انطلاق عملية «زئير الأسد» في الموصل

دعوات لأفراد الجيش العراقي السابق للانضمام للقوات الأمنية.. والمحافظات المجاورة تغلق منافذها

TT

بدأت في محافظة نينوى، التي مركزها الموصل، في ساعة مبكرة امس عملية «زئير الاسد» التي نوه عنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أواخر يناير (كانون الثاني) لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة، ووصلت تعزيزات امنية وصفت بالكبيرة لتنفيذ الخطة الامنية.

وقال عبد الكريم خلف قائد العمليات في وزارة الداخلية والمتحدث الرسمي باسمها «إن العملية في محافظة نينوى قد بدأت وتم اعتقال 92 من المطلوبين ضمن صفوف تنظيم القاعدة من جنسيات مختلفة في المدينة من دون مقاومة منهم»، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مدينة الموصل الى ان عناصر المقاومة «فوجئوا بدخول القوات العسكرية العراقية ومداهمة أوكارهم ولم يتم اطلاق أي رصاصة داخل المدينة بسبب إحكام السيطرة عليها وعلى منافذها وبشكل مفاجئ أذهل المطلوبين ولم يستطع أحد منهم ان يبدي أي مقاومة».

وأضاف خلف ان القوات العراقية تسيطر على المدينة التي فرض فيها حظر التجوال كما تم غلق منفذ ربيعة أمام الاشخاص فقط «ولكن البضائع وسيارات الحمل المسافرة او الداخلة ستكون تحت حماية القوات في دخولها وخروجها ولن يتم غلق المنافذ أمامها».

وقال خلف إن «منافذ الموصل باتجاه محافظة صلاح الدين والانبار مسيطر عليها تماما من قبل قوات من المحافظتين كي لا يتم تسرب هؤلاء المجرمين الى تلك المحافظات، وان محافظات اقليم كردستان قد استعدت ايضا لاسيما في محافظتي دهوك واربيل نحو الموصل لأنها المعبر لها من خلال هذين المحافظتين».

من جانبه، عبر دريد كشمولة محافظ الموصل عن استعداد اهالي الموصل للتعاون مع القطعات القادمة من بغداد للتخلص من العصابات التي تهدد أمنهم وسلامتهم، وقال كشمولة لـ«الشرق الاوسط» ان «المفاجأة في التوقيت هي التي أنجحت المرحلة الاولى من عملية (زئير الاسد)»، مؤكدا ان حجم القوات التي وصلت الى الموصل كبير جدا وان الموصل بشكل عام فوجئت بحجم هذه القوات وعدته نصرا محققا على عناصر «القاعدة».

وكانت قيادة عمليات نينوى قد أعلنت مساء اول من امس حظرا للتجوال في محافظة نينوى، وقال عدد من سكان المدينة في اتصالات هاتفية مع «الشرق الاوسط» إن المدينة بشكل عام هادئة جدا وان المدرعات العراقية تجوب شوارع المدينة والطائرات الاميركية تحلق في الاجواء، مؤكدين أن التجوال ممنوع على الاشخاص ايضا لكن هناك حركة داخل الحي الواحد وان المحال فتحت وان الاهالي بدأوا بالتبضع خوفا من استمرار حظر التجوال لأيام أخرى. وقال يونس هاشم نائب الحزب الاسلامي في المحافظة، ان المفاجأة في دخول القوات هي التي احكمت السيطرة على المدينة لأن عناصر «القاعدة» لم يتوقعوا دخولها بهذا الشكل، منوها الى ان الاحاديث تدور ايضا حول سيارات مفخخة لمواجهة هذه القوات، وقد تمت السيطرة عليها ايضا، معتقدا أن العمليات ستكون ذات أهداف نوعية ولن تكون بالشكل الذي تمت فيه العمليات في البصرة أو بغداد.

وكان قائد عمليات محافظة نينوى الفريق الركن رياض جلال توفيق قد طالب في بيان تلاه أمس على الصحافيين في مقر قيادة عمليات نينوى «الأساتذة والمثقفين وشيوخ ووجهاء العشائر وعلماء الدين في محافظة نينوى باعتبارهم الخط الثاني للقوات الأمنية للوقوف معنا في تحرير المحافظة»، حسبما أوردته الوكالة المستقلة لأنباء (أصوات العراق).

كما أوصى قائد عمليات نينوى «أعضاء الجيش العراقي السابق للانضمام إلى صفوف القوات الأمنية لملاحقة مسلحي تنظيم القاعدة».

وكان مصدر في شرطة مدينة الموصل قد قال أمس إن مسؤولين عسكريين كبارا وصلوا إلى المدينة مساء الجمعة قادمين من العاصمة بغداد على رأس قوات عسكرية كبيرة بهدف المشاركة في العملية العسكرية.