وسائل إعلام الموالاة أولى ضحايا المعركة العسكرية ولكنها تخطط لمعاودة البث والصدور من «أماكن سرية»

مقرا تلفزيون وصحيفة «المستقبل» يحترقان ومكاتب «الإخبارية» تقتحم

TT

سقط عدد من المؤسسات الإعلامية المؤيدة لفريق 14 آذار في بيروت ضحية العملية العسكرية التي تشنها المعارضة، اذ حاصر مسلحوها المقرات الإعلامية التابعة لتيار المستقبل تحديدا، فأقفل بعضها تحت التهديد وبعضها الآخر احتل من قبل المسلحين الذي «سلموها» لاحقا الى الجيش اللبناني.

صحيفة «لمستقبل» التي تقع في منطقة الرملة البيضاء عند ساحل بيروت الغربي كانت أولى الضحايا. هاجمها مسلحون فجرا بعدما انتهى محرروها من اعداد الصحيفة وتوزيعها، فأفلت العدد الذي انتشر في الاسواق، فيما حوصر الصحافيون داخل المبنى الذي كان يستخدم سابقا كمقر لرئيس الجمهورية الياس الهراوي مطلع التسعينات عندما وضعه الرئيس الراحل رفيق الحريري في تصرف الهراوي الذي انتخب ولم يكن في تصرفه مقر للرئاسة بسبب سيطرة رئيس الحكومة العسكرية آنذاك ـ النائب حاليا ـ ميشال عون على القصر الرئاسي في بعبدا.

منعت البوابة الحديد اقتحام المبنى، اذ صمدت ما يكفي حتى وصول الجيش اللبناني، لكن بعدما استطاع المهاجمون احراق الطبقة الرابعة ومعظم الطبقة الخامسة من المبنى. وقال مدير تحرير الصحيفة نصير الأسعد لـ«الشرق الأوسط» ان اضرارا كبيرة لحقت بالمبنى الذي قطعت عنه الكهرباء، كاشفا ان الصحيفة ستصدر بالحد الأدنى من مكان لن يتم الاعلان عنه خوفا من استهدافها مجددا «عدما تلقينا تهديدات كثيرة». ورأى ان استهداف الصحيفة ووسائل الاعلام الاخرى وتطويق مقر النائب سعد الحريري «انما يهدف الى الضغط على المقرات القيادية لتيار المستقبل في محاولة لتثمير النجاح العسكري سياسيا»، مشددا على ان هذه الهجمة «لن تحقق اهدافها».

تلفزيون «المستقبل» وتوأماه، قناة «الاخبارية» واذاعة «الشرق» شكلت الهدف اللاحق. مبنى «المستقبل» الذي يستخدم كاستديوهات في محلة الروشة سقط في يد المعارضة التي سلمته لاحقا للجيش، وكذلك استديوهات «الاخبارية» في محلة الحمراء. أما تلفزيون «المستقبل» في محلة القنطاري فقد اقفل بدوره تحت التهديد. وقال رئيس مجلس ادارة «الاخبارية»، نديم المنلا، لـ«لشرق الأوسط» ان المحطة ستعاود البث في وقت قريب جدا, وقال: ندرس عدة خيارات للبث من خلالها». وذكر ان «مسلحين اقتحموا مبنى الاخبارية في الحمراء وهددوا العاملين فيها. ثم عمدوا الى تقطيع الكابلات لمنعنا من البث. وسرقوا بعض التسجيلات التي تظهرهم وهم يقومون بفعلتهم». واعتبر ان ما حصل «كان ان حزب الله استعمل سلاحه في مواجهة الكلمة التي نمتلكها». وفي وقت لاحق من بعد ظهر أمس اقتحم مسلحون مقر «المستقبل» في الروشة فأحرقوه ورفعوا عليه علم الحزب السوري القومي الاجتماعي. غير ان الحزب نفى ان يكون مناصروه اقدموا على احراق المبنى، مشيرا الى إن هذا المبنى.

ومن ضحايا المعارك ايضا مجلة «الشراع» التي يمتلكها الصحافي حسن صبرا المعروف بعدائه للمعارضة. كما لم تتمكن صحيفة "اللواء" المؤيدة للنائب الحريري من الصدور أمس بسبب المعارك الليلية التي دارت في المنطقة المحيطة بها. وتم ايضا احراق مكاتب لمحطة راديو «سينفال» الارمنية في محلة مار الياس. أما صحيفة «النهار» فقد اخلت مكاتبها في وسط بيروت قبل الظهر، قبل ان تعاود العمل مساء.