تحضيرات لعقد الاجتماع الطارئ للبنان غدا

مشاورات سعودية أردنية ودعوات للفرقاء اللبنانيين لضبط النفس

مسلحون من أنصار حركة أمل يرفعون علم الحركة في أحد أحياء بيروت التي استولوا عليها (أ.ب)
TT

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اتصالاً هاتفياً أمس من الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث الأوضاع الدولية والعربية والتطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.

وبينما ايدت عدة دول عربية الدعوة السعودية المصرية لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الازمة اللبنانية، افاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني ان الزعيمين اعربا خلال اتصال هاتفي بحثا خلاله تطورات الاحداث في لبنان، عن «قلقهما من تأثيرات هذه الأحداث المؤسفة على مستقبل لبنان وشعبه»، واكدا «الحاجة الملحة لتغليب لغة العقل والمنطق خدمة للمصلحة العليا للبنان وحفاظا على وحدته وسيادته». ودعا العاهل الاردني «جميع القوى السياسية في لبنان الى العمل على تهدئة الأوضاع واعادة الاستقرار الى الساحة اللبنانية»، مؤكدا ان «الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الازمة والوصول الى حلول توافقية بين جميع الاطراف اللبنانية».

واشار خلال الاتصال الى «دعم الأردن لجهود الجامعة العربية ولمبادرتها الرامية للوصول إلى حل للأزمة السياسية التي تواجه لبنان». وقد اكدت الكويت أمس ترحيبها بعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب للبحث في الازمة في لبنان. واعلن مصدر مسؤول في الخارجية الكويتية في تصريح نقلته وكالة الانباء الكويتية ترحيب الكويت بعقد «اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب للنظر فيما يمكن التوصل اليه من معالجات تكفل للبنان الامن والاستقرار والطمأنينة».

ودعا المصدر «الى نبذ العنف ووقف الاقتتال فورا واللجوء الى الحوار بما يحقق الحفاظ على لبنان وتغليب مصلحته العليا».

وفي القاهرة أدان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط أمس «محاولة فرض امر واقع في لبنان» وايقاع البلاد «في شراك فتنة مذهبية وطائفية» داعيا الى تنفيذ المبادرة العربية وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية في اسرع وقت.

وقال ابوالغيط في بيان اصدره انه «يتابع بانزعاج بالغ التطورات المؤسفة التي تشهدها العاصمة اللبنانية بيروت على مدار الساعات الماضية وما اسفرت عنه من سقوط قتلى وجرحى».

واعرب عن «ادانته الكاملة لتدهور الامور على نحو ما جرى ومحاولة فرض امر واقع وايقاع لبنان في شراك فتنة مذهبية وطائفية مقيتة ذات ابعاد داخلية واقليمية لن تستفيد منها سوى تلك الاطراف التي يخدمها ان يظل لبنان ساحة للصراع وليس دولة مؤسسات كما تود مصر ان تراه».

واكد الوزير المصري ان احداث العنف التي وقعت «لن تؤثر على الموقف المصري الداعي الى تنفيذ المبادرة العربية وانتخاب المرشح التوافقي (قائد الجيش العماد ميشال سليمان) رئيسا للجمهورية». وتابع انه «من المستغرب ان تترافق الدعوة الى الحوار مع استخدام السلاح والعنف بالشكل الذي جرى»، وعبر عن امله في «الازالة الفورية لكافة مظاهر العنف المسلح من شوارع بيروت وانحاء لبنان الاخرى والتوقف الفوري عن استخدام السلاح».

واضاف ابو الغيط ان مصر تقدمت صباح الجمعة بطلب الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب «في اطار مساعيها لوقف حالة التدهور الكبيرة التي ادت الى طغيان العناصر المسلحة على الشارع اللبناني». وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي انه يتوقع ان يعقد اجتماع الوزراء العرب خلال اليومين المقبلين.

وعاد موسى بعد ظهر أمس الى القاهرة بعد ان قطع زيارة كان يقوم بها الى الولايات المتحدة لمتابعة تطورات الازمة اللبنانية، حسب مصدر رسمي في الجامعة العربية. وأجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وعمرو موسى أمس اتصالات مع عدد كبير من وزراء الخارجية العرب للتشاور معهم حول التطورات التي تمر بلبنان. وفي الجامعة العربية قال مصدر مطلع «إن موسى استكمل فور وصوله إلى القاهرة بعد أن قطع زيارته للولايات المتحدة المشاورات بشأن اجتماع وزراء الخارجية العرب وتحديد موعده .. واستبعد المصدر عقد اجتماع لمجلس السلم والأمن العربي الذي دخل حيز النفاذ»، مؤكدا أن فرص هذا الخيار ضئيلة.. وقال إن التركيز في المشاورات يدور حول اجتماع لمجلس وزراء الخارجية ولم يتم الاتفاق على موعد بعد، إلا أنه الأرجح أن يكون يوم الأحد ، لأن يوم السبت مبكر وقد تكون الاستعدادات غير مكتملة، كما أن يوم الاثنين سوف يكون موعداً متأخراً جداً.... إلا أنه لمح إلى أن هناك ضغطا مصريا من أجل عقد الاجتماع (السبت). وقال المصدر «إنه من المتوقع أن تسعى الحكومة اللبنانية في الاجتماع إلى تجديد الدعم العربي لشرعيتها ورفض الأعمال التي قام بها حزب الله وحلفاؤه، إلا أنه في الوقت ذاته فلن نشجع المؤتمرين العرب على تشديد اللهجة تجاه المعارضة اللبنانية في ظل تأزم الوضع على المستوى الميداني، والحصار الذي تعانى منه».

وأوضح المصدر أنه من المتوقع أن يثير اجتماع وزراء الخارجية العرب مشكلة أخرى، هي من يرأس وفد لبنان في الاجتماع، خاصة في ظل قطع طريق مطار بيروت، والوضع الأمني في العاصمة، فإما ستكون هناك تسوية من الأبواب الخلفية تسمح لوزير الخارجية بالوكالة طارق متري أو أي مسؤول بارز بالحكومة وأن تمنع المعارضة مغادرة رئيس الوفد مما سيعنى أن رئاسة الوفد ستؤول لمندوب لبنان في الجامعة العربية.

من جهة اخرى دعت تونس الجمعة كل الفرقاء اللبنانيين الى ضرورة «ضبط النفس» وتغليب لغة الحوار على ضوء «الاحداث الخطيرة» التي يشهدها لبنان.

واوضحت وزارة الخارجية التونسية في بيان «ان تونس تتابع بقلق شديد تطورات الاوضاع الامنية في لبنان بعد الاحداث الخطيرة التي تشهدها بعض المناطق اللبنانية منذ الاربعاء» ونبهت الى انها «قد تخرج الوضع عن نطاق السيطرة».

في الوقت نفسه دعا الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي الجمعة اللبنانيين الى ضبط النفس والحوار. واعرب الامين العام للمنظمة «عن قلقه العميق حيال المواجهات المسلحة والتوتر الراهن في لبنان». واذ اكد احسان اوغلي ان الازمة الحالية هي «الاسوأ منذ الحرب الاهلية»، دعا «الاطراف اللبنانية باسم الامة الاسلامية عدم الانجراف الى هاوية الفتنة ودعاهم الى الالتزام بتعاليم الاسلام لحقن الدماء وحل الخلاف».