السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة: الوضع خطير والمملكة على مسافة واحدة من الجميع

TT

أكد السفير السعودي لدى لبنان الدكتور عبد العزيز خوجة، أن المملكة تقف «على مسافة واحدة من الجميع»، واصفا الوضع بأنه «سيئ وخطير». وقال في حديث الى محطة «أو تي في» التابعة لـ«التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه النائب العماد ميشال عون، ان ما حصل في «بيروت عاصمة الجميع وعاصمة الثقافة والنور والحرية، هو غير صحي وغير طبيعي»، لافتا الى أن التطورات «حتمت إجلاء رعايانا من لبنان. وأمر طبيعي اننا كدولة تخاف على مواطنيها اتخذنا قراراً بإخراجهم مع ان طلابنا على أبواب امتحانات في الجامعات والمدارس. لكنها حرب عمياء، وهكذا بدأنا إجلاء المواطنين». وقال ان «الوضع متأزم منذ مدة. وكل فريق متمسك بموقفه. ورغم كل المحاولات لم يتم التوصل الى تسوية». ورأى أن «القرارات الأخيرة أدت الى التصادم. القرارات (الحكومية) داخلية، ولا أعتقد أنها مربوطة بجهة أخرى. واعتقد ان الحالة السياسية كلها غير صحية». وأكد أن «الإعلام السعودي غير منحاز. لدينا إعلام خاص وحر لا يعبر عن الرأي الرسمي. وفي لبنان اعلام خاص ونحن لا نعترض على الكلام بحقنا. ونأسف لما تعرض له الاعلام في لبنان. فهل يجوز حرق تلفزيون المستقبل، او اي وسيلة اعلامية، لمجرد انه مخالف في الرأي؟ هذا لا يجوز. لا يجوز التصنيف ووصف الآخر بأنه صهيوني وأميركي... الاتهام غير مقبول. نحن نسمع آراء مختلفة، ومعظمها اتهامات للمملكة غير مبنية على أسس وحقائق».

وأضاف أن «الدخول الى بيروت بهذه الطريقة اذا كان يقبله أي لبناني فهذا شأنكم. ولكن كمنطق، بيروت فيها مواطنون ابرياء لا ناقة لهم ولا جمل. هذه عاصمة. وأنا أتكلم كمثقف وانسان. ولا أجد أي مبرر لما يحصل. انتم جميعا لبنانيون، ولا أتصور كيف يمكن لأحد ان يقبل بحصول هذا الصراع». وتابع: «حاولنا التدخل قدر الامكان. وانا حاولت، إلا أن لتحركي حدودا. وأنا لا أتجنى على أحد. فهناك حسابات داخلية لا استطيع الدخول في زواريبها ودهاليزها الخطيرة والقابلة للانفجار في اي لحظة».

وأسف لكون السفارة السعودية «تعرضت لرصاص كثيف، وكاد يسقط ضحايا. ما ذنب السفارة السعودية؟ عيب ضرب السفارة واطلاق النار عليها. وهناك مبنى مجاور للسفارة أحرق لكي تحرق معه السفارة. هذا غير مقبول اخلاقياً». وأشار الى أن: «المعارضة مصرة على تراجع الحكومة عن قراراتها. ونحن نحاول مع كل الأطراف ولا نستطيع إرغام أحد». وقال: «نحن دولة عربية مسالمة ونريد السلام والاستقرار للبنان. ونحن على مسافة واحدة من الجميع». وتمنى «نجاح أي محاولة عربية، وان يصل اجتماع وزراء الخارجية العرب الى شيء ما. ونأمل توصلهم الى حل يكون مقبولا من جميع الاطراف وينهي الأزمة». وتوجه «بقلب صادق ومخلص ومحب لهذا البلد، والجميع يعرفون محبتي للجميع وللبنان. أتمنى على الساسة اللبنانيين ان يتقوا الله. فهناك مصير وحساب في الآخرة. فاذا احترقت البلاد سيقفون أمام الله وسيحاسبون حساباً عسيراً. من هنا أتوجه الى جميع الساسة اللبنانيين كأخ وكأنسان. ونحن لا نفرق بين مذهب وطائفة. والمملكة ليس عندها عنصرية او تمييز طرف ضد طرف. وأهلكم يعيشون في المملكة ولا نسأل عن مذاهبهم». وقال ختاماً: «واجبي ان أبقى في لبنان».