مسيرة سلمية لإعلاميي لبنان تضامنا مع «المستقبل»

وزير الإعلام اللبناني: لا مستقبل للبلاد من دون الحفاظ على تاريخها العريق في الديمقراطية

TT

شارك إعلاميون ينتمون الى وسائل إعلامية عدة، مسموعة ومرئية ومكتوبة، ومعهم وزير الاعلام غازي العريضي والإعلامية مي شدياق التي سبق وأن تعرضت لمحاولة اغتيال، أمس في مسيرة سلمية بدعوة من «نادي الصحافة» تضامنا مع الاعتداءات والوقف القسري الذي شهدته مؤسسات الحريري الإعلامية. وامتدت المسيرة من منطقة التباريس الى مبنى «النهار» في وسط بيروت ومن ثم الى مركز تلفزيون «المستقبل» في محلّة القنطاري. ومعظم هذه النقاط تقع على تخوم المناطق التي تشهد توترا واشتباكات.

وخلال المسيرة وصف الوزير العريضي ما حدث بـ«اليوم الاسود في تاريخ الحريات العامة في لبنان». وقال: «رغم هذا الامر الخطير والكبير، يبقى أملنا كبيرا في اللبنانيين الأحرار الشرفاء من اعلاميين وصحافيين وبالأقلام الحرة في لبنان التي قرأناها والتي أجمعت على استنكار ما جرى ورفضه والعودة عنه وعدم تكراره انتصارا للكلمة الحرة والمستقبل جريدة وشاشة وحياة للبنانيين. لا مستقبل للبنان من دون المحافظة على الأسس المكونة له ومن دون المحافظة على تاريخه العريق في الحرية والديمقراطية».

وتعلق الإعلامية في تلفزيون «المستقبل» نجاة شرف الدين بالقول: «الاعلام ليس طرفا حتى وإن كان له رأي خاص ومختلف كل الاختلاف. على الجميع ان يدركوا ان التنوع في الآراء هو ما يميّز لبنان. لذلك كنا نستضيف معارضين إيمانا منا بأن لبنان لا يتعايش مع نظام الاعلام الواحد والحزب الواحد. لا يمكن إسكات الاصوات الاعلامية، لأن هذا من شأنه ان يخنق البلاد. فليدركوا ان المعركة ليست هنا وان الاعلام خط أحمر. ومن يتعرّض لهذا الخط سيرتدّ تعرّضه سلبا عليه. والدليل انه في المسيرة التضامنية، مشى إعلاميون ينتمون الى مؤسسات أخرى وليس الى مؤسسة المستقبل وحدها». أما مدير الأخبار والمشرف على البرامج السياسية في تلفزيون «المستقبل» وإذاعة «الشرق» حسين الوجه، فأعلن بدء اعتصامات مفتوحة يوميا من العاشرة قبل الظهر حتى الثانية عشرة ظهرا في مبنى «اخبارية المستقبل». وحول حرق مبنى «المستقبل» القديم قال حسين الوجه: تحول هذا المبنى منذ اعوام ارشيفا يضم ذاكرة الاحداث التي غطيناها منذ 13 عاما. إنها خسارة حقيقية لأن الأشرطة التي احترقت تضم تغطيتنا لعملية عناقيد الغضب (الاسرائيلية في عام 1996) وتحرير الجنوب... وكأنهم يحاولون نقل النموذجين الايراني والسوري حيث صوت الاعلام الواحد. وفي هذا الإطار، زار نقيب الصحافة محمد البعلبكي النائب سعد الحريري، ليعلن له «استنكارا صارخا للتعرض بالأذى والاعتداء على مؤسسات إعلامية من دون وجه حق»، معتبرا ان «في ذلك اعتداء على الصحافة كلها، لا على تلك الوسائل الاعلامية فقط، سواء أكانت مرئية او مسموعة او مكتوبة. هذا عدوان على الحرية في لبنان، وعلى حق الاختلاف في الرأي. لا يمكن ان نصبر او نسكت على محاولة فرض الرأي او فرض الموقف السياسي على أي وسيلة من وسائل الاعلام». وذكر انه ونقيب المحررين ملحم كرم أجريا «اتصالات واسعة، داخل لبنان وخارجه. فاتصلنا باتحاد الصحافيين العرب ومؤسسة مراسلين بلا حدود وبالاتحاد الدولي للصحافة اللبنانية، لأن ما شهدناه خلال هذين اليومين يفترض ان تعبأ في سبيل استنكاره والتحذير من التمادي فيه جميع قوى الحرية في العالم وخاصة في العالم العربي».