شمال لبنان: 12 قتيلا و14 جريحاً في اشتباكات بين «المستقبل» و«القومي» في حلبا

إحراق مكاتب لأحزاب معارضة في طرابلس ومقتل 3 سوريين في المنية

TT

تسارعت امس التداعيات الدموية لـ«حرب بيروت» التي اشعلها مسلحو «حزب الله» وحركة «امل» ضد «تيار المستقبل» منذ أربعة ايام. وتمددت الى مناطق لبنانية عدة وخصوصاً الشمال، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى في اشتباكات بين مسلحين تابعين لـ«تيار المستقبل» وآخرين من الحزب السوري القومي الاجتماعي في مدينة حلبا القريبة من الحدود السورية. فيما احرق مناصرو «المستقبل» مكاتب لأحزاب معارضة في طرابلس. وقتل ثلاثة عمال سوريين كانوا مغادرين الى بلادهم.

وفي التفاصيل انه خلال ليل الجمعة ـ السبت سجّل اطلاق نار في بلدة منيارة (قضاء عكار) بين مسلحين تابعين لـ«تيار المستقبل» وشبان كانوا في مكتب تابع لـ«التيار الوطني الحر» من دون وقوع اصابات. وصباح امس وبعد دعوة من «تيار المستقبل» للاعتصام في ساحة بلدة حلبا (مركز القضاء) حصل تلاسن بين المعتصمين وعناصر احد مكاتب الحزب السوري القومي الاجتماعي، ما لبث ان تطور الى اشتباك بالأسلحة الرشاشة استمر طوال يوم امس. وتضاربت المعلومات عن عدد الاصابات، اذ تحدثت عن سقوط 12 قتيلا من الطرفين عرف منهم محمد سعدي وحسين سويد وثالث من آل قاسم (9 من الحزب القومي وثلاثة من تيار المستقبل) كما افيد عن سقوط 14 جريحاً عرف منهم محمد سويلم، جواد قمر الدين، جهينة الحلبي ووليد العاشق. وقد نقلوا الى مستشفيات المنطقة. وتزامن هذا الاشتباك مع توترات في عدد من البلدات التي تضم مراكز للحزب القومي واخرى لـ«تيار المستقبل». وقد استخدمت مكبرات الصوت في دور العبادة، ولا سيما المساجد لدعوة الاهالي الى الدفاع عن انفسهم. فيما انتشرت حواجز طيارة على مختلف الطرق في القضاء كان عناصرها يدققون في هويات المارة، ويسألون عن المناطق التي ينتمون اليها، اضافة الى مذهبهم. وقد سجلت عمليات خطف متبادل.

وفي طرابلس كان الوضع هادئاً نسبياً قبل الظهر، الا انه توتر بعده. وافادت معلومات ان مسلحين من «تيار المستقبل» توجهوا الى مركز حزب البعث العربي الاشتراكي على اوتوستراد فؤاد شهاب في محلة ساحة الكيال، واطلقوا النار باتجاهه، ثم اقتحموه واضرموا النار فيه. وانتقلوا إلى مكتب عائد للنائب السابق عبد الرحمن عبد الرحمن (وهو بعثي من الطائفة العلوية) فاقتحموه واحرقوه.

وفي الوقت ذاته، توجه شبان الى مكتب المحكمة الجعفرية في منطقة المعرض فأحرقوه. بينما عمد آخرون الى اطلاق النار على مكتب للخدمات الاجتماعية تابع لـ«حزب الله» في محلة باب الرمل ثم اقتحموه واحرقوه. واقامت مجموعات مسلحة اخرى حواجز طيارة في منطقة باب التبانة، حيث راحت تدقق في هويات المارة. وقد ادلى النائب مصباح الأحدب بتصريح شدد فيه على وجوب اقفال جميع مكاتب الاحزاب المعارضة في طرابلس، ولا سيما المكاتب التابعة للحزب القومي. وفي وقت لاحق بعد الظهر، وبينما كانت حافلة ركاب متجهة من طرابلس نحو الحدود السورية، وتقل عمالا سوريين عائدين الى بلدهم، اوقفها مسلحون في منطقة المنية. وعندما عاودت سيرها اطلقوا عليها النار عشوائيا. وذكرت مصادر امنية ان ثلاثة عمال قتلوا على الفور واصيب آخرون بجروح.

ومساء انفجر الوضع في طرابلس وتحديدا على خطوط التماس التي كانت قائمة طوال سنوات الحرب بين منطقة التبانة ذات الغالبية السنية ومحلة جبل محسن، التي تضم غالبية من الطائفة العلوية. فبعد الحوادث التي سجلت بعد الظهر في المدينة، اندلعت قرابة السابعة مساء اشتباكات بين مسلحين في المحلتين، استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية واستمرت لاكثر من نصف ساعة، حتى صدور نداء عن رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري دعا فيه المحازبين في الشمال الى ضبط النفس، ما انعكس تراجعاً ملحوظاً في حدة الاشتباكات.

وقد افيد بسقوط قتيل وعدد من الجرحى. وسُجّل ظهور مسلح في عدد من مناطق طرابلس تحسبا لاي تطورات، خصوصا حول المراكز الحزبية ومنازل المسؤولين السياسيين والحزبيين.