كلينتون تواجه ضغوطا للانسحاب .. ولكنها مصرة على إكمال السباق حتى النهاية

مسؤولون في حملتها يستبعدون سرا تمكنها من الفوز.. وفريقها ينتظر أن تحقق انتصارا الثلاثاء المقبل يعطيها دفعا للاستمرار

هيلاري كلينتون تتحدث في تجمع انتخابي في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

تواجه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ضغوطا كبيرة من داخل الحزب الديمقراطي للانسحاب من السباق الى البيت الابيض، بعد النتائح المخيبة التي منيت بها الثلاثاء الماضي في الانتخابات التمهيدية في ولايتي نورث كارولينا وانديانا. إلا ان هيلاري مصرّة على المضي قدما في السباق حتى النهاية، وقالت في خطاب في جامعة شيفريد: «انا باقية في هذا السباق حتى يظهر مرشح، وانا بطبيعة الحال سأعمل جهدي كي اكون انا المرشحة». ويقول مسؤولون في حملتها إنها لم تناقش امكانية انسحابها من السباق مع فريقها حتى الان، بل إنها تحدثت عن ضرورة النظر الى المعركة المقبلة في ويست فيرجينيا يوم الثلاثاء المقبل، وتأمل ان تعطيها هذه الولاية الدفع الذي لم تتمكن من الحصول عليه في انديانا ونورث كارولينا. ولم تتمكن هيلاري من أن تحقق النتائج الذي كانت تأمل بها في هاتين الولايتين، وخيب فوزها بفارق ضئيل في انديانا وخسارة كبيرة في نورث كارولينا آمال مديري حملتها. وقال جوف غارين، مسؤول كبير في حملتها، ان كلينتون «تشعر بأنها ملتزمة بأن تعطي الناخبين في الولايات المتبقية حقهم في التعبير عن آرائهم»، مشددا على انها لم تناقش انسحابها من السباق حتى الان.

ويقول مستشار آخر في حملتها ان هناك احتمالا ضئيلا يبلغ 10 في المائة من أن تنهي كلينتون ترشيحها قبل آخر انتخابات تمهيدية في 3 يونيو. الا ان بعض المسؤولين في حملتها يقولون، في السر، إن طريقها للحصول على تسمية الحزب الديمقراطي أصبحت صعبة جدا بعد نتائج الثلاثاء الماضي. ويأمل مسؤولو حملتها أن تحقق فوزا كبيرا في ويست فيرجينيا الثلاثاء المقبل، ما سيعطيها دفعة جديدة للاستمرار. الا انهم يقولون ان نتائج غير جيدة في هذه الولاية قد تدفعها الى بدأ الحديث عن احتمال الانسحاب. ولم تدفع نتائج نورث كارولينا وانديانا بمسؤولي حملتها فقط الى الحديث سرا عن جدوى استمرارها في السباق، بل إنها دفعت بناخبين كبار الى تغيير رأيهم والانتقال الى دعم منافسها باراك اوباما عليها. وقد أعلن السيناتور السباق جورج ماكفيرن، وهو كان مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية في العام 1972، انه غيّر رأيه وسيدعم اوباما وقال انه حان للحزب ان يتوحد في وجه المرشح الجمهوري جون ماكين ويبدأ معركته معه. وأضاف في حديث لشبكة «سي إن إن»: «اعتقد انه استنادا الى الحسابات فان اوباما هو الفائز». الا انه نفى ان يكون يمارس ضغطا على كلينتون ليدفعها الى الانسحاب، ولكنه قال انه يأمل انه يعلن عن اسم المرشح قريبا. وقال انه يتخوف من ان يكون الحزب الديمقراطي باستمراره في صراعه يعطي ماكين فوزا لم يكن ليحققه بطريقة أخرى.

ويقول احد الناخبين الكبار من مؤيدي هيلاري كلينتون انه «من الصعب جدا جدا» ان يكون هناك سيناريو تستطيع هيلاري من خلاله التغلب على اوباما. ولكنه اضاف ان هناك عددا من الاسباب التي تدفعها الى البقاء في السباق على الفور، ومنها ان هناك الكثير من الاشخاص يريدونها ان تبقى ويريدون ان يروا كيف ستكون ردة فعلها في حال لم تكن هي المرشحة. وقال مؤيد آخر لكلينتون من الناخبين الكبار، إنه لم يعد أمامها إلا خيار واحد: الانسحاب بهدوء والسماح للحزب بأن يتوحد في مواجهة ماكين. ونصحها بان تنسحب باسرع وقت ممكن «خلال نهاية هذا الاسبوع».

وعندما تحدثت كلينتون أمام الناخبين في جامعة شيفرد ووعدت بالبقاء في السباق، سئلت عن قرارها باقراض حملتها 6.5 مليون دولار من مالها الخاص، بعد ان كانت قد اقرضت حملتها 5 ملايين خلال أشهر قليلة، فقالت: «هذا دليل على التزامي بهذا السباق. هذا دليل على مدى قناعتي بما أفعل. مؤيدي كانوا كرماء للغاية وهم يتبرعون بالاموال كل ساعة». ما تأمل كلينتون ان تحققه من بقائها في السباق أيضا، هو اقناع الحزب الديمقراطي باحتساب اصوات ميشيغان وفلوريدا اللتين منعتا من ان تمثلا في مؤتمر الحزب بسبب مخالفتهما القواعد الانتخابية وفازت فيهما هيلاري. كما أن عليها ان تحاول جهدها لمنع الناخبين الكبار من التحول من دعمها الى دعم اوباما، وهو ما يحاول فريقها فعله عبر التحدث مع الناخبين الكبار.

واذا كان الحزب الديمقراطي ليس واثقا بعد من اسم مرشحه للانتخابات الرئاسية، يبدو ان الحزب الجمهوري واثق من اسم المرشح وهو يوجه كل انتقاداته منذ اسابيع الى اوباما متجاهلا كلينتون كليا. ويقول مسؤولون في الحزب الجمهوري ان الحزب لم يعتبر بعد ان كلينتون اصبحت خارج السباق، إلا ان البعض يقولون عكس ذلك. «في الوقت الحاضر قد لا تبدو كلينتون قادرة على التفكير تبعا لعملية حسابية، الا ان الجمهوريين يفعلون ذلك منذ اسابيع»، قال كيفين مادن، احد الجمهوريين الذي عمل مع المرشح المنسحب ميت رومني. ويتقدم اوباما على هيلاري بفارق 150 صوتا لغاية الان، مع احتساب اصوات المندوبين الكبار الذين اتخذوا قرارهم. ولم تتبق إلا 6 ولايات يتنافس فيها المرشحان، وحتى لو فازت فيها كلينتون جميعها فلن تتمكن من تجاوز اوباما. الا انه يبقى ان حوالي 300 من المندوبين الكبار لم يقرروا من سيساندون بعد.