جولات جمال مبارك في المحافظات تثير جدلا.. والوطني يعتبرها من صميم اختصاصه

تحدث في سيناء عن أهداف مصر من حرب أكتوبر

TT

وقف عمران عبد الله، الذي استشهد والده في حرب مصر مع إسرائيل عام 1973 يتجادل مع ناشط حقوقي من منتقدي جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، قائلاً له: «جمال بك يفهم متغيرات العالم واللي يحتاجه اقتصادنا.. لديه رغبة يزوّد دخول ملايين العمال والموظفين.. نحن نثق فيه، واللي مش عاجبه وعايز يعارض خليه يعارض.. نحن دولة ديمقراطية».

وينتمي «عمران» لأسرة مؤيدة للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمدينة العريش بسيناء، شمال شرقي البلاد، وكان يتابع، مع جاره الحقوقي، ليل أمس الأول، لقاء مسجلاً بالتليفزيون أجراه نجل رئيس الدولة مع أعضاء بالحزب وطلاب جامعات بالعريش.

وكان مبارك الابن يتحدث بأسلوب أعجب «عمران» خاصة حين تطرق جمال مبارك، للجيل الذي حقق النصر على إسرائيل، قائلا إن «هذا الجيل، سواء من العسكريين أو المدنيين، تحمَّل أعباء وتحديات صعبة.. تضحية هذا الجيل هي التي مكنتنا من الجلوس الآن في العريش.. في سيناء»، قائلاً إن «حرب أكتوبر لم يكن هدفها تحرير سيناء بالكامل وإنما هدفها وضعك في مكان أفضل تستطيع من خلال إرادة التفاوض ودعم العالم أن تحرر أرضك».

لكن الناشط اليساري بالعريش، ومدير مجموعة الحقيقة الالكترونية على الانترنت، أشرف أيوب، قال لـ«الشرق الأوسط»: «لم يكن هناك ارتياح عند البعض لزيارة نجل الرئيس لسيناء.. الكثيرون ضد توريث الحكم». وعن السبب الذي يجعل ذهنه ينتقل إلى موضوع التوريث، فور سماع اسم مبارك الابن، قال «أيوب»: «جولاته في المحافظات خلال الشهور الأخيرة.. أداؤه في الحزب الوطني يتم إبرازه في قنوات التلفزة والصحف المملوكة للدولة.. الأضواء تسلط عليه بشكل لافت للنظر، الاهتمام الزائد به أمر غير طبيعي».

وقال مبارك الابن، الذي نفى ووالده في السابق نيتهما توريث الحكم، إنه: «عند الحديث عن الإصلاح والتنمية (لا الحرب)، تكون الأوضاع مغايرة، خاصة في مجتمع يزداد انفتاحا، وتبدأ رؤى وتوجهات سياسية مختلفة، حول معنى الإصلاح والتنمية، وتبدأ التيارات والقوى المختلفة في استقطاب الشباب والفئات الأخرى لجبهتها وانتقاد الآخرين»، مشيراً إلى انتقادات واحتجاجات على تدهور معيشة قطاعات من المصريين، إلا أن نائب رئيس كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان، حسين محمد إبراهيم، قال إن ما أشار إليه «مبارك الابن» عن تعدد الرؤى (السياسية) في البلاد، يصطدم مع حقيقة ممارسات الحزب الحاكم، وهي إقصاء القوى السياسية، والحيلولة دون عملها الحقيقي.

ودفعت زيارات جمال مبارك لعدة مدن مصرية نواباً معارضين بالبرلمان، على رأسهم الدكتور جمال زهران، وسعد عبود، من كتلة المستقلين، والدكتور حمدي حسن من كتلة الإخوان، للتساؤل في طلبات إحاطة وأسئلة برلمانية، عما إذا كان الإنفاق على جولات نجل الرئيس، يتم على نفقة الحزب، أم على نفقة الدولة. وقال القيادي بالحزب الحاكم الذي يشغل وكيل لجنة الدفاع الأمن القومي والتعبئة القومية بالبرلمان، محمد عبد الفتاح عمر، لـ«الشرق الأوسط» إنه في ما يتعلق بتساؤلات نواب وصحف خاصة عن جولات نجل الرئيس، فإن «السيد جمال مبارك له صفة حزبية قيادية والحكومة هي حكومة الحزب الوطني.. لما (حين) ينتقل (مبارك الابن) للصعيد ولما (حين) ينتقل لبحري (الدلتا)، أو لأي مكان فهذا لإبراز نشاط الحزب الوطني اللي هو نشاط الحكومة وما يقترحه لإقامة مشروعات أو لنقد سلوكيات معينة خاصة بالحكومة، وهذا صميم اختصاصه في إطار منصبه الحزبي».