باريس: لا يمكن أن نتفرج على لبنان يحترق

نفت أي علاقة بين مناوراتها العسكرية والوضع في لبنان

TT

رغم العطلة الرسمية الفرنسية التي تستمر حتى يوم غد، واصلت الدبلوماسية الفرنسية اتصالاتها مع مختلف الأطراف اللبنانية ومع الجامعة العربية والبلدان العربية المعنية بالملف اللبناني. وبموازاة ذلك، كثفت باريس اتصالاتها مع الولايات المتحدة الاميركية ومع البلدان الأوروبية، وعلى رأسها إيطاليا وألمانيا التي لها قوات كبيرة في إطار قوة اليونيفيل البرية والبحرية.

وقالت المصادر الفرنسية، التي تحدثت اليها «الشرق الأوسط» إن باريس تعتبر أن الأولوية هي للبحث عن حل سياسي، وترى أنه الكفيل وحده في تهدئة الأجواء وتوفير الظروف من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإخراج لبنان من أزمته. وتستمