أولمرت يؤكد مجددا أن إسرائيل لن تقبل بامتلاك إيران أسلحة نووية

قال إن البرنامج العسكري لطهران مستمر ولم يتوقف يوما

TT

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت مجددا امس من ان الدولة العبرية لن تقبل بامتلاك ايران سلاحا نوويا، معبرا عن امله في ان تنجح الاسرة الدولية في السيطرة على طموحات طهران في هذا القطاع.

وقال اولمرت في حديث لصحيفة واشنطن بوست ان «اسرائيل لن تقبل بوجود سلاح نووي بين ايدي اشخاص يقولون علنا وبوضوح وصراحة انهم يريدون محو اسرائيل، لماذا يتوجب علينا قبول ذلك؟».

وعبر اولمرت عن امله في ان تثمر الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا وتهدف الى التأكد من الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني، وقال «آمل ان تنجح في ذلك»، لكنه اضاف «استنادا الى المعلومات المتوفرة لدينا البرنامج العسكري مستمر ولم يتوقف يوما»، خلافا لما ورد في تقرير لاجهزة الاستخبارات الاميركية نشر العام الماضي، واكد ان البرنامج النووي الايراني العسكري توقف في 2003، وتابع «اذا استمر هذا البرنامج فانهم سيبلغون نقطة امتلاك سلاح نووي». وأضاف أولمرت: «آمل أن تفهم إيران أن هذه اللعبة خطرة جداً، يجب أن يفهموا أنه لا يمكنهم تجاوز الخطوط»، وقال: «لا يجوز تجاهل أمر إيران حينما يقف قادتها علناً ليقولوا إنه يجب إزالة إسرائيل من الوجود، ويؤكدون سعيهم لتعزيز قدراتهم النووية في الوقت ذاته». وكل هذه المواقف الإسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني تفضي إلى الخيارات التالية:

أ ـ اتخاذ موقف الترقُّب والانتظار لحدوث تغيير في إيران، والثقة في أن المحاولات الأميركية السرية لتقوية المعارضة وتشويه سمعة النظام يمكن أن تؤتي أُكلها.

ب ـ الأمل في قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري وربما بالتعاون مع أوروبا وهو إن كان الخيار الضعيف، لكنه غير مستحيل، خصوصاً إذا شعرت الولايات المتحدة بإصرار إيران على التصعيد وإغلاق كل الأبواب في وجه المساعي الأوروبية الأميركية.

ج ـ عمل عسكري منفرد تقوم به إسرائيل، رغم بعد الأهداف وانتشارها ووجودها في أنفاق تحت الأرض، وحمايتها بنظام دفاعي قوي.

د ـ مفاوضات خاصة بمساومات ضخمة، تتخلى إسرائيل بمقتضاها عن خيارها الرادع مقابل «ضمانات دولية» تتعلق بإيران. وعلى الرغم من زعم المسؤولين الإيرانيين ان برنامج ايران النووي لا يهدف تطويره الى بناء قوة عسكرية نووية بل إلى استخدامه سلمياً، يرى المجتمع الدولي غير ذلك. ويتزامن القلق المتزايد في شأن هذا البرنامج مع التصعيد الكلامي للرئيس الإيراني أحمدي نجاد وبعض المسؤولين الإيرانيين، ما يعني ان احتمال قيام اسرائيل بهجوم عسكري على ايران يزداد يوماً بعد يوم إن لم يتخذ المجتمع الدولي موقفاً ما. وتفضّل الولايات المتحدة وإسرائيل ان توقف ايران برنامجها النووي نهائياً، إلا ان اسرائيل قد تكتفي بوضع ايران تحت مراقبةٍ دوليةٍ مكثفةٍ للحرص على وقف تغذية أسلحتها باليورانيوم وعدم تطويرها لأسلحة نووية.

وتعتبر اسرائيل ان ايران تشكل الخطر الأكبر على الأمن في الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا على حد سواء، بسبب تخوّفها من تطوير إيران لأسلحة الدمار الشامل، إلا ان اسرائيل لطالما قامت بتدويل هذه المشكلة عوضاً من معالجتها بنفسها لتفادي مواجهة ايران مباشرة. وبما انّ اسرائيل لا تملك أية سلطة اقتصادية على إيران، فإنها تعتبر ان الحلّ الوحيد هو الهجوم العسكري الجوي إن فشل المجتمع الدولي في وقف برنامج ايران النووي. وتجدر الإشارة إلى ان اسرائيل لا تعتزم أخذ المبادرة إلى هذا الهجوم لأنها مدركة أنه ما من ضمانات للنجاح، فضلاً عما سينتج من ردات فعل عنيفة في الشرق الأوسط والعالم الاسلامي، وسيضطر المجتمع الدولي إلى استنكار عمل اسرائيل ـ على رغم عدم أسفه ضمنياً ـ نظراً إلى كون اسرائيل تصرفت وحدها وخاطرت بحصول ردة فعل إيرانية تهدد الاستقرار الدولي.