مؤشرات على نهاية التحالفات السياسية في العراق

الأكراد: إننا متماسكون > الفضيلة: الائتلاف طائفي > الدليمي: لا توافق في جبهة التوافق

TT

بعد مرور ما يقرب من خمس سنوات على أول انتخابات برلمانية في العراق، وثلاث سنوات على ثاني انتخابات وتشكيل تحالفات وائتلافات بين كتل سياسية حملت بعضها صفة «طائفية» تماما، مثل الائتلاف العراقي الموحد (شيعي)، وجبهة التوافق العراقية (سنية)، وأخرى «قومية» تقريبا مثل التحالف الكردستاني الذي يضم ايضا بعض التركمان والمسيحيين، اضافة الى أخرى «وطنية» مثل القائمة العراقية التي تجمع عراقيين شيعة وسنة من العرب وأكرادا ومسيحيين وتركمانا، نجد اليوم ان غالبية هذه الكتل او التحالفات في طريقها الى الانفراط بسبب خروج احزاب وشخصيات سياسية من هذا التحالف او ذاك، وباستثناء التحالف الكردستاني فان الواقع يشير الى انفراط بقية الكتل السياسية.

وعن سبب نجاح كتلة التحالف الكردستاني حتى اليوم وعدم انفراطها، يقول فؤاد معصوم، رئيس الكتلة، ان «السبب الرئيس يعود الى تحالف الحزبين الرئيسين، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، قبل عام 2003، وهذا أكد العمل المشترك من أجل القضية العراقية عامة وقضية الشعب الكردي بصورة خاصة، ونحن مع ان تكون الكتلة كبيرة ليكون لها تأثير أكبر وهذا افضل من ان تترشح الاحزاب لوحدها فيقل تأثيرها وربما تنضم للتحالف أحزاب كردية اخرى بالرغم من ان هناك الاتحاد الاسلامي الكردستاني لهم 5 اصوات في البرلمان العراقي وليس منضما لكتلتنا، لكن مواقفنا موحدة، وهذا يعطي لمواقفنا زخما أكبر».

وينفي معصوم أن يكون سبب تماسك كتلتهم هو الدافع القومي، ويقول ان «بين اعضاء التحالف احزابا تركمانية ومسيحية غير كردية، وان هاجس الجميع في الاتحاد هو وحدة اقليم كردستان، كما ان شخصية الزعيمين طالباني وبارزاني لها التأثير الاكبر في هذا التماسك، إذ لن تؤثر فيهما الصراعات الضيقة او روح التنافس وليس هناك من يستطيع الدخول بينهما او فرض نفسه كمنافس سياسي، وكل ما يعملانه هو من اجل العراق ككل وكردستان، وهناك جانب آخر وهو ادارة التحالف وقيادته، لا أريد ان أتحدث عن نفسي بقدر ما اريد ان اقول اننا نتداول بكل القرارات التي نتخذها والمواقف التي نطرحها داخل البرلمان خلال اجتماعاتنا في قاعة خاصة بنا داخل البرلمان، ولكل عضو رأيه المهم في هذه الاجتماعات ولا نفرق بين عضو بهذا الحزب او ذاك». ويؤكد معصوم أن التحالف سوف يدخل انتخابات المحافظات ككتلة واحدة «وسندخل الانتخابات القادمة ايضا كتحالف ولكن ربما اكبر مما هو عليه اليوم».

اياد جمال الدين عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية الوطنية التي يترأسها الدكتور اياد علاوي، يرى ان كتلة العراقية الوطنية «مستمرة لأنها قائمة على فكرة لن تموت»، يؤكد ذلك بالرغم من انسحاب الحزب الشيوعي العراقي وبعض اعضاء القائمة من هذه الكتلة، وهو يعلق على هذه الانسحابات قائلا «ربما ينسحب بعض الاعضاء لكن الفكرة التي تقوم عليها العراقية الوطنية تبقى قائمة وهي الالتزام بالخط الوطني بعيدا عن المحاصصة الطائفية او العرقية، وبعيدا عن الطائفية والعرقية»، مشيرا الى ان «الذين انسحبوا ما زالوا يؤمنون بأفكار وأهداف القائمة ولن يغيروا مبادئهم السياسية، لكنهم اختلفوا في بعض المواقف، القائمة مستمرة لأنها تؤمن بالتيار الوطني العراقي بعيدا عن الطائفية او العرقية». وعن أسباب انسحاب البعض من القائمة، قال جمال الدين «ان من انسحب، ومثلما قلت، كان مؤمنا ببرنامج العراقية الوطنية، وحتى اليوم لم أسمع ان أي شخص انسحب من القائمة وانضم لأخرى، لكن الخلافات كانت حول الممارسات السياسية وليس على مبادئ القائمة». ويرى جمال الدين ان «انفراط بعض التحالفات الاخرى جاء بسبب رفعها للشعارات الطائفية، وبسبب هذه الاستراتيجية فانا لا أعتقد ان يكون هناك مستقبل لهذه القوائم، وان الشعارات الطائفية تلحق الضرر بهذه الطائفة او تلك».

حزب الفضيلة الاسلامي كان من تشكيلات الائتلاف العراقي الموحد قبل ان ينسحب من الائتلاف. ويشرح حسن الشمري، القيادي في الفضيلة، أسباب الانسحاب قائلا «لقد انضممنا الى الائتلاف حسب الاتفاق على مشروع استراتيجي سياسي ينفتح على الاحزاب والشخصيات السياسية الاخرى في العراق وان تكون توجه القائمة جمع كتل سياسية مختلفة، لكن هذا لم يحصل وتحولت القائمة الى تخندق طائفي، ومع ذلك استمر وجودنا على امل ان الممارسات سوف تختلف، لكن للأسف لم يكن هناك أي اتفاق على البرنامج السياسي لاسيما وان بعض القوى السياسية في الائتلاف تمضي نحو التقسيم وهذا يتعارض مع مبادئنا والمهم الحفاظ على وحدة العراق، وهذا سبب لنا مشاكل مع الائتلاف كما انه (الائتلاف) بدأ بممارسات نعارضها مثل محاصرة القوى السياسية الاخرى مثل (اياد) علاوي، واقصائنا عن مؤسسات الدولة ووزاراتها ومحاربتنا والقبض على بعض اعضاء حزبنا، لهذا اعتبرنا الائتلاف تنظيما طائفيا لا نتفق معه فتركناه». ويشير الشمري الى انه «لا يوجد تكتل اسمه الائتلاف وانما هناك حزب الدعوة جناح نوري المالكي والمجلس الاسلامي الاعلى وهما مدعومان من قبل ايران والولايات المتحدة».

اما عدنان الدليمي، رئيس جبهة التوافق العراقية، فيؤكد أنه «لا يوجد أي توافق في جبهة التوافق» التي تضم تنظيمه (مؤتمر أهل العراق) والحزب الاسلامي العراقي برئاسة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ومجلس الحوار الوطني برئاسة خلف العليان الذي وقع في خلافات مع الحزب الاسلامي وهدد بالانسحاب من الجبهة. ويتوقع الدليمي أن الجبهة «سوف ينفرط عقدها في الانتخابات البرلمانية القادمة»، مشيرا الى ان «خلف العليان أكد لي بقاءه في الجبهة حاليا». ويرى الدليمي ان «هناك أسبابا مختلفة لانفراط الجبهة منها تتعلق بالمبادئ العامة وأخرى تتعلق بأسباب شخصية، حيث أصاب الجبهة في الايام الاخيرة الخلل وأنا الوحيد الذي سعيت وأسعى لتقوية وبقاء الجبهة».