الفلسطينيون حملوا مفتاحا كبيرا في بيت لحم.. وأطلقوا رسائل مع الطائرات الورقية في نابلس

أطلقوا فعاليات النكبة بالتوقيع على وثيقة عهد للأرض

لاجئ فلسطيني عجوز، يحمل مفتاح منزله في مظاهرة في بيت لحم (أ.ف.ب)
TT

انطلقت في الاراضي الفلسطينية امس فعاليات احياء الذكرى الـ60 لنكبة الشعب الفلسطيني (قيام اسرائيل). واعلنت اللجنة الوطنية العليا لاحياء الذكرى الستين للنكبة عن بدء فعاليات الذكرى في كل فلسطين وفي اراضي 48 داخل اسرائيل. واقامت اللجنة «مخيم العودة» في رام الله قرب المقاطعة وضم خياما كثيرة تحمل اسماء القرى التي هجر منها الفلسطينيون عام 1948. وغطت الخيام شعارات تؤكد ان حق العودة خط احمر. وقال عمر عساف عضو اللجنة الوطنية لاحياء النكبة، «نعلن افتتاح مخيم العودة كرمز لعدم حل قضية اللاجئين» مطالبا بمزيد من الوحدة. واضاف «إن عدد اللاجئين الفلسطينيين 30% من عدد اللاجئين في العالم» متسائلا «إلى متى سيقف العالم صامتا أمام الظلم والتنكر لحقوق شعبنا». وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، من مخيم العودة، إن «الشعب الفلسطيني متمسك بالنضال والكفاح الوطني المشروع الذي قادته وتقوده منظمة التحرير، حتى تحقيق الحرية والاستقلال».

واعتبر فياض أن انطلاق فعاليات النكبة «يمثل تعبيرا عن الإرادة لشعبنا وعن الوعي الجماعي له، وعن الصمود والإصرار والتحدي التي هي عناوين مهمة لتحقيق مشروعنا الوطني». ووقع فياض الى جانب فلسطينيين حضروا الى مخيم العودة على وثيقة العهد والوفاء للارض. وجاء في الوثيقة «هذا هو عهدنا عهد الأمانة في أعناقنا، نقف أمام الله والتاريخ مؤكدين على المضي بكل أشكال الكفاح الوطني لممارسة حقنا بالعودة إلى ديارنا، مستندين إلى القرارات والمواثيق الدولية، فحق العودة حق طبيعي وشرعي فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم، وأن أي اتفاق لا يضمن حقوقنا السياسية والمعنوية والمادية اتفاق  باطل وغير ملزم لشعبنا». وطالب فياض بمزيد من الوحدة والتمسك بالمشروع الوطني بكافة مكوناته، بما فيها قضية اللاجئين، مشيرا إلى مواجهة العملية السياسية والمفاوضات بما فيها قضية اللاجئين لصعوبات كثيرة. وقال فياض ان «قصة تاريخ هذا المخيم هي قصة اللجوء وتساهم في تعزيز العمل السياسي على أساس التمسك بقرارات الشرعية الدولية، وخاصة القرار 194 الذي تبنته المبادرة العربية للسلام».

وقال القائمون على مخيم العودة إنه يرمز لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وكتب فوق الخيم «محطات انتظار العودة». وضم المخيم خيمة «متحف التراث» التي تحوي «أدوات المنزل القديم والمزارع».

وانطلقت من مخيم الدهيشة للاجئين في بيت لحم جنوب الضفة الغربية، مسيرة جابت شوارع المدينة، وهي تحمل مفتاحا كبيرا بطول 10 امتار يرمز الى «حق العودة». وعلق المشاركون المفتاح الضخم اخيرا امام مخيم عايدة للاجئين، فوق بوابة قرب الجدار الفاصل عن القدس، وضمت اسماء كل القرى الفلسطينية التي هجر منها اصحابها. وقال مشاركون في المسيرة لـ«الشرق الاوسط»: «نحن هنا لنقول لكل العالم ان حقنا مقدس ولا تفريط فيه، ولن نسلم مفاتيح بيوتنا ولن ننساها». وحمل بعض المشاركين المفاتيح الحقيقية لبيوت لهم في القرى المهجرة قائلين انهم سيسلمونها الى ابنائهم واحفادهم، في اشارة الى تمسكهم بالعودة. وانطلق مسيرات «حق العودة» من مخيمات اخرى للاجئين الفلسطينين في الضفة الغربية، وفي نابلس اطلق خلالها لاجئون طائرات ورقية تحمل رسائل من اطفال المخيمات يطالبون بالعودة الى ديارهم. وغطت شوارع الضفة شعارات من بينها «حق العودة لا يسقط بالتقادم» و«حق العودة خط احمر». واعتبر تيسير نصر الله، عضو اللجنة الوطينة لاحياء النكبة ان احياء الذكرى هذا العام مختلف. وقال لـ«الشرق الاوسط» انها «ذكرى استثنائية هذه اطول عملية لجوء في التاريخ». وأضاف نصر الله ان «على العالم ان يتدخل حتى ينهي هذه المعاناة»، معتبرا ان الاحتفالات الاسرائيلية بقيام اسرائيل هي «استفزاز كبير وامعان في الجريمة» ومضيفا أن «على اسرائيل ان تخجل وهي تقول انها ضحية للنازية من تحويل شعب آخر الى ضحية».