المجلس الشيعي يدعو الحكومة للعودة عن قراراتها ويستنكر «الإساءة» إلى إيران

«سنّة المعارضة» يهاجمون «انحياز» المفتي قباني

TT

قوبل البيان الاخير لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بردود فعل متفاوتة. اذ واجهته حملة عنيفة من قيادات سنية معارضة انتقدت «انحيازه». وعقد بعضها مؤتمرات صحافية خصصت للرد على كلام المفتي.

وعقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعا بهيئتيه الشرعية والتنفيذية (التي تضم الوزراء والنواب الشيعة) برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان الذي وضع المجتمعين في أجواء اتصالاته ومشاوراته مع الفاعليات السياسية لـ «الحؤول دون اتخاذ الحكومة غير الشرعية قرارات كيدية منحازة تنافي مصلحة الوطن وقضاياه وتناقض البيان الوزاري للحكومة بما يكرس عقلية التسلط والاستئثار كمنهج حكم في لبنان».

واستنكر المجتمعون «التصريحات المسيئة إلى دور ومكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقفت إلى جانب شعب لبنان» معتبرين «ان الدعوات المشبوهة لطرد السفير الإيراني تندرج في إطار التحريض الممنهج اميركيا واسرائيليا ضد قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة والعالم». كما عبروا عن «استغرابهم وادانتهم لتجاهل هذه السلطة للمطالب المشروعة للعمال رغم صرختهم المدوية دفاعا عن لقمة العيش».

وأصدر المجتمعون بيانا وصفوا فيه قرارات الحكومة بانها «خطيرة وكيدية وتشكل جريمة كبرى في حق لبنان وطوائفه كافة». واعتبروا هذه القرارات «جزءا من حرب اميركية ـ إسرائيلية هزم لبنان بشعبه ومقاومته شقها العسكري في تموز 2006».

وشدد المجلس على ان «العودة عن هذه القرارات هي المدخل لإخراج لبنان من الأزمة الخطيرة التي زجت هذه الحكومة غير الشرعية اللبنانيين فيها»، محذرا من «ان الاصرار عليها مشروع خطير يستهدف لبنان واستقراره الاجتماعي والسياسي ولا أحد يعرف تداعياته».

ووجه الشيخ قبلان نداء الى اللبنانيين قال فيه: «ان القرارات الخطيرة الأخيرة التي طالت أحد أسلحة المقاومة، وهو الاتصالات، ما هو إلا أحد تعابير هذه الفتنة. والهدف من هذه القرارات هو كشف أمن هذه المقاومة وقيادتها لتسهيل ملاحقتها أمنياً من العدو الاسرائيلي الذي يجهد لتصفيتها»، معتبرا «انها فتنة إذا ارتضى بعض الزعامات أن يكونوا أدواتها، تحقيقا لأهداف اسرائيل».

وتساءل: «هل يجوز لمن هم في الموقع الديني الانجرار وراءها وتغطيتها من خلال إطلاق خطاب غرائزي لاستثارة المشاعر؟». وقال: «إن الشرع الحنيف يفرض على كل من يتصدى لشؤون الدين أن يتقي الله ويجعله رقيبا على كل كلمة وموقف. فهل يحق لحكومة لا نقر يشرعيتها أن تعرض المقاومة بقيادتها وكوادرها للقتل على يد العدو؟ وهل تجوز الموافقة على هذه الجريمة؟».

وكان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني استقبل امس المفتي الجعفري لصور وجبل عامل السيد علي الامين، الذي اعلن التأييد للبيان الذي صدر عن قباني اول من امس، معتبرا ان البيان «يشكل صرخة انطلقت من قلب مؤمن بوحدة المسلمين ومن خلال استشرافه لما يمكن أن ينجم من أخطار فحاول صاحب السماحة أن يستبق الأمور من أجل أن يجنب المسلمين واللبنانيين نار الفتن». وقال: «الطائفة الشيعية في لبنان مرجعها في شؤونها الدينية وفي فهمها للشريعة السمحاء هو القرآن الكريم، الذي يؤكد أننا أمة واحدة... وما يجري من أحداث في بيروت وفي منطقة المطار وغيرها لا يكشف عن حرص على وحدة المسلمين. وما يجري نعتبره اعتداء على حريات الناس وممتلكاتها، ويعرض الوطن وأهله إلى أفدح الأخطار. والطائفة الشيعية ترفض الخروج عن الدولة. كما ترفض أن يقوم أي فريق، تحت أي شعار وتحت أي ذريعة، من أن يغتصب دور الدولة. وقد عانى أهلنا في الضاحية الجنوبية وفي البقاع قديما من التنظيمات التي حاولت أن تغتصب دور الدولة. وكانت الطائفة الشيعية دائما مع الدولة ومشروعها في مواجهة كل الحالات التي تريد الخروج على الدولة».