قائد أميركي: «هجوم الربيع» في أفغانستان مجرد أسطورة

مجلس من البشتون ينتقد عمليات قوات التحالف ويدعو إلى فتح حوار لإنهاء القتال

جنود أفعان خلال حفل تخرجهم من الأكاديمية العسكرية بكابل أمس (رويترز)
TT

نفى قائد القوات الاميركية في جنوب شرقي افغانستان امس تلميحات بشأن هجوم جديد لطالبان قائلا «ان القتال قد يزداد شدة في بعض المناطق لكن شن هجوم شامل مجرد اسطورة».

وقال الكولونيل بيت جونسون قائد قوة المهام من الفرقة 101 المحمولة جوا المسؤولة عن الامن في ستة اقاليم افغانية :«لا يوجد شيء اسمه هجوم الربيع» وأضاف: «اعتقد هذا العام ان هذه الاسطورة ستختفي. في العام الماضي حدث نفس الشيء. لم يحدث ابدا هذا الهجوم». وقال «هل ستحدث زيادات في القتال ونشاط المسلحين. بالتأكيد. لكنها مسألة تستند الى الطقس ومسألة موسمية وليست تنفيذا متعمدا لهجوم. النشاط المتزايد ليس هجوما منسقا». وقام متشددو طالبان والمتشددون المتحالفون معهم بزيادة الهجمات بطريقة تقليدية من خلال زيادة الهجمات في فصول الربيع الماضية عندما يسهل اجتياز الاراضي الجبلية المرتفعة ويمكن الوصول الى الطرق فوق الحدود بين باكستان وافغانستان. وفي الايام الاخيرة حدثت زيادة صغيرة لكنها محسوسة في هذه الهجمات. وقتل جنديان اميركيان ومدني اميركي في انفجار قنبلة على جانب طريق خارج خوست يوم الاربعاء وقتل قائد شرطة افغاني وحارسه في هجوم منفصل بشحنة متفجرات محلية الصنع في نفس اليوم.

وقال جونسون ان مثل هذه الاحداث يمكن توقعها لكنها لا تغير صورة الامن الكلية في هذه المنطقة.

وقال :«بصراحة تامة لم يحدث تغير مهم في الاطار التاريخي». واضاف «نعم هناك مزيد من القتال الان اكثر من الشهر الماضي لكن هذا هو الاطار الذي تسير وفقا له الامور في شرق افغانستان».

وقال، وهو يقارن الشهور الثلاثة الاولى، من هذا العام مع نفس الفترة في عام 2007 ان الهجمات «بنيران مباشرة» عندما ينصب المتشددون مكامن أو يشتبكون مع قوات اميركية أو افغانية مباشرة انخفضت بنسبة 50 في المائة وان الهجمات بشحنات ناسفة :«كانت بالفعل بنفس المعدل».

وأثار خبراء أمن اقليميون قلقا من ان اتفاق السلام بين الحكومة الجديدة في باكستان التي تنتهج اسلوبا أكثر فتورا في العلاقات مع واشنطن ومتشددين متحالفين مع طالبان في شمال غربي البلاد يمكن ان يثير اعمال عنف عبر الحدود في افغانستان. وقال جونسون إن مثل هذا الاتفاق يمكن ان يسبب مشاكل اذا سمح لمتشددين بمزيد من المساحة للمناورة، لكنه قال ان العلاقات مع قوات الامن الباكستانية عبر الحدود ما زالت جيدة حيث تعقد اجتماعات شهرية لتنسيق الاستراتيجية.

وقال «الحقيقة هي انها منطقة تحد يهيمن على معظمها سكان لا يعترفون بالحدود».

وقال «تاريخيا وتقليديا هناك تسلل للعدو عبر الحدود في الاتجاهين. وهذا كان تقليديا فناء خلفيا للقتال». وقال ان ضباطه يقيمون علاقات مع القبائل الرئيسية في جانبه من الحدود. وذكر جونسون وهو يؤكد الاهمية التي يوليها للتعامل المباشر مع الزعماء الافغان الجزء الحاسم من العملية التي نقوم بها والجزء المستمر من العملية غير قاتل. واضاف «اذا كنا نريد تحقيق تأثير دائم في افغانستان فاننا سنفعل ذلك من خلال الوسائل غير القاتلة وأقوى الوسائل ستكون تلك التي تتم من خلال الحوار». من جهة اخرى قالت القوات بقيادة حلف شمال الاطلسي في افغانستان ان احد جنودها قتل خلال عملية في اقليم قرب الحدود مع باكستان امس. ولم يعرف الحلف الجندي الذي قتل في اقليم بكتيا او يذكر تفاصيل عن العملية. وزاد العنف في افغانستان منذ عام 2006 في اكثر الفترات دموية منذ الاطاحة بحركة طالبان من السلطة في عام 2001 .

الى ذلك انتقد نحو 3000 سياسي ومفكر اول من امس الحملة العسكرية الدولية ضد المسلحين الاسلاميين في افغانستان ودعوا الى فتح حوار لانهاء القتال.

وشكل المجتمعون ومعظمهم من عرق الباشتون مجلسا جديدا للسلام قالوا انه سيعمل على «انقاذ حياة المعتقلين ومساعدة الاطراف المتقاتلة لوقف القتال». وتشهد افغانستان تمردا يشنه متطرفو طالبان ومعظمهم من الباشتون بعد سقوط نظام طالبان الذي حكم البلاد في السنوات ما بين 1996 و2001. وينتشر نحو 70 الف جندي اميركي لإحلال الأمن في البلاد.

وقال داود ميركاي، احد مؤسسي «مجلس السلام الوطني في افغانستان» امام حشد «يتم القبض على كبار السن والاطفال والنساء وسجنهم»، في اشارة الى اعتقال المشتبه بهم خلال عمليات القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي في المناطق التي تسكنها غالبية من الباشتون في جنوب وشرق افغانستان حيث ينشط مسلحو طالبان.

وعادة ما تعتقل القوات من يشتبه في انهم يتعاونون مع المعتقلين الا انه لا يعرف ما اذا كان بينهم نساء.

واضاف «تقتحم القوات الاجنبية بيوتنا والنساء نائمات» في اشارة الى مسألة شديدة الحساسية. وانطلق الحاضرون يهتفون «الله اكبر». وقال ميركاري «ان القوات الدولية تزعم انها جلبت السلام والديمقراطية الى افغانستان، ولكن ذلك ليس صحيحا». وقال ان الناس «يجبرون على الخروج من قراهم تحت القذائف وطلقات الهاون من قبل القوات الاميركية وحلفائها الذين يقتلون اولا ثم يوجهون الاسئلة».

واكد ان «السلام في افغانستان مستحيل عندما يستهدف الباشتون من الجو والبر بشكل يومي». وقال نائب البرلمان بختار امينزاي ان المجلس الجديد يرغب في احلال السلام من خلال اجراء محادثات مع المتمردين.