في أول رد فعل على كلام نصر الله قال رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري ان الاخير كان يتصرف وفق منطق «أنا الدولة والدولة أنا»، معتبرا انه بكلامه «أهدر دم النائب وليد جنبلاط».
وتوجه الحريري إلى نصر الله، محذرا من «أن ساعة التخلي عن وحدة اللبنانيين هي ساعة التخلي وجود لبنان»، ومنبها الى ان ما يجري في شوارع بيروت «هو الفتنة بعينها» وأنه «اعلان صريح عن افلاس المقاومة». سائلا اياه «الى اين تقودون لبنان والى اي مصير تأخذون المسلمين فيه»، ودعاه الى «وقف السقوط في الحرب الاهلية التي فتحت ابوابها والفتنة التي اشتعلت».
ونفى الحريري بشدة ان تكون القرارات الحكومية تمت بناء لرغبة اميركية ـ اسرائيلية، معتبرا انه «من الواضح ان كل ما يفعله نصر الله من محاصرة بيروت وإقفال المطار مبني على سوء تفاهم»، مقترحا عليه أولا وضع القرارين موضع المشكلة في عهدة قيادة الجيش انطلاقا من المهمات المنوطة بالجيش في اطار حماية الامن العام والحرص على سيادة وأمن لبنان.
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم يكن قادة «حزب الله» قد «سمعوا خطاب الحريري للرد على مبادرته»، لكن مصدرا قريبا من الحزب قال لـ«الشرق الاوسط» ان لا شيء لدى الحزب بعد الا كلام السيد نصر الله والحل الذي طرحه والذي يقوم على مبدأي الغاء القرارات والعودة الى طـاولة الحوار.
واقترح الحريري، في كلمة متلفزة موجهة شخصيا الى نصر الله، أربعة بنود لحل الازمة هي : أولا ـ وضع القرارين موضع سوء الفهم في عهدة المؤسسة العسكرية. ثانيا ـ سحب كل مظاهر السلاح والتعطيل والاقفال من الشوارع وسحب المسلحين وفك الحصار عن مطار بيروت. ثالثا ـ انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي فورا. رابعا ـ الانتقال فورا الى طاولة حوار وطني برئاسة الرئيس المنتخب ميشال سليمان.
ووصف الحريري «الفلتان المسلح في بيروت» بانه «جريمة يجب ان تتوقف فورا». وقال لنصر الله: «لن اتحدث في ذلك مع اي شخص اخر داخل لبنان او خارجه. حديثي معك وادعوك الى فك الحصار عن بيروت وفك طريق المطار وسحب المسلحين». واضاف «هذه وقفة تاريخية مسؤولة تنقذ لبنان من الجحيم وتنقذ وحدة المسلمين من مصير اسود».
وقال الحريري : «اتوجه الى الاخ نصر الله مباشرة لأقول له ان ساعة التخلي عن وحدة المسلمين هي ساعة التخلي عن وحدة لبنان. ما يجري في شوارع بيروت لا يعد ضرب جنون فحسب بل الفتنة بعينها». واضاف «للأسف اعلان صريح عن افلاس المقاومة ما تقوم به جماعات مسلحة بلباس المقاومة».