مسلحو المعارضة أكملوا سيطرتهم والجيش اللبناني تسلم مواقع «المستقبل»

العمل متوقف في المرفأ والطرق الى المطار مقفلة والمصرف المركزي معطل

مقاتل من حزب الله يحمل سلاحا صنع له خصيصا ليتمكن من حمله بعد ان بترت يداه في معارك سابقة (أ.ف.ب)
TT

في اليوم الثالث لـ«حرب بيروت» التي شنها مسلحون تابعون لحزب الله وحركة أمل ضد عناصر تيار المستقبل، غابت الاشتباكات العنيفة واقتصر الوضع على مناوشات محدودة عند بعض أطراف الطريق الجديدة ومنطقة عرمون عند المدخل الجنوبي للعاصمة اللبنانية، قبل ان يسود الهدوء معظم الاحياء البيروتية التي انتشرت فيها قوى الجيش اللبناني وتسلمت مواقع عناصر "تيار المستقبل" واسلحتهم. وبلغت الحصيلة الاولية لضحايا الاشتباكات والتي كان أعنفها ليل الخمس- الجمعة احد عشر قتيلاً وعشرات الجرحى إصاباتهم متفاوتة، وذلك وفق مصادر امنية وطبية. وقد سقط معظمهم في محلتي رأس النبع وكورنيش المزرعة الذي يشكل خط التماس بين الطريق الجديدة معقل انصار «تيار المستقبل» وبربور حيث ينتشر محازبو حركة امل، فيما سقط قتيلان في عرمون.

وفي حين ظلت الطرق الى مطار رفيق الحريري الدولي مقطوعة من قبل عناصر حزب الله عملت قوى الجيش على اعادة فتح بعض الطرق ولا سيما الطريق الساحلية بين بيروت وصيدا.

الى ذلك، توقف العمل في مرفأ بيروت حتى اشعار آخر بسبب الأوضاع الأمنية، علماً ان وحدات من المغاوير والمجوقل انتشرت في محيط المرفأ واتخذت اجراءات امنية مشددة على الطرق المؤدية الى حرمه. واعلن مصرف لبنان المركزي انه مستمر في تأمين خدماته المعتادة من خلال فروعه في مختلف المناطق، علما ان العمل في مقره الرئيسي في شارع الحمراء ظل معطلاً امس نتيجة عدم تمكن الموظفين من الوصول اليه. وفي بيروت، وسع مسلحو المعارضة انتشارهم ليشمل معظم الاحياء بحيث بات منزل النائب وليد جنبلاط ومنشآت تلفزيون المستقبل وسط هذا الانتشار. وتبعاً لذلك عمد مسلحون تابعون لتيار المستقبل الى تسليم مواقعهم واسلحتهم الى الجيش. وفي الطريق الجديدة وبعد مناوشات عند اطرافها لجهة كورنيش المزرعة، بدأ عناصر المستقبل يسلمون اسلحتهم ومواقعهم للجيش. ولم يحصل اي اشتباك في عمق هذه المنطقة الممتدة من كورنيش المزرعة شمالا، والكولا ـ المدينة الرياضية غربا الى طريق قصقص ـ شاتيلا (طريق المطار القديمة) شرقا.

وفي منطقة ساقية الجنزير سمعت اصوات رشقات نارية غزيرة. وتبين ان عناصر من حركة امل جاءوا الى هذه المنطقة التي ينتشر فيها انصار الحزب التقدمي الاشتراكي والتي كانت ليل الاربعاء ـ الخميس والخميس ـ الجمعة مسرحاً لاشتباكات مع حراس منزل رئيس مجلس النواب نبيه بري في محلة عين التينة المجاورة. ورغم انحسار الاشتباكات فان عائلات كثيرة من مختلف الاحياء البيروتية غادرت امس الى مناطق اكثر امناً. وفي المناطق خارج بيروت، افادت مصادر امنية ان مفاوضات جرت بين وحدات من الجيش وعناصر من قوى 14 آذار في منطقة بشامون ـ عرمون لتسليم اسلحتهم وتجنب صدامات مع قوى المعارضة. كما ان مفاوضات مباشرة جرت بين الجيش وعناصر من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي في بعض بلدات ساحل الشوف (برجا والسعديات وبعاصير وداود العلي والرميلة) لتسليم اسلحتهم واعادة فتح الطريق الى الجنوب وتجنب صدامات مع حزب الله وحركة امل. واستنكاراً لسقوط الضحايا عمد بعض الشبان الى قطع الطريق الدولية المؤدية الى الحدود اللبنانية ـ السورية في محلة التبانة بين مستديرتي نهر ابو علي والملولة. وما لبث الجيش والقوى الأمنية ان اعادت فتحها.