استنفار أمني في الخرطوم تحسبا لعمليات تخريبية.. تقودها حركة دارفورية

بيان للجيش السوداني قال إنه صد قوات متمردة اقتربت من العاصمة وبقيت في ولاية كردفان الأقرب إلى الخرطوم

TT

اتخذت السلطات السودانية حالة تأهب أمني قصوى في الخرطوم، بعد شيوع انباء تشير الى احتمال وقوع عمليات تخريبية، يقودها متمردون من أقليم دارفور، تسللوا الى العاصمة، بدعم من تشاد. ووضعت القوات السودانية في حالة استنفار بنسبة 100% لتأمين العاصمة، فيما اكد الجيش انه صد قوات متمردة كانت في طريقها للعاصمة.. تمركزت الان في اقليم كردفان القريب من العاصمة السودانية. وشهدت الخرطوم منذ ليلة أول من أمس وحتى وقت متأخر امس إجراءات أمنية مشددة على مداخلها تمثلت في التفتيش الشخصي وتفتيش المركبات الخاصة ونصب نقاط ارتكاز امنية قوامها قوات مدججة بالأسلحة الثقيلة، فيما شوهدت دبابات تنتشر في مداخل العاصمة والجسور. وذكرت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الإجراءات الإحترازية شملت عمليات دهم وتفتيش واسعة لبعض الأحياء بواسطة قوات مشتركة أسفرت عن توقيف بعض الأشخاص. وأعلنت القوات المسلحة أنها رصدت تحركات عبر تحركات لحركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور بزعامة إبراهيم خليل. وأكد بيان صادر من مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد عثمان محمد الاغبش ورود معلومات تفيد بأن الحركة تستهدف دخول الخرطوم للقيام بأعمال تخريبية داخل العاصمة. وأشار البيان الى أنه تم رصد مجموعة من منسوبي حركة العدل الى العاصمة القومية عبر الحدود التشادية بالسيارات. واكد البيان أن الاجهزة الامنية اتخذت كافة الترتيبات لتأمين المدن والمنشآت، وناشد المواطنين بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أية تحركات مريبة. وفي وقت أفادت معلومات رسمية بتحركات أخرى لمجموعة خليل المسلحة حول منطقة الدبة التي تبعد مسافة 180 كيلومترا شمال العاصمة أوضحت القوات المسلحة أنها تصدت صباح أمس لمجموعة أسمتها بالتخريبية من منسوبي حركة العدل بمنطقة شمال كردفان. واستدعت وزارة الخارجية امس السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العاملة بالبلاد لتنويرهم على التطورات السياسية الراهنة لما وصفته بالدعم التشادي لحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور للقيام بعمليات تخريبية داخل عاصمة البلاد ومدن اخرى.

وقال وكيل وزارة الخارجية مطرف صديق ان حكومته اخطرت السفراء بالممارسات التشادية ودورها في دعم المتمردين ودعت ممثلي الدول لمعالجة هذه التجاوزات، مؤكداً التزام الخرطوم بتأمين قوافل الاغاثة للمتأثرين بدارفور التي تستهدفها الحركات، مشدداً ان حكومته تمتلك الدلائل ازاء دعم تشاد ونواياها لعمل تخريبي في الخرطوم بقيادة حركة خليل ابراهيم. من جانبه انتقد مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، بشدة صمت الأمم المتحدة والدول الكبرى على العمليات التي يقوم بها خليل في شمال دارفور وأطراف شمال كردفان، وقال «هذه الاصوات التي تصمت الآن (صمت القبور) ستنطلق بمجرد أن تقوم القوات المسلحة بالرد على أعمال خليل التي وصفها بالإجرامية». وتساءل «أين منظمات حقوق الإنسان وما تسمى بمنظمات إنقاذ دارفور مما يقوم به المتمرد خليل، من تشريد للمدنيين وتدمير للممتلكات العامة». وأشار وزير الدولة بوزارة الإعلام كمال عبيد الى أن المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني ورؤساء الأحزاب السياسية تلقوا تنويراً حول تطورات الأحداث عقب اجتماع طارئ للمكتب القيادي فجر أمس برئاسة نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه. وأوضح أن كل المعلومات المتوفرة الآن تفيد بأن المتمردين موجودون في مناطق صحراوية بإقليم شمال كردفان، وأشار الى وجود تقديرات حول الوجهة التي سيتوجهون اليها. وقال: إن المتمردين الآن بعيدون عن الخرطوم ولكن من بين الاحتمالات الاقتراب منها». وذكرت مصادر ان معارك تدور في شمال كردفان بين القوات الحكومية ومتمردي العدل والمساواة. ويعتبر ان دخول كردفان اقرب نقطة يمكن ان يصل اليها متمردو دارفور الى الخرطوم. لكن المتحدث باسم الجيش الحكومي قال ان قواته اوقفت تقدم المتمردين وبقوا في كردفان بعد ان علموا باستعداد الجيش لهم في الخرطوم. وفي سياق متصل قال مسؤول شرطي رفيع في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان وزارة الداخلية رصدت تسرب سلاح الى الخرطوم يتبع لحركة العدل والمساواة.