انسحاب أحد مستشاري أوباما من الحملة الانتخابية بسبب اتصالات مع «حماس»

الطاقة النووية.. قضية شائكة في جدول أعمال المرشحين الثلاثة

TT

ذكرت وسائل اعلام اميركية ان مستشارا للمرشح الديمقراطي للرئاسة باراك اوباما انسحب من الحملة الانتخابية بعد ان طرحت عليه صحيفة بريطانية سؤالا عن لقاءات عقدها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال روبرت مالي الذي يعمل في مجموعة الأزمات الدولية (انترناشيونال كرايزس غروب) لشبكة «اني بي سي نيوز» انه قرر الانسحاب من حملة اوباما بعد ان اجرت صحيفة «تايمز اوف لندن» تحقيقا حول اتصالاته مع حركة حماس.

واوضح انه كان مستشارا «غير رسمي» لشؤون الشرق الأوسط لاوباما. واضاف مالي ان «عملي في مجموعة الازمات الدولية يقضي بلقاء كل المجموعات التي تلقى او لا تلقى تأييدا وتقديم تقرير في ما تقوله. لم انف يوما انني التقيتهم وهذا عملي».

ونقلت الصحيفة عن بين لابولت الناطق باسم اوباما قوله ان «مالي كغيره من مئات الخبراء وقدم نصائح غير رسمية للحملة في الماضي»، مؤكدا انه «لم يكن له أي دور رسمي في الحملة ولن يلعب اي دور في المستقبل».

وكان المرشح الجمهوري جون ماكين قد اتهم في دردشة مع مؤيدين للمحافظين على الانترنت نهاية الشهر الماضي اوباما بانه «المرشح المفضل لحماس»، وقال «اعتقد ان الذي تريده حماس رئيسا للولايات المتحدة».

واضاف ماكين «اعتقد ان الناس يجب ان يدركوا انني ساكون اسوأ كابوس لحماس. واذا كان السناتور اوباما هو المرشح المفضل لحماس، فاعتقد انه على الناخبين ان يقوموا بخيارهم على هذا المعيار».

وقال مالي ان «القضية مع انتقالها الى (تايمز اوف لندن) يمكن ان تشغل الناس خصوصا بعدما بدا ان حملة ماكين تريد تحويلها الى قضية» مهمة، مشيرا الى ان اصحاب مدونات ومواقع على الانترنت «بدأت تهاجمني». وكان ماكين واوباما قد تبادلا انتقادات الخميس بشأن حركة حماس.

واكد ماكين مجددا ان اوباما هو المرشح المفضل للحركة، بينما قال المرشح الديمقراطي ان موقفه من حماس لا يختلف عن موقف ماكين. ووصف ماكين واوباما الحركة بانها «منظمة ارهابية» واكدا ان واشنطن يجب ان تمتنع عن التفاوض معها الى ان تعترف باسرائيل وتتخلى عن العنف وتقبل باتفاقات السلام الموقعة في الماضي بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي نفس الوقت دخلت الطاقة النووية جدول أعمال المرشحين الثلاثة. يسعى المرشحون الثلاثة الى تنويع مصادر الطاقة بالبلاد وتقليل الاعتماد على النفط الاجنبي.

تظهر مقابلات أجريت مع مستشارين سياسيين للمرشحين تفاوت المواقف في التعامل مع التكنولوجيا التي يرى فيها بعض المراقبين جوابا شافيا لمكافحة تغير المناخ، فيما ينظر اليها اخرون بوصفها باهظة الثمن وخطيرة.

ولعل جون مكين عضو مجلس الشيوخ ومرشح الحزب الجمهوري هو الاكثر حماسا بشأن الطاقة النووية وهي مصدر الوقود الذي يخلو من الكربون حيث يكرر الدعوة لانشاء مزيد من محطات الطاقة النووية في جولاته الانتخابية في أنحاء البلاد.

