نزوح مئات العوائل من مدينة الصدر.. وصعوبات في إيصال المساعدات إليها

مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط»: النازحون متعاونون مع الحكومة

TT

تشهد مدينة الصدر، معقل التيار الصدري في شرق بغداد، نزوح مئات العوائل هربا من ظروف الحصار الذي تعيشه المنطقة منذ انطلاق حملة الحكومة ضد مسلحي «جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في أواخر مارس (آذار)، حسبما أكد مسؤولون امنيون والهلال الأحمر امس.

وقال تحسين الشيخلي، الناطق الرسمي لخطة امن بغداد، إن «ما يقارب من 400 عائلة نزحت حتى الان من بعض مناطق القتال التي تشهدها مدينة الصدر ومنذ بدء العمليات». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان العوائل النازحة متعاونة مع القوات العراقية وهذه العوائل بدأت تتعرض للتهديد من قبل المسلحين اضافة الى ان هناك عوائل موظفين حكوميين وهم ايضا يتعرضون للاذى. وأشار الشيخلي الى ان الحكومة العراقية وفرت معسكرات ايواء لهذه العوائل في ملعب الصناعة وملعب الشعب ومعسكر الرشيد وهذه المعسكرات ستجهز خلال ثلاثة ايام.

وردا على تقارير أفادت بأن جنودا عراقيين طلبوا من سكان عدد من القطاعات المغادرة، قال الشيخلي «كل ما يصدر من هذه الاقاويل اشاعات وليس هناك أي تحذير من القوات العراقية لان العمليات العسكرية داخل المدينة عمليات نوعية وان المسلحين يحاولون توظيف هذه الاشاعات لتخويف الناس».

من جهتها، نسبت وكالة رويترز الى الشيخلي قوله ان الميليشيات مسؤولة عن تردي الاوضاع المعيشية والانسانية في مدينة الصدر وقال «ما دمنا نتحدث عن أوضاع سيئة للسكان في مدينة الصدر.. السؤال هو من هو الطرف الذي يتحمل ما وصلت اليه الاوضاع المزرية في المدينة الان.. أليست هي الجماعات المسلحة». واوضح ان عملية وصول المواد الغذائية الى العوائل المتضررة في مناطق الاشتباكات اصبحت امرا صعبا «بسبب استهداف المسلحين للجميع دون استثناء ومن ضمنهم افراد القوات الحكومية التي تحاول توفير الحماية لقوافل المساعدات». وقال «المشكلة التي تواجهنا الان هي الناس وخوفنا من احتمال تعرضهم للاذى في حال شن اي عمل عسكري ضد الجماعات المسلحة».

الى ذلك، قال سعيد حقي رئيس جمعية الهلال الاحمر العراقي: ان العمليات العسكرية في المدينة «ادت الى نزوح ما يقارب الف عائلة او اقل بقليل من هذا الرقم». وتابع «غالبية هذه العوائل لجأت الى اقارب لها إما داخل مدينة الصدر في اماكن لا تشهد عمليات... او قسم فر خارج المدينة».

وقال شهود عيان من المدينة، ان عمليات النزوح بدأت بعد شعور الاهالي بالخوف من احتمال تعرضهم لبطش الاطراف المتصارعة سواء من ميليشيا جيش المهدي او القوات العراقية والاميركية. وقال شاهد «ان القوات الاميركية والعراقية قامت خلال اليومين الماضيين بالاعلان من خلال استعمال مكبرات الصوت بتحميل سكان المناطق المسؤولية اذا ما تعرضت هذه القوات الى اي اطلاق نار من داخل مناطقهم». واضاف الشاهد الذي طلب عدم ذكر اسمه «ان هذا الاعلان كان سببا في خوف العديد من العوائل وبالتالي ترك العديد منازلهم وخرجوا من هذه المناطق». ورغم نفي الشيخلي ومسؤول امني من داخل مدينة الصدر قيام القوات العراقية بالاعلان عن تحذيرات مثل هذه إلا ان مصادر امنية عراقية أعطت معلومات متضاربة وغير مؤكدة عن قيام القوات المسلحة العراقية والاميركية بالاعلان. كما نفى متحدث بالجيش الاميركي علمه بالأمر.