السعودية: ندعو اللبنانيين بكافة تياراتهم للاستماع للغة العقل ووضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار

دعت من يقفون وراء التصعيد لإعادة حساباتهم وأكدت أنها لن تدخر جهدا في سبيل مساعدة لبنان

لبنانيون يعبرون الحدود اللبنانية ـ السورية بعد أن أغلق متظاهرون من أحزاب الموالاة الطريق بين بيروت ودمشق (رويترز)
TT

أكدت المملكة العربية السعودية، أنها تتابع ببالغ القلق التصعيد الذي وصفته بـ«المؤسف» الذي تشهده الساحة اللبنانية هذه الأيام. وجاء على لسان مصدر سعودي مسؤول، أن المملكة تهيب «بالأشقاء في لبنان بكافة تياراتهم السياسية الاستماع إلى صوت الحكمة ولغة العقل، ووضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار».

وأضاف المصدر في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أمس، أن المملكة تدعو التيارات التي تقف وراء التصعيد «لتعيد حساباتها، ولأن تدرك أن الزج بلبنان في فتنة عمياء لن يحقق انتصارا لأي طرف سوى قوى التطرف الخارجية، التي قامت ولا تزال بتعطيل كل جهد مخلص وشريف لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان، وتحقيق الوفاق بين أبنائه، كما عطلت وتعطل مبادرة الجامعة العربية بهذا الشأن».

وأكد المصدر أن المملكة مستمرة، وبكل إمكاناتها، في العمل على عودة الأمن والأمان ووحدة الصف للبنان، «وسوف لن تدخر جهداً في سبيل مساعدته والوقوف معه في الدفاع عن شرعيته واستقلال قراره السياسي ووحدته الوطنية».

وحظيت التطورات اللبنانية باهتمام دولي وعربي واسع في ظل استمرار المواجهات بين انصار المعارضة والموالاة. وتلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري امس اتصالا هاتفيا من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. كما تلقى اتصالين من ناظر القرار 1701 تيري رود لارسن والقائمة باعمال السفارة الاميركية ميشيل سيسون حول التطورات الراهنة. واجرى بري اتصالا برئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وعرضا التطورات.

وأصدرت السفارة الاميركية في بيروت بيانا نبهت فيه «المواطنين الاميركيين الموجودين في لبنان الى ان الطريق المؤدية الى مطار بيروت الدولي لا تزال مقطوعة منذ مظاهرات 7 مايو (ايار) 2008». وقالت: «تستمر السفارة بالحد من تنقلات موظفيها نظرا الى الحالة الامنية في لبنان. وننصح المواطنين الاميركيين بالحد من تنقلاتهم الا في حال الضرورة واخذ التدابير الامنية اللازمة. كما ننصحهم بتجنب طريق المطار واي طريق اخرى يتواجد فيها المتظاهرون ومتابعة الاخبار المحلية للاستعلام عن آخر المستجدات الامنية».

من جهتها، ذكرت السفارة الروسية في بيان اصدرته امس ان القائم باعمال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية بوريس مالاخوف «صرح بان تطورا خطيرا كهذا للاحداث قوبل في موسكو بقلق عميق. ونحن نعتقد انه يجب القيام بكل ما يمكن فعله من اجل وقف الانزلاق نحو المواجهة المفتوحة المميتة للبنان ولكل اللبنانيين لاي احزاب سياسية او طوائف انتموا».

ودعت الخارجية الروسية «كل القوى السياسية في لبنان الى اكبر قدر من ضبط النفس وعدم السماح باتخاذ خطوات تزيد من توتير الوضع بشكل اكبر». وزار السفير الروسي في بيروت سيرغي بوكين رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري. وقال عقب اللقاء: «ان احداث الامس (الاول) في لبنان وخاصة في العاصمة بيروت لها دلالة واحدة، وهي ان الاشتباكات في الشارع والصدامات والفوضى لا يمكن ان تحل المشاكل في لبنان وخاصة تلك المتعلقة بالأزمة السياسية المزمنة التي يواجهها هذا البلد». وأضاف: «نحن في روسيا قلقون جدا ازاء هذا التطور الخطير للاحداث. وإننا كدولة صديقة للبنان نعتقد ان لا بديل عن عودة المجتمع السياسي اللبناني الى الصيغة التفاوضية السياسية من اجل ايجاد حل لكافة القضايا المتنازع عليها. ونحن على يقين راسخ الان من انه لا بد في إطار الجهود الرامية الى ايجاد تسوية سياسية للازمة اللبنانية، ولا بد من الرجوع الى مسألة انتخاب رئيس للجمهورية وملء الفراغ الرئاسي في هذا البلد بأسرع ما يمكن من اجل الحفاظ على دستور ووحدة الدولة اللبنانية. ولا بد ايضا من العودة الى الحوار والتفاوض من اجل ايجاد حلول مقبولة من الجميع لكافة القضايا المتعلقة بالأزمة السياسية في لبنان». ودعا «جميع اللبنانيين الى ابداء اقصى درجات الحذر واليقظة وضبط النفس من اجل البحث في الحلول السياسية لكافة المشاكل اللبنانية، في اطار الحوار والتفاوض».