«حزب الله» يتهم «التقدمي» بإعدام 2 من عناصره ويحمِّل جنبلاط مسؤولية سلامة عنصر ثالث

أنصار «المستقبل» وفرقاء المعارضة يتبادلون قطع الطرق

TT

كشفت الساعات الـ 24 الماضية عن التداعيات الخطيرة التي تسببت بها «حرب بيروت». وسجلت في هذا الاطار اشتباكات مسلحة في منطقة عاليه ومدينة صيدا في الجنوب وبعض مناطق البقاع. وتبادل الفرقاء قطع الطرق واقامة حواجز خطف.

ففي منطقة عاليه، ذكرت معلومات امنية ان مواجهات وقعت بين مسلحين من «حزب الله» وآخرين من الحزب التقدمي الاشتراكي في محيط سوق الغرب وكيفون وتلة الـ 888 الاستراتيجية وانتهت بتسلم الجيش هذه التلة من الحزب التقدمي خلال ليل الجمعة ـ السبت. وفيما تحدثت مصادر الحزب التقدمي عن سقوط قتلى من «حزب الله» في هذه الاشتباكات اتهم الحزب الطرف الآخر باختطاف ثلاثة من عناصره وتصفية اثنين منهم. وقال في بيان صادر عن «العلاقات الاعلامية» التابعة له: «قامت عناصر تابعة لميليشيا وليد جنبلاط في منطقة عاليه، بخطف ثلاثة افراد من حزب الله، حيث اقدمت على اعدام اثنين منهم رميا بالرصاص وطعنا بالسكاكين والقاء جثتيهما امام مستشفى الايمان في مدينة عاليه. وتم لاحقا نقلهما الى مستشفى الرسول الاعظم. بينما لا يزال مصير الثالث مجهولا. ان حزب الله يعتبر هذه الجريمة الوحشية امرا خطيرا جدا في مضمونها ودلالاتها وتداعياتها. ويحمّل وليد جنبلاط شخصيا مسؤولية مصير الاخ الذي ما زال مخطوفا».

وكان إشكال امني بين عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين من الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يرأسه الوزير والنائب السابق طلال ارسلان قد وقع في منطقة دوحة عرمون جنوب شرقي بيروت، واسفر عن مقتل اثنين من الحزب الديمقراطي. وعلق شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ نعيم حسن، على الحادثة التي حصلت في منطقة رأس الجبل، والبيان الذي أصدره «حزب الله» في هذا الخصوص، معربا عن اسفه «للحادث وللبيان»، وقال: «كنا ولا نزال ندعو الى التهدئة من خلال قناعتنا ورؤيتنا بمبدأ التفاهم بين اهل البيت الواحد وان لبنان وطن للجميع، من خلال قناعتنا بالدولة والمؤسسات والجيش والقضاء. واننا في هذا المجال ننتظر كلمة الفصل من القضاء حيث لا نريد استباقه». وتساءل عن «سبب وجود عناصر مسلحة في منطقة لها خصوصية معروفة». وقال: «صحيح انه توجد قرى من ابناء الطائفة الشيعية الكريمة، لكن التفاهم والاخوة والعيش المشترك مكرس في هذه المنطقة». ودعا ابناء طائفة الموحدين الدروز باسمه وبالنيابة عن رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط وبعد التشاور بينهما، الى «الهدوء والتروي وتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر».

وجاء في بيان آخر: «بعد سلسلة مشاورات واتصالات اجراها عدد من مشايخ البياضة، عقد لقاء ضم عددا كبيرا من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، اصدروا في ختامه بياناً، جاء فيه: ان ما يعصف بوطننا العزيز من احداث مفجعة، وطنيا وانسانيا واجتماعيا، يجعلنا نهيب بكل القيادات اللبنانية الدينية والسياسية والامنية ان تبذل قُصارى جهدها لوقف هذا النزف الوطني الاليم الذي لا يخدم مصلحة اي لبناني او عربي، وندعوهم جميعا وباخلاص لان يتبصروا بعواقب الامور وان يقدموا مصلحة الوطن على ما كل عداها». واضاف البيان: «اننا اذ نبارك تلاقي الزعيمين الوطنيين الامير طلال ارسلان ووليد بك جنبلاط ومحبيهما ومناصريهما لما فيه مصلحة الوطن وسلامته، نتوسل الى رب العزة ان يلهم الجميع الى سواء السبيل، إنه وليّ التوفيق».

وفي البقاع سادت حالة من التوتر الشديد وتوالت الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهر المسلحة وقطع الطرق الدولية. كما اقيمت الحواجز والعوائق على الطرق الرئيسية والفرعية في معظم المناطق. وامتد التوتر الى منطقة البقاع الغربي وخط المصنع الذي بقي مقفلاً لليوم الثالث على التوالي. وعزز انصار «تيار المستقبل» وجودهم هناك وسط ظهور مسلح كثيف وصل الى مسافة قريبة جدا من مبنى الامن العام اللبناني الذي لم يستطع بعض عناصره الوصول الى مركز عملهم، فالتحقوا بمركز زحلة الرئيسي بدلاً من نقطة المصنع الحدودية.

ولم تنفع المحاولات التي بذلها رئيس بلدية عنجر ومخاتيرها لفتح طريق شتورا ـ المصنع ـ دمشق امام السيارات. الا ان بعض المسافرين عبر سورية تجاوزوا الحواجز الترابية مشياً في طريقهم الى دمشق. وافيد ان مجموعة من الرعايا السعوديين غادرت امس لبنان الى سورية عبر نقطة القاع ـ جوسية شمال البقاع. وقطعت طريق الغيضة ـ دير زنون المؤدية الى طريق دمشق ـ شتورا من جهة رياق. واقام انصار «تيار المستقبل» والموالاة في بلدة جديتا حواجز على الطريق الدولية ما ادى الى قطع طريق ضهر البيدر. وسمع اطلاق نار اصيب نتيجته شخص من المعارضة. وذكرت معلومات امنية ان اثنين من مجندي الجيش اللبناني خطفا على احد هذه الحواجز. وقطعت الطريق مجدداً في بلدة بر الياس عند نقطة المرج بعدما كان سقط عليها قتيل وجريحان اثر اشتباكات بين الموالاة والمعارضة بعد ظهر امس الاول.

وفي بلدة جب جنين (البقاع الغربي) عاد انصار «تيار المستقبل» الى مكتبهم الذي كان سلم امس الاول الى الجيش اللبناني. وحصلت مناوشات امنية بين عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي و«تيار المستقبل» في البلدة. كما تعرض مكتب لـ«التيار الوطني الحر» في بلدة البيرة لاعتداء. وفي بعلبك، سلم انصار «تيار المستقبل» مكتبهم الى الجيش اللبناني ليل امس الاول. كما سلموه مكتبهم في الفاكهة (البقاع الشمالي). وبقيت منطقة بعلبك وجوارها هادئة. ولم يسجل اقفال اي طريق.

وفي الجنوب، ساد امس الهدوء التام مدينة صيدا التي شهدت اول من امس اشتباكات مسلحة بين عناصر من حركة «امل» و«حزب الله»، من جهة، وآخرين من «تيار المستقبل» كانوا يسلمون مركزهم للجيش، ما ادى الى مقتل الدكتور صابر القادري من بلدة كفرشوبا وزوجته وجرح اربعة مواطنين نتيجة اصابتهم برصاص عشوائي. وقد تضرر مبنى المقاصد الذي يضم مركز «تيار المستقبل».