فتح تطالب بمراجعة شاملة.. وحماس تحذر من اتفاق إطار قبل زيارة بوش

السلطة تدرس خياراتها الجديدة ومنظمة التحرير تحذر من فتح الصراع

TT

تدرس السلطة الفلسطينية خيارات اخرى في حال فشل التوصل الى اتفاق سلام مع الاسرائيليين حتى نهاية العام الجاري. ويعزز ذلك التخوف القائم في رام الله من اضطرار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى الاستقالة بسبب التحقيق الاخير معه حول شبهات فساد. وعلم ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يفكر بالعودة الى المؤسسات الفلسطينية الرسمية لتقول كلمتها النهائية إذا ما فشلت المفاوضات. وصعدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من خطابها امس قائلة إن النوايا الاسرائيلية خادعة وستفتح الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي على احتمالات باهظة.

وفي الوقت الذي تدفع فيه حركة فتح الى تقييم الموقف والبحث عن خيارات اخرى لمفاوضات قد تفشل، حذرت حركة حماس من تمرير اتفاق اطار قبل زيارة بوش قائلة ان الرئيس الفلسطيني ومؤسساته لا تمثل الفلسطينيين.

ودعت حركة فتح الى البحث عن خيارات جديدة. وقال عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية، إن العملية السياسية لم تحقق أي تقدم عملي ملموس، مطالبا بمراجعة شاملة لمختلف الوضع الفلسطيني لبحث الخيارات المتاحة. واكد الاحمد، اثناء زيارة وفد فتح البرلماني الى نابلس، أن الأولويات في المرحلة المقبلة يجب أن تتركز على ترتيب الأوضاع الداخلية بما يشمل وضع حد للفوضى والفلتان واستعادة هيبة السلطة وسيادة القانون.

وحذر الناطق باسم حماس، سامي أبو زهري، السلطة الفلسطينية من محاولة تمرير اتفاق للتسوية مع إسرائيل يجري التوصل له قبل زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش المتوقعة إلى المنطقة منتصف الشهر الجاري. وأعرب أبو زهري في بيان له عن قلق الحركة من حقيقة أهداف الدعوة لاجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي انطلقت الثلاثاء في رام الله بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المجلس الوطني سليم الزعنون. وأكد أبو زهري رفض حركته لأي قرارات يمكن أن تصدر عن مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية أياً كان مصدرها وطبيعتها، وقال «نؤكد أنه لا الرئيس محمود عباس ولا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولا أي شخص في الكون، يملك المساس بالحقوق والثوابت الفلسطينية، وفي جميع الأحوال نحن أمام مؤسسات غير شرعية ليس من حقها النظر في الشأن العام». وترى حماس ان اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قد تكون مرتبطة بمحاولة تمرير اتفاق إطار يجري التفاوض بشأنه مع الإسرائيليين قبيل زيارة بوش إلى المنطقة. وقد نفى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أن تكون الاجتماعات التي عقدتها اللجنة التنفيذية أخيرا جاءت لمحاولة تمرير اتفاق تسوية مع اسرائيل قبل الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الاميركي. وتعقيباً على اتهامات حركة حماس بهذا الخصوص، قال عبد ربه في تصريح مقتضب لـ«الشرق الاوسط»: «إن اجتماعات اللجنة التنفيذية انتهت وصدر بيان بشأنها ولم يتم التطرق لمثل هذا الإتفاق». واضاف عبد ربه انه لا يجوز تصوير كل لقاء تقوم بها القيادة الفلسطينية على أساس انه «مؤامرة تحاك بالخفاء».

وأكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، امس، أن «نوايا السلام الإسرائيلية الخادعة، والتي تفضحها الممارسات اليومية على الأرض، ستؤدي إلى انهيار المفاوضات وفتح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على احتمالات باهضة ومكلفة». واستخفت اللجنة التنفيذية بالتصريحات الإسرائيلية الرسمية حول إحراز تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين وقرب التوصل إلى اتفاق ينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967، معبترة انها محاولة ذر للرماد في العيون وخداع كبير للمجتمع الدولي والراعين الدوليين لعملية السلام. إذ تحول إسرائيل عملية التفاوض إلى أكبر غطاء لنهب الأرض الفلسطينية وإفشال مشروع التسوية.

وقالت اللجنة في بيان لها، عقب اجتماع في رام الله، «ان القرار الإسرائيلي الأخير بنقل جزء من قيادتها الأمنية إلى منطقة E 1 في القدس، كمقدمة لتوسيع الاستيطان في هذه المنطقة الحيوية من مدينة القدس، يؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين وينسف جذرياً قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة جغرافياً». واضافت اللجنة أن «قرار القيادة الإسرائيلية الجديد يفضح بصورة لا لبس فيها النوايا الإسرائيلية الحقيقية والتي تقود كلها باتجاه إفشال مشروع التسوية السياسية على أساس قرارات الشرعية الدولية ورؤية الرئيس بوش لقيام الدولة الفلسطينية، كما يعرض الجهود الدولية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي للفشل».

وفي استطلاع خاص أجرته صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، تبين أن غالبية الجمهور الإسرائيلي لا تعتقد بحصول تسوية مع الفلسطينيين في المستقبل القريب، وأن الغالبية ترى في مناحيم بيغين أفضل رئيس حكومة، وموشي ديان أفضل رئيس هيئة أركان، وأن حرب 1967 هي أكثر حدث أثر على الدولة.