وزراء الخارجية العرب يناقشون اليوم أفكارا سعودية ومصرية ويمنية لحل الأزمة اللبنانية

ترجيح غياب المعلم ومتري قد لا يتمكن من مغادرة بيروت

TT

يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة جيبوتي، الرئيس الحالي للمجلس، بناء على طلب مصري سعودي لمناقشة الأوضاع المتدهورة على الساحة اللبنانية، وإبعاد شبح الحرب الأهلية عن لبنان، فيما يبحث الوزراء أفكاراً مصرية وسعودية لمعالجة الأزمة، وأفكاراً يمنية، لكن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية دافع عن المبادرة العربية بشأن لبنان قائلاً «إنها المبادرة الوحيدة التي يمكن أن تحل المشكلة الدستورية والمشكلة الأساسية في لبنان، وتحقق تقدماً»، مستبعداً «إمكانية تعديلها».

وبينما رجحت مصادر دبلوماسية عربية غياب كل من وزير خارجية سورية وليد المعلم عن الاجتماع، وطارق متري وزير خارجية لبنان بالإنابة بالنظر إلى احتمالات عدم تمكن الأخير من مغادرة بيروت، بدأ وزراء الخارجية العرب في التوافد على القاهرة طوال أمس، حيث وصل كل من صلاح الدين البشير ويوسف بن علوي وعبد الرحمن شلقم وزراء خارجية الأردن، وعمان، وليبيا، على الترتيب.

وقال السفير يوسف الأحمد سفير سورية لدى القاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية «إن وزير الخارجية وليد المعلم قد يغيب عن الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب، بسبب ظروف عمل في دمشق»، وأوضح أنه سيرأس الوفد السوري حال غياب المعلم.

وحول رؤية سورية لحل الأزمة اللبنانية، وما إذا كانت دمشق ترى أن المبادرة العربية مازالت قائمة، اكتفى الأحمد بتعليق مقتضب قال فيه «سنطرح رؤيتنا خلال الاجتماع»، ولم يعط أية تفاصيل.

من جانبه قال السفير خالد زيادة سفير لبنان في القاهرة، مندوبها لدى الجامعة العربية «لا توجد مرافئ ولا مطار في لبنان الآن، وعلى أي حال نحن في انتظار وصول وزيرنا للقاهرة».

وأضاف معلقاً «على الدول العربية أن تتحمل مسؤولياتها في مواجهة الموقف الجاري في لبنان، ومواجهة الوضع برمته الذي من أجله صدرت المبادرة العربية الخاصة بلبنان».

من جهة أخرى، شدد موسى على أن المبادرة العربية في خطواتها الأساسية لن تتغير، وهي انتخاب الرئيس اللبناني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقانون الانتخاب على أساس القضاء الواحد، لأن هناك توافقا على هذه الخطوط وهناك بعض التفاصيل التي أوقفت هذا ربما موضوع الحكومة ووزرائها.

وقال «إن الجيش اللبناني له دور كبير في الحفاظ على أمن ووحدة لبنان»، مشيراً إلى أنه «أجرى اتصالات بالعماد ميشيل سليمان قائد الجيش ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدد آخر من الزعماء اللبنانيين، ومعظم وزراء الخارجية العرب، وبعض كبار المسؤولين فى حزب الله، وجاري التشاور مع كل الزعامات بشأن الخطوة القادمة لانقاذ هذا الموقف».

وأشار موسى إلى «أن ما حدث خلال اليومين الأخيرين في لبنان يطرح بعداً جديداً وخطيراً في الوقت نفسه»، مشيراً إلى ضرورة تحمل (الجميع) للمسؤولية من منطلق الخوف على لبنان ككل وليس بالنسبة لهذا الفريق أو ذاك، وأكد «أهمية ضمان عدم تكرار هذا الموقف مما سيؤدي إلى تدهور الوضع».

وتعليقاً على تصريحات صدرت من دول عربية اعتبرت ما يحدث في لبنان (شأن داخلي)، وتحميل المسؤولية لقوى إقليمية، قال موسى: «إن ما يحدث في لبنان شأن داخلي هذا شيء، ولكن عندما تكون له أبعاد ومخاطر إقليمية فإن ذلك يجعلنا نحاول إنقاذ الموقف في لبنان، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الدول العربية جميعا وعلى الجامعة العربية».

على صعيد متصل، قال السفير أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» إن كل الدول العربية ستطرح أفكارها خلال هذا الاجتماع للاتفاق على خطوات التحرك لانقاذ لبنان وتنفيذ المبادرة العربية التي يرى أن الأحداث لم تتجاوزها بعد، مشيراً إلى أن هناك أفكارا مصرية، مبادرة يمنية سوف يستمع إليها وزراء الخارجية العرب، وقال «إن الوضع في لبنان بحاجة إلى تحرك عربي فوري لإعادة لبنان إلى وضعه الطبيعي». من جانبه كشف السفير عبد الولي الشميري مندوب اليمن لدى الجامعة عن نص المبادرة اليمنية قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن مبادرة بلاده بشأن الأزمة في لبنان تتضمن خمسة بنود هي: أن يقوم العماد ميشيل سليمان بتولي إدارة الحوار مع كل القوى السياسية اللبنانية، وأن تستمر حكومة السنيورة في تسيير الأعمال لحين انتخاب رئيس الجمهورية، على أن تتراجع الحكومة عن قرارها الخاص بشبكة اتصالات حزب الله، وسحب التجمعات الموجودة في الشوارع وعودة الحياة العادية إلى بيروت، وتعديل قرار الجامعة العربية لحل أزمة لبنان في ضوء البنود السابقة.

من جانبه قال رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية ومبعوثه الى لبنان السفير هشام يوسف إن هناك عددا من المقترحات من مصر صاحبة الدعوة لعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ اليوم، ومن اليمن حيث أجرى رئيسها علي عبد الله صالح اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول هذه المقترحات، مشيرا الى أن هناك أفكارا مطروحة أيضا من جانب الأمين العام للجامعة العربية في ضوء متابعته لتطورات الأوضاع في لبنان وجهوده على الساحة اللبنانية.

وقال يوسف في تصريحات للصحافيين: إن هذه الأفكار يجرى التشاور حولها خلال المشاورات المكثفة بين عمرو موسى وعدد من وزراء الخارجية العرب بهدف التوصل لرؤية مشتركة لعرضها على وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ اليوم الأحد.

وأعرب يوسف عن أمله في التوصل لتوافق عربي حول الموقف العربي الذي سيتم تبنيه من قبل الوزراء والاتفاق على خطوات محددة يتم اقرارها وتبنيها من قبل وزراء الخارجية العرب اليوم.

وردا على سؤال حول كيفية ضمان نجاح الوزراء في بلورة موقف لحل الأزمة في لبنان بعد خروج السلاح الى الشارع في ظل عدم نجاح الجامعة في تنفيذ مبادرتها عندما كانت الأزمة سياسية فقط، قال يوسف: نعم الجامعة العربية لم تنجح في تنفيذ المبادرة العربية حتى الآن وهذا أحد اسباب تدهور الأوضاع في لبنان، وهو الأمر الذي سبق أن حذرت منه الجامعة العربية مرات عديدة، وهذا ما نراه على الساحة اللبنانية حاليا.

وحول تأثير غياب وزيري خارجية سورية ولبنان عن اجتماع اليوم الأحد، قال هشام يوسف: إن الوضع في لبنان في منتهى الخطورة ويتطلب مشاركة الجميع وعلى أعلى مستوى، وبعض الدول العربية لن تتمكن من المشاركة على المستوى الوزاري لكنها ستشارك في الاجتماع.

ورفض السفير هشام يوسف توجيه أصبع الاتهام لأي طرف لبناني في عرقلة جهود الجامعة العربية في لبنان، وقال: إن المطلوب هو بحث كيفية الخروج من هذه الأزمة وستكون هناك فرصة للتعامل مع الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع بعد الخروج من الأزمة الحالية، مشيرا الى أن التركيز في الوقت الراهن هو على الأزمة الراهنة في لبنان لمساعدته للخروج من أزمته.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت المبادرة العربية مازالت مطروحة، قال يوسف: إن المسائل المطروحة فيما يخص الأوضاع في لبنان مازالت قائمة ولم تتغير ومازال الأمر يرتبط بانتخاب العماد ميشيل سليمان رئيسا توافقيا والتعامل مع تشكيل حكومة لإدارة البلاد لحين انعقاد الانتخابات والتوصل لتوافق حول الصيغة المطلوبة لقانون الانتخابات الجديدة، وهذه العناصر مازالت مطروحة وعدد من الأطراف اللبنانية تتحدث عن الحوار.