وكان مكين قد قال في نورث كارولاينا الاثنين الماضي «أعتقد أننا لن نخفض من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ونصبح مستقلين في مجال الطاقة... ما لم نستخدم الطاقة النووية ونستغلها بوفرة كبيرة».

ويقول دوجلاس هولتز ايكين مستشار مكين ان الطاقة النووية واجهت موقفا «لا يتسم بالعدالة» عبر سنوات من المعارضة السياسية، وأضاف «السناتور مكين سيزيل العقبات السياسية التي تعرقل الطاقة النووية ويسمح لها بالمنافسة بشكل اكثر فعالية مما يرجح زيادة حصتها في حافظة الطاقة».

وتمثل الطاقة النووية نحو 20 في المائة من امدادات الولايات المتحدة من الطاقة ويمكن أن تزيد هذه النسبة اذا فرضت قيود على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مما يضفي مزيدا من الجاذبية على محطات الطاقة النووية التي لا تصدر عنها انبعاثات. وهناك 104 مفاعلات نووية عاملة على مستوى الولايات المتحدة.

اوباما الذي يتقدم السباق الديمقراطي للرئاسة يشارك مكين في اعتقاده بأن الطاقة النووية جزء من الحل لقضية التغير المناخي، غير أنه معارض لتقديم مساعدات حكومية اتحادية جديدة لمواجهة المخاوف بشأن السلامة وتخزين المخلفات حسبما ذكر جاسون جروميت أحد كبار مساعدي أوباما.

وأضاف «لان التغير المناخي معضلة تنطوي على تحد لانواع الكائنات فاننا لا نملك رفاهية أن نفعل أي شيء سوى حل هذه المشكلات الحقيقية». اما كلينتون عضو مجلس الشيوخ فتفضل استخدام وقود الطاقة المتجددة لمكافحة التغير المناخي بسبب مخاطر استخدام الطاقة النووية.

وتقول نيرا تاندم مسؤولة السياسة في حملة كلينتون الانتخابية لرويترز «تساور هيلاري مخاوف حقيقية بشأن الطاقة النووية بسبب المسائل المتعلقة بالسلامة والتخلص من المخلفات والانتشار النووي». ومضت تقول «انها تعارض تقديم مساعدات حكومية جديدة للطاقة النووية لكنها مع استكمال الابحاث التي تتركز على خفض التكاليف وتحسين اجراءات الامان».

وكانت العقبة الرئيسية في طريق انشاء محطات جديدة للطاقة النووية في الولايات المتحدة تحديد موقع للتخلص من المخلفات النووية. واختار الكونغرس منطقة يوكا ماونتن على بعد 145 كيلومترا من لاس فيجاس لكن هذا الموقع متخلف عن الجدول الزمني المحدد له بسنوات وربما لا يفتتح أبدا بسبب معارضيه الاقوياء مثل هاري ريد زعيم الاغلبية بمجلس الشيوخ. ولم تصدر اللجنة الاميركية لتنظيم استخدام الطاقة النووية رخصا لانشاء محطات نووية جديدة منذ منتصف السبعينات. وقد أحجمت الشركات عن اقامة مواقع جديدة لسنوات بسبب المخاوف بشأن سلامة المحطات وارتفاع التكاليف.

ويقول جيم ريكيو محلل السياسة النووية بجماعة السلام الاخضر المعنية بالحفاظ على البيئة في واشنطن انه رغم ظهور مؤشرات على تغير هذا الاتجاه فان الجماعة التي تعارض الطاقة النووية بسبب مسألة التخلص من المخلفات وهي مسألة خطيرة لا ترى نهضة صناعية في الافق.

ووصف موقفي مرشحي الحزب الديمقراطي بأنهما متقاربان، وأضاف أن برنامج كلينتون الخاص بالطاقة «أفضل من الاخرين» بسبب تركيزه على مصادر الطاقة غير النووية رغم أنه يبدو أنها غيرت مواقفها في الولايات المختلفة.