وزير خارجية فرنسا: لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ما يحصل في لبنان

باريس تمهد لتحرك واسع وتؤكد إن لا حل للأزمة إلا الحل السياسي

TT

أعلنت فرنسا أمس أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي» إزاء ما يجري في لبنان حيث وصفت الوضع بأنه «خطير» مؤكدة أن المسؤولين الفرنسيين «يساورهم القلق الشديد» بسبب معارك الأيام الماضية في بيروت.

وفي بيان مطول صادر عن وزير الخارجية، برنار كوشنير، أكدت فرنسا التي حاولت لأشهر التوسط بين الأطراف اللبنانية، أنها على اتصال مع «كل الأطراف» إما مباشرة عبر وزارة الخارجية أو عبر السفارة الفرنسية في بيروت. وكان لافتا في بيان وزير الخارجية الفرنسي التأكيد على أن «لا حل للأزمة إلا الحل السياسي» في إشارة الى عدم جدوى «الانتصارات» العسكرية الميدانية في شوارع بيروت. وبحسب باريس، فإن سنوات الحرب الأهلية في لبنان «اثبتت أنه لا تستطيع طائفة الانتصار على الطوائف الأخرى».

وسعت باريس التي كانت وراء الدعوة الى اجتماع عربي ـ دولي في الكويت على هامش مؤتمر الجوار العراقي في 23 الشهر الماضي، اتصالاتها لتشمل «كل شركاء لبنان» في إشارة الى الجامعة العربية والدول العربية المعنية بالملف اللبناني. وقالت مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن باريس «لا تفكر في الوقت الراهن بالاتصال لا بسورية ولا بإيران».

وعلى الرغم من النداء الذي وجهته للأطراف «الإقليمية و الدولية» الفاعلة، من غير أن تسميها، «للتحلي بضبط النفس والتصرف بمسؤولية من أجل تسهيل عودة الهدوء و تسهيل قيام وساطة سياسية». وإذ أشار بيان الوزير الفرنسي الى الدور الذي لعبته باريس من أجل إصدار ردة فعل أولى عن مجلس الأمن الدولي أول من أمس، قالت المصادر الفرنسية إن «لا نية في الوقت الحاضر» للتقدم بمشروع قرار ما الى مجلس الأمن الدولي، علما أن المندوب الفرنسي «يقوم بالتشاور النشط مع شركاء فرنسا الأوروبيين» داخل المجلس للوصول الى موقف موحد.

تقول باريس أن ما حصل في الأيام الأخيرة في لبنان «حذرت منه من شهور» حيث لفتت الى أن «إدارة الفراغ» محفوفة بالمخاطر. ومرة أخرى، دعت باريس الأطراف اللبنانية الى العودة الى طاولة الحوار للوصول الى اتفاق مؤكدة استعدادها «لتسهيل لقائهم و القيام بكل المبادرات الضرورية». وكانت السلطات الفرنسية تدرس قبل أسابيع دعوة الأطراف اللبنانية التي جاءت الى فرنسا صيف العام 2006 للمجيء مجددا الى باريس لإعادة وصل خيوط الحوار المنقطع، غير أنها صرفت النظر عن الفكرة. وجددت باريس دعمها «للسلطات و المؤسسات اللبنانية و على رأسها الحكومة و الجيش حيث يعود للحكومة، بموجب الدستور، المحافظة على استقرار ة أمن البلاد». وادانت «بقوة» الممارسات التي حصلت في بيروت محذرة من الإنزلاف «الرهيب» الى الحرب الأهلية، ودعت الى فتح الطرقات والمطار ورفع الحواجز وعدم الإساءة الى المدنيين أن التعرض لسلامة القادة السياسيين البدنية وهو ما اعتبرته «أمرا لا يمكن قبوله». كذلك شددت على احترام حرية الصحافة.

ونفت الخارجية أن تكون السلطات الفرنسية تحضر لخطة إجلاء الرعايا الفرنسيين. لكنها في المقابل دعت الفرنسيين الى عدم التوجه الى بيروت والمقيمين في لبنان الى «التزام أقوى درجات الحذر». ورفضت فرنسا التعبير عن موقف إزاء فكرة إنشاء حكومة انتقالية لبنانية برئاسة العماد ميشال سليمان.

وكان وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة قد طلب من فرنسا التدخل من غير أن يعين شكل التدخل الذي يطلبه أو فول ما إذا كان يتحدث باسمه الشخصي أو باسم الأكثرية النيابية والحكومة. وتشعر فرنسا، كما تقول مصادرها، بـ«الأسى» لما هو حاصل في لبنان و«القلق» على مصيره. وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الوسط» إن باريس «تتشاور مع الآخرين» لمعرفة ما يمكن القيام به من أجل «وقف اندفاع لبنان الى الهاوية» و من أجل «إسماع صوت العقل مجددا للبنانيين».