الجامعة العربية تحذر من خطورة المصادمات في لبنان وتعتبر الانزلاق للعنف خطا أحمر

السنيورة والحريري هاتفا أبو الغيط.. وموسى يقطع زيارته لواشنطن

TT

حذرت الجامعة العربية من خطورة المصادمات المسلحة في لبنان، أو لجوء القوى السياسية فيه إلى الشارع، وشددت على أن الانزلاق نحو العنف خط أحمر، أجمع كل اللبنانيين على خطورته، ودعت كافة الفرقاء إلى تهدئة الأمور ووقف التصعيد.

وتلقى وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، اتصالين هاتفيين من كل من فؤاد السنيورة رئيس الحكومة اللبنانية، الذي أطلعه خلاله على تطورات الموقف هناك، وسعد الحريري رئيس تيار المستقبل الذي قدم للوزير المصري توصيفاً للوضع هناك، كما قالت الجامعة العربية إن أمينها العام عمرو موسى، الذي قطع زيارته لواشنطن، على اتصال دائم مع المسؤولين اللبنانيين والعرب لاحتواء هذا التصعيد في لبنان، وأشارت إلى أن المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية ما زالت قائمة ولا بد من إعطاء الفرصة الكاملة من أجل تنفيذها.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان موسى الذي كان يشارك في المنتدى الاقتصادي العربي الاميركي، قرر إلغاء لقاء مع المراسلين كان يفترض ان يتم صباح اليوم على هامش أشغال المؤتمر الذي افتتح اول امس في العاصمة الاميركية. من ناحيتها، قالت مصر إن «المواجهات والمصادمات واللجوء إلى الشارع في لبنان في ظل الوضع الحساس والأزمة السياسية التي تعصف بلبنان تدفع البلاد دفعا إلى مخاطر غير محسوبة العواقب. وأعرب أبو الغيط عن «انزعاج القاهرة وقلقها البالغ مما شهده لبنان من أحداث على مدار اليومين الماضيين»، معربا عن أمله في الاستعادة السريعة للاستقرار الأمني هناك. وأكد الوزير المصري في الوقت نفسه الدور المحوري الذي يضطلع به الجيش اللبناني وقوى الأمن في تحقيق ذلك. واعتبر أبو الغيط أن استهداف طريق المطار الدولي بشكل يعوق حركة السفر والطيران من وإلى لبنان، أمر مثير للقلق، وقال «إن مصر ترى أهمية إبعاده (طريق المطار) تماما عن تأثير أية عوامل وأحداث داخلية».

وأشار إلى أنه وفي الوقت الذي تبذل فيه جهود تستهدف إعادة إطلاق حوار جدي بهدف تسوية الأزمة السياسية تأتي تطورات يوم أمس الأول على نحو لا يساعد على استئناف الحوار، معربا عن تطلعه لاستمرار جهود استئناف الحوار لتحقيق هدف انتخاب رئيس الجمهورية بأسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على قانون انتخابي.

وصرح السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن السنيورة شرح لأبو الغيط موقف حكومة لبنان ومساعيها في الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان.

وقال إن أبو الغيط أكد للسنيورة موقف مصر الداعم للحكومة اللبنانية في اضطلاعها بدورها المحوري في هذا الصدد خاصة باعتبارها المؤسسة الدستورية القائمة على إدارة شؤون البلاد بما يعنيه ويستتبعه ذلك من ضرورة اتخاذ الإجراءات التي تكفل تسيير أمور الدولة اللبنانية ويحول دون تآكل سلطاتها أو مصداقيتها.

وأضاف أن أبو الغيط أعرب عن تطلع مصر لانتهاء تلك المواجهات في أسرع وقت ممكن «حتى لا ينزلق أي طرف إلى هاوية صراع طائفي أو مذهبي لا يريده اللبنانيون أو العرب» على حد قوله.

وقال زكي إن أبو الغيط تلقى أيضا اتصالا هاتفيا من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري استمع خلاله لشرح من الحريري وتوصيف للوضع المتوتر على الأرض في ضوء الصدامات التي شهدها لبنان خلال الساعات الماضية وبشكل قد يؤدي في حالة تطورها إلى حدوث ما لا تحمد عقباه. وشدد أبو الغيط على أن «الطرف الذي يدفع بالمواجهة ويستمر فيها دون اكتراث بالسلم الأهلي في لبنان سوف يتحمل دون شك المسؤولية التاريخية عن أفعاله».

وقال المتحدث المصري إن أبو الغيط كلف سفير مصر في بيروت بتكثيف تواصله مع كافة القوى والشخصيات التي يمكنها العمل على احتواء الموقف.