توترات أمنية متنقلة توقع جرحى .. وتبادل قطع طرق بين مناصري «حزب الله» و«تيار المستقبل»

تداعيات «حرب بيروت» تتمدد بقاعا وشمالا وجنوبا

TT

«حرب بيروت» التي بدأت صباح اول من أمس بتحويل مسلحي «حزب الله» وحركة «أمل» الاضراب العمالي الى فلتان امني واسع، اتسع نطاقها أمس وتكثف الظهور المسلح في عدد كبير من احياء القسم الغربي من العاصمة اللبنانية ما أوحى ان الحرب الاهلية باتت «قاب قوسين أو أدنى». وامتدت التوترات الى مناطق البقاع وساحل اقليم الخروب حيث الطريق الرئيسية الى الجنوب التي قطعها انصار «تيار المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي في ثلاث نقاط رداً على استمرار محازبي المعارضة في قطع الطرق الرئيسية في بيروت وطريق المطار. كما قطع مناصرو «تيار المستقبل» طرقاً رئيسية في سهل البقاع رداً على ممارسات محازبي «أمل» و«حزب الله». وكان الجيش اللبناني يسارع الى الفصل بين الجانبين من دون التعرض مباشرة لأي منهما تأكيداً لحياده وابتعاده عن السجال السياسي والاحتقان الذي اوصل البلاد الى شفير الهاوية.

وفيما كانت التقارير الامنية الميدانية تشير الى مزيد من المناوشات بين عناصر الفريقين، ولا سيما على امتداد خط كورنيش المزرعة بين الطريق الجديدة (انصار المستقبل) ومنطقة بربور (انصار امل ـ حزب الله) ومنطقة رأس النبع، عادت حركة الملاحة جزئياً الى مطار بيروت بعد ظهر امس. وأصدرت ادارة شركة «طيران الشرق الاوسط» (الميدل ايست) بيانا اعلنت فيه عن اقلاع 8 رحلات الى وجهات مختلفة.

الى ذلك، نفى وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي ما يجري تداوله في بعض وسائل الاعلام حول احتمال فتح مطار القليعات امام الملاحة المدنية. واكد ان «لا صحة لهذه الشائعات اطلاقا. وان مطار رينه معوض في القليعات، كما مطار رياق، هما مطاران عسكريان ولم يجر اي تبديل في وظيفتهما».

وردا على استمرار انصار «أمل» و«حزب الله» في اقفال الطريقين الرئيسيين الى مطار بيروت، عمد انصار الحزب التقدمي الاشتراكي و«تيار المستقبل» الى اقفال الطريق الساحلية الى الجنوب في نقاط الناعمة والجية ومفترق علمان عند المدخل الشمالي في مدينة صيدا حيث اقدموا على احراق الاطارات والاخشاب فيما افرغت شاحنات حمولاتها من الاتربة والصخور وسط الطريق.

وفي بيروت استمرت المواجهة بين انصار الفريقين على امتداد خط كورنيش المزرعة، بين الطريق الجديدة ومنطقة بربور طوال ليل اول من امس ويوم امس. وفيما كانت قوى الجيش تنتشر على امتداد هذا الاوتوستراد للفصل بين الفريقين، كان مسلحون ينتشرون في الشوارع الداخلية للمنطقتين. وقد اقتصرت المواجهة على التراشق بالحجارة من دون ان يسجل اي اشتباك بالاسلحة النارية. وفي منطقتي رأس النبع والنويري اللتين شهدتا اشتباكات عنيفة اول من امس ساد الهدوء امس وسط انتشار كثيف للجيش.

وشهدت احياء اخرى من بيروت الغربية انتشارا مسلحا للفريقين. وافادت مصادر امنية ان عناصر من «أمل» و«حزب الله» انتشروا في احياء منطقة زقاق البلاط، فيما تمركز انصار «تيار المستقبل» في محيط منطقة برج المر حيث استديوهات وادارة تلفزيون «المستقبل».

وتحدثت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، في بيان اصدرته امس، عن اقدام مسلحين على سحب حوالي 109 سيارات محجوزة لمصلحة القضاء، قديمة العهد من مرآب حجز السيارات والدراجات النارية في محلة شاتيلا «لاستعمالها لغايات واهداف غير معروفة».

وامس شهدت منطقة البقاع الاوسط الحلقة الاخطر من تداعيات «حرب بيروت» اذ أدت صدامات بين مناصرين لفريقي النزاع في بلدتي تعلبايا وسعدنايل الى سقوط جرحى بينهم امرأة ذكر ان جروحها خطرة. الى ذلك، اقفل انصار «تيار المستقبل» طريق المصنع الدولية بالسواتر الترابية والعوائق. وتحدثت معلومات عن ربط اعادة فتح هذه الطريق بفتح طريق المطار. كما قطعت طريق المرج ـ سعدنايل وطريق كفرزبد في البقاع الاوسط وطريق العمارية ـ المرج ـ زحلة. وفي البقاع الغربي قطعت طرقات رئيسية وفرعية عدة.

وفي بعلبك عمل الجيش اللبناني على فتح طريق دورس بعدما اقفل بالاطارات المشتعلة. واقفلت مجموعة من «تيار المستقبل» طريق الجديدة ـ الفاكهة في البقاع الشمالي. وقابلتها مجموعة من مناصري «حزب الله» بقطع طريق اللبوة ـ العين.

وازاء هذه التطورات ناشدت «الكتلة الشعبية» النيابية ونواب زحلة والبقاع الاوسط ابناء المنطقة «التمسك بالعيش المشترك». وقالت في بيان: ان ما يجري في هذه الفترة يخرب ويدمر وطننا ويعيد ملامح الحرب الاهلية المشؤومة ويذكرنا بهولها ومآسيها ونتائجها المروعة التي ما زلنا نتكبدها وسنورثها لاجيالنا القادمة...».

وفي شمال لبنان، سجل امس حادث امني في منطقة ميناء طرابلس (حارة الترب) بين عنصر من «حزب التحرر العربي» التابع للرئيس السابق للحكومة عمر كرامي وشخصين من آل الصيداوي ينتميان الى «افواج طرابلس» المتحالفة مع «تيار المستقبل». وقد اصيب الثلاثة بجروح نتيجة تبادل اطلاق النار. واتخذت وحدات من الجيش اجراءات لمنع تفاعل الحادث.