إعلامية بـ«المستقبل» لـ«حزب الله»: نقلت صوتكم دائما.. فمن منكم سينقل صوتي الآن؟

رئيس مجلس إدارة القناة: بثنا لن يعود سوى من المكان الذي أوقف منه قسرا

TT

على الرغم من الوقف القسري الذي فرضه عليهم «حزب الله» وأعوانه منذ الأول من أمس، استطاع إعلاميون من «تلفزيون المستقبل» إيصال صوتهم مساء أول من أمس عبر برنامج «كلام الناس» الذي يقدمه الإعلامي مارسيل غانم على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال (ال.بي.سي). وبرزت بشكل لافت مداخلة الإعلامية في تلفزيون «المستقبل» سحر الخطيب، التي غلبتها الدموع خلال حلقة «كلام الناس»، لدرجة أنه تم تناقل مداخلتها كـ«كليب» على موقع «يو تيوب» الشهير بسرعة قياسية، وبحسب الموقع، فإن إجمالي عدد المشاهدات للكليب على الموقع فاق 28 ألف مرة. واستنكرت الخطيب ممارسات أتباع «حزب الله» قائلة بتأثر شديد بأنها كانت من «الكثيرين داخل المستقبل» الذين تعاطفوا مع «حزب الله» ودعموه في «حرب تموز» وقبله، إلا أن ما فعله الحزب أخيرا لم يخرجه فقط عن نطاق القانون، لكنه أخرجهم كذلك من قلوب الناس الذين أحبوه بحق. وتساءلت الخطيب موجهة الحديث لأتباع «حزب الله» عمن سينقل صوتها وصوت من كان ضحية ما نفذه الحزب في بيروت، مضيفة: «لقد واجهت مشاكل عدة كي أنقل صوتكم، ولكن من منكم الآن سينقل صوتي؟». من جهته أكد رئيس مجلس إدارة «أخبار المستقبل»، الدكتور نديم المنلا، لـ»الشرق الأوسط» بعدم وجود خسائر بشرية ضمن فريق العمل التابع لمؤسسات الحريري الإعلامية، مضيفا بأن كل الخسائر كانت مادية. وحول حرق مبنى أخبار «المستقبل» القديم، رد المنلا بالقول إن من التعليقات التي سمعها على المشهد، هو تشبيه لما جرى بما فعل المغول عندما غزوا بغداد (إشارة الى الخراب الذي لحق بالمدينة عندما دخلها هولاكو عام 1258م). وشكر المنلا كذلك جميع وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، التي عرضت المساعدات والتسهيلات للمستقبل، لكنه شدد من جهة ثانية على أن «المستقبل» مصرة من حيث المبدأ على العودة للبث من الموقع نفسه الذي قطع منه قسرا، «لأنها لا تريد الاعتراف بسلطة مسلحين خارجين عن القانون يريدون منعنا من البث». وبعيدا عن مظاهر التعاون الإعلامي الذي شهدته غالبية القنوات اللبنانية، بدت لغة قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» لافتة، حيث كانت فريدة في استخدام مصطلحات مثل «ميليشيا المستقبل» وتكرار وصفها لحكومة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بأنها «فاقدة لشرعيتها». من جهته قال الإعلامي في قناة «ال.بي.سي» مارسيل غانم لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس مجلس إدارة المؤسسة بيار الضاهر، شدد بالفعل على تقديم الدعم والتسهيلات للزملاء في «المستقبل» كافة. وعن ظهور من كانوا يعتبرون «منافسين» له يوما ما على برنامجه «كلام الناس»، قال غانم: «هذا أقل ما يمكن فعله، وواجبنا أن نكون إلى جانب زملائنا في هذه الظروف». وأضاف: «لا يعقل أن نكون في العام 2008، وأن تحدث انتهاكات واعتداءات ثأرية كالتي حدثت للزملاء في المستقبل»، موضحا أن «أي وسيلة إعلام لا تستحق بأي شكل أن تتعرض لهذه الهمجية». ودانت منظمة «مراسلون بلا حدود» ما وصفته بـ«اعتداءات حزب الله على أربع مؤسسات إعلامية، تعود إلى أسرة سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل». وفي هذا الإطار، أعلنت المنظمة: «لا يسعنا إلا أن نعبر عن قلقنا إزاء الوضع السائد في لبنان، الذي يمر بأزمة سياسية عصيبة نأمل ألا يشكل فيها قمع المؤسسات الإعلامية التابعة للأكثرية النيابية المناهضة لسوريا مؤشراً استباقياً لأعمال عنف أكثر خطورة».