السلطة تخشى من تفويت فرصة السلام برحيل أولمرت وتفضل ليفني على باراك

حماس غير مهتمة وتصفهم جميعا بأعداء الشعب الفلسطيني

TT

تلقي قضية التحقيق في اسرائيل مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت، بظلالها على رام الله. اذ تخشى قيادة السلطة الفلسطينية من ان تنحي اولمرت الذي يقول انه لا يريد أي شيء أكثر من نهاية للصراع مع جيراننا (الفلسطينيين)، سيضر بعملية السلام ويعطلها.

ويراقب الفلسطينيون باهتمام سير التحقيقات مع اولمرت، بين من يعتقد بانه من الجيد ان يبقى الرجل، ومن يعتقد بأنه من الافضل ان يغادر، او اولئك غير المبالين. وبرغم ما قاله الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية من ان الفلسطينيين قادرون على التعامل مع اي زعيم اسرائيلي، مذكرا بان السلطة تعاملت مع رئيس الوزراء الاسبق ارييل شارون شخصيا. الا ان المفاوض الفلسطيني صائب عريقات لم يخف قلقه من ان رحيل اولمرت، وإجراء انتخابات اسرائيلية مبكرة، سيضر بعملية السلام ويؤجلها عاما اخر، او اكثر. ولا تريد السلطة لأولمرت الرحيل، لكنها ترغب، اذا ما اضطر لذلك، بان تخلفه وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، التي ترأس الوفد الاسرائيلي المفاوض، وبحسب مصادر فلسطينية فان السلطة تخشى ان يتولي وزير الدفاع ايهود باراك هذا المنصب، اذ تعتقد بانه يعرقل عملية السلام القائمة. وفي اسرائيل يشيرون الى «الجنرال» باراك بانه غير مهتم بالسلام مع الفلسطينيين بقدر ما يدفع باتجاه مفاوضات مع سورية.

وقال فلسطينيون التقتهم «الشرق الأوسط» ان بقاء اولمرت (الذي لا يفهم في العسكرية) افضل من تسلم باراك. وقال اخرون ان تغيير اولمرت وتسلم رجل قوي للسلطة، «حتى ان كان ليكوديا متطرفا مثل بنيامين نتنياهو افضل للفلسطينيين»، اذ «ان اولمرت الضعيف والمحاصر بقضايا الاشتباه والفساد لا يستطيع صنع السلام ابدا». بينما ابدى فلسطينيون عدم اكتراث بنتائج التحقيق مع اولمرت، قائلين «كلو واحد»، ومعتبرين انه لا يوجد اي زعيم اسرائيلي يرغب بتحقيق سلام مع الشعب الفلسطيني. اما حركة حماس، التي تنتظر ردا اسرائيليا على مقترحات مصر لتثبيت تهدئة في غزة، فلا تبدو مهتمة كما السلطة في رام الله بمن يغادر او يبقى في اسرائيل. وقال اسماعيل رضوان الناطق باسم حماس لـ«الشرق الاوسط» «بقي اولمرت او رحل، فهذا لا يغير شيئا عند حماس» وأكد رضوان «ان موقف حماس من هذه الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لا يختلف» معتبرا انها جميعا معادية للشعب الفلسطيني».

وطالب رضوان السلطة الفلسطينية بان «لا تتعلق بأوهام لا اساس لها» (صنع سلام) في ظل دعم اميركي لإسرائيل وتواصل الحصار والانقسام وعدم احراز اي تقدم في المفاوضات. ورفض رضوان فكرة ان رحيل اولمرت قد تعطل تهدئة في غزة. وقال «نحن لا نتفاوض مع العدو الصهيوني، ولا زلنا نتحدث من خندق المقاومة وفي حال رفضت اسرائيل لتهدئة فلكل حادث حديث».