بورما: الحكومة العسكرية تتباطأ في إصدار تأشيرات لعمال الإغاثة.. والمجتمع الدولي يحذر

دبلوماسية أميركية ترجح أن يتجاوز عدد قتلى الإعصار 100 ألف

TT

على الرغم من الضغوط الدولية التي تتعرض لها الحكومة العسكرية في بورما، فلا تزال السلطات تتباطأ في اصدار تأشيرات سفر الى عمال الاغاثة الدوليين لتقديم معونات الى ضحايا اعصار نرجس الذي يضرب البلاد منذ ستة أيام وادى الى قتل نحو مائة ألف شخص وتشريد أكثر من مليون.

وفي هذه الاثناء، اعلنت دبلوماسية اميركية ان حصيلة ضحايا الاعصار يمكن ان تتجاوز المائة الف قتيل، فيما صرح مسؤول عسكري بورمي ان الاعصار اسفر عن سقوط ثمانين الف قتيل في بلدة لابوتا في دلتا نهر ايراوادي وحدها على ما يبدو. ووافقت الحكومة العسكرية في بورما على قبول مساعدات أميركية، الا ان الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي أبديا قلقهما للتباطؤ في اصدار تأشيرات سفر لعمال الاغاثة.

ومن جهتها، رفضت مفوضية الاتحاد الاوروبي اقتراحا فرنسيا بايصال المساعدات الى بورما بدون موافقة المجلس العسكري الحاكم. وقال المتحدث باسم المفوضية الاوروبية أماديو التافاج تارديو للصحافيين عندما سئل عن الاقتراح الذي طرحه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر: «لا نستطيع أن ندخل المساعدات وأن نسلمها قسرا. لسنا في وضع يسمح لنا بذلك. نركز على المساعي الدبلوماسية لاقناع سلطات بورما بأن السبيل الامثل لمساعدة الشعب هو السماح للمنظمات الانسانية بالعمل بشكل مستقل».

وكان كوشنير قد اقترح تفعيل بند «مسؤولية الحماية» في ميثاق الامم المتحدة لتقديم المساعدات بدون موافقة المجلس العسكري لكن مساعي فرنسا لحمل مجلس الامن على اتخاذ موقف قوبلت بالرفض.

وذكر المتحدث أن المانحين الدوليين الرئيسيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة يضغطون على حكومة بورما. وقال ان من الضروري تسليم المساعدات بسرعة لانقاذ الارواح وان قلقا كبيرا مازال سائدا في هذا الصدد لكن بدت بعض العلامات المشجعة من ميانمار التي منحت الاذن لثلاثة خبراء اغاثة من المفوضية بدخول البلاد.

وناشد جنرالات بروما المجتمع الدولي تقديم المساعدة لكنهم يتقاعسون عن اصدار تأشيرات دخول لعمال الاغاثة الاجانب. واعلن ناطق باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة في بانكوك ان طائرة المساعدات الاولى من المنظمة الدولية حطت في بورما. وكانت قد اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان 22 طنا من المساعدات تنتظر في شاحنات في تايلاند على الحدود للحصول على اذن بالدخول.

وحذرت الامم المتحدة من ان البطء في اصدار التأشيرات لموظفي المؤسسات الانسانية يبطئ وصول المساعدات. وقال ريتشارد هورسي المتحدث باسم مكتب إدارة الكوارث التابع للامم المتحدة في بانكوك: «لا تصلنا سوى القليل من تأشيرات الدخول إلا أن الصورة العامة توضح أنه لم تتم الموافقة على تأشيرات كبار موظفى البرنامج».

وأضاف: «من الواضح أن هذا يسبب قلقا لنا لانه من المهم أن يتنقل هؤلاء الافراد ذوو الخبرة الواسعة في مجال تنسيق إدارة الكوارث بأسرع وقت ممكن».

وبالرغم من ان بورما تعتبر من اعداء الولايات المتحدة، الا ان السلطات الاميركية حثت المجلس العسكري الحاكم في الايام الماضية على قبول المساعدة الاميركية بسبب خطورة الوضع. وحضت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اول من امس بورما على قبول مساعدة دولية مؤكدة «انها ليست مسألة سياسية» بل مسألة انسانية.

وكان مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة في جنيف قد أعلن ان الامم المتحدة «ستخصص على الفور مبلغا اوليا من عشرة ملايين دولار على الاقل» لمساعدة ضحايا اعصار نرجس في بورما.

وقالت الناطقة باسم المكتب اليزابيث بيرز إنه «ستطلق دعوة لجمع اموال عاجلة في الساعات المقبلة»، موضحة ان المساعدة تأتي من صندوق المساعدات الطارئة في الكوارث. والحصيلة الرسمية والمؤقتة حتى الآن لضحايا الكارثة التي ضربت جنوب بورما بلغت حتى مساء الاربعاء 22980 قتيلا و42119 مفقودا، بحسب التلفزيون الحكومي.

الا ان القائمة باعمال الولايات المتحدة في بورما شاري فيلادوزا صرحت في مؤتمر صحافي مع واشنطن عبر الهاتف ان الحصيلة يمكن ان تتجاوز المائة الف قتيل، وقالت: «من الممكن جدا ان يكون هناك اكثر من مائة الف قتيل في منطقة دلتا» نهر ايراوادي في جنوب غرب البلاد. وتخشى المنظمات غير الحكومية الموجودة في المنطقة ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير، وتتحدث عن ملايين المشردين.