صرب كوسوفو يشاركون اليوم في الانتخابات التشريعية الصربية في تحد للأمم المتحدة

وسط مخاطر من إثارة توتر مع ألبان كوسوفو

TT

يصوت صرب كوسوفو اليوم في الانتخابات التشريعية والبلدية الصربية استجابة لنداء صربيا التي اختارت ان تتجاهل علنا استقلال كوسوفو وسط مخاطر من اثارة توتر مع البان كوسوفو.

ومبدئيا لا يحق الا لبعثة الامم المتحدة التي تدير كوسوفو منذ نهاية النزاع بين القوات الصربية والانفصاليين الالبان (1998ـ1999)، تنظيم انتخابات في كوسوفو وهي قاعدة اختارت صربيا ان تتحداها. ولم يخف الزعماء الكوسوفيون الذين اعلنوا استقلال كوسوفو في 17 فبراير (شباط) الماضي غضبهم. وقال نائب رئيس وزراء كوسوفو هاجر الدين كوكي ان «الانتخابات البلدية الصربية (في كوسوفو) غير شرعية ولا يمكن ان تنجم عنها مؤسسات جديدة في كوسوفو»، غير انه قال لوكالة الصحافة الفرنسية «ان الحكومة لن تستخدم العنف لمنعها».

واعترفت باستقلال كوسوفو ذات الغالبية الالبانية، اربعون دولة ضمنها الولايات المتحدة وابرز دول الاتحاد الاوروبي في حين تواصل صربيا مدعومة من روسيا رفض هذا الاستقلال. وقال رئيس مهمة الامم المتحدة جواكيم ريوكر مؤخرا ان «تنظيم انتخابات صربية في كوسوفو يشكل تجاوزا لخط احمر»، مؤكدا ان ادارته تعتبر هذه الانتخابات غير شرعية.

في المقابل توصلت المهمة الى اتفاق ضمني مع القادة الكوسوفيين للسماح لصرب كوسوفو بالتصويت في الانتخابات التشريعية بالنظر الى انهم يملكون «جنسية مزدوجة» كوسوفية وصربية.

غير ان بعثة الامم المتحدة والمسؤولين الكوسوفيين يخشون ان يستغل صرب كوسوفو الانتخابات البلدية لتعزيز ادارة صربية موازية لا تزال قائمة منذ نهاية نزاع 1998-1999 بفضل مساعدة سياسية ومالية من صربيا.

ومنذ الاستقلال نفذ الصرب الذين يشكلون اغلبية في شمال كوسوفو بتشجيع بل وادارة بلغراد، تحركات رمزية عنيفة في كثير من الاحيان لاظهار ولائهم للسلطات الصربية ورفضهم الاعتراف والتعاون مع سلطات دولة كوسوفو الفتية. ويبدو ان هذا الوضع المستمر بعد ثلاثة اشهر من اعلان استقلال كوسوفو، يشكل شاهدا على رغبة بلغراد في التوصل الى تقسيم كوسوفو الامر الذي يرفضه المجتمع الدولي.

وقال ايغور اريتونوفيتش المسؤول عن منظمة غير حكومية في جيب غراكانيكا الصربي قرب العاصمة الكوسوفية بريشتينا ان «الانتخابات هي الصلة السياسية الوحيدة لصرب كوسوفو مع صربيا وسيحاولون تعزيز هذه الصلة من خلال تصويت كثيف».

من جانبه قال الكوسوفي الالباني بسليم باكولي الذي يملك متجرا في قرية ايفاليا قرب غراكانيكا ان «بلغراد تقع على بعد مئات الكيلومترات من غراكانيكا في حين ان بريشتينا تقع بالجوار وانا انصح الصرب بالتفكير مليا قبل التصويت».

وقال اوليفييه ايفانوفيتش القيادي الصربي المعتدل في ميتروفيتشا المدينة المقسمة عرقيا في شمال كوسوفو «اخشى ان تلغي مهمة الامم المتحدة هذه الانتخابات ما يعني ان المقترعين لن تكون لهم اية صفة تمثيلية لدى بعثة الامم المتحدة او لدى المجتمع الدولي».

ومن جهة اخرى، صدقت الحكومة الصربية المنتهية ولايتها على اتفاق تقارب مع الاتحاد الاوروبي وعلى اتفاق في مجال الطاقة مع روسيا عشية الانتخابات النيابية التي يتنافس فيها اليوم القوميون المتشددون المؤيدون لروسيا والمؤيدون لاوروبا.

ولم تتخلل الموافقة على الاتفاق مع روسيا اية مشاكل، اما الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي فقد اجري في غياب وزراء الحزب الديمقراطي الصربي بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته فويسلاف كوستونيتشا الذين انسحبوا من اجتماع الحكومة لفترة وجيزة.

وقد وقع المسؤولون المؤيدون لاوروبا اواخر ابريل (نيسان) في لوكسمبورغ اتفاق الاستقرار والشراكة مع الاتحاد الاوروبي باعتباره الخطوة الاولى نحو انضمام صربيا الى الاتحاد الاوروبي. وسارع كوستونيتشا آنذلك الى وصف توقيع هذا الاتفاق بأنه «خيانة».