافة الى عدد من «محاولات مطارات» نشأت خلال الحرب الاهلية ولم تكتب لها الحياة، الا أن مطار بيروت الدولي الذي اصبح يحمل اسم الرئيس الراحل رفيق الحريري هو الوحيد الذي يتم استعماله، خصوصا بعد أن تحول الى واحد من أحدث مطارات المنطقة وهو قادر على استقبال 6 ملايين زائر سنويا. غير أن موقع المطار الحساس على اطراف الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل حزب الله) جعل منه «رهينة» في اي اشكال بين الحكومة والمعارضة خلال السنتين الماضيتين، اذ يتم اقفال الطرق المؤدية اليه في كل مناسبة خلاف مع الحكومة.

واضافة الى مطار بيروت، هناك مطار القليعات (في الشمال) الذي يعتبر ثاني مطارات لبنان. وقد جرى استعماله خلال الحرب الاهلية بغرض تسهيل التنقل بين بيروت والشمال. ويؤكد النائب قباني ان هذا المطار جاهز للاستعمال ويحتاج فقط الى قرار حكومي باعتباره مطارا دوليا وإقامة نقطتي أمن عام وجمارك لبدء العمل فيه. وطالب في تصريح لـ«الشرق الاوسط» الحكومة بتنفيذ توصية نيابية سابقة لفتح المطار من أجل تخفيف الضغط عن مطار بيروت وعدم جعله ورقة ابتزاز في يد «حزب الله»، وأكد انه في «كل دولة اكثر من مطار مهما كانت صغيرة»، مشيرا الى ان مدرجات مطار القليعات اكبر وأفضل من مدرجات مطار بيروت.

غير ان عضو كتلة النائب وليد جنبلاط، النائب أكرم شهيب قال لـ«الشرق الاوسط» إنه من «المبكر الحديث عن فتح مطارات بديلة». رافضا التسليم بان يصبح مطار بيروت «مطار (الامين العام لـ«حزب الله» السيد) حسن نصر الله»، ومعتبرا انه المطار الشرعي الوحيد لكل الناس. ورأى ان المطار «في منطق دويلة حزب الله عامل اساسي لوصول السلاح والمال الايراني». واعتبر ما يحصل «محاولة للقبض على القرار السيادي». ومطار القليعات يقع على ساحل عكار، ويبعد نحو 20 كلم عن مدينة طرابلس، وقد انشئ من قبل شركة نفط العراق (إي.بي.سي) البريطانية لخطوط نقل البترول من كركوك ـ العراق الى البداوي شمال طرابلس، عبر سورية، في الثلاثينات من القرن الماضي ليكون همزة وصل بين مصافي البترول التابعة لها في العراق ومقر الشركة في بريطانيا. وقد وضعت الحكومة اللبنانية يدها على مطار القليعات مع إعلان استقلال لبنان. وهو يضم مدرجين طول كل منهما 3200 متر بعرض 60 متراً، الى جانب منشآت ومخازن وأبنية صغيرة. وفي أعقاب حرب عام 1967 وتوقيع لبنان معاهدة الدفاع العربي المشترك، قررت القمة العربية رصد مبالغ مالية لإعادة تأهيل هذا المطار من الناحية العسكرية وتجهيزه بالمعدات الحربية لاستقبال الطائرات والجنود عند الضرورة في إطار الصراع العربي ـ الإسرائيلي ودعم دول الطوق.

وفي العام 1989 تم انتخاب الرئيس الراحل رينيه معوض في هذا المطار. وحطت فيه آنذاك ثلاث طائرات تقل النواب اللبنانيين إضافة إلى أعضاء اللجنة العربية المكلفة بتطبيق اتفاق الطائف.

أما المطار الرسمي الثالث فهو مطار رياق العسكري في منطقة سهل البقاع. وهو قادر على استقبال الطائرات المدنية، لكن تشغيله غير وارد لأسباب اقتصادية وسياسية ايضا بحكم موقعه المشابه لموقع مطار بيروت. يذكر ان عدداً من القوى المتصارعة خلال الحرب الاهلية حاولت انشاء مطاراتها الخاصة في سياق استحداث «سلاح جوي» كما فعلت «القوات اللبنانية» التي حولت جزءا من الاتوستراد الدولي في منطقة حالات الى مطار رافعة شعار «حالات حتما». غير ان هذا المشروع لم يستمر بسبب انتهاء الحرب الاهلية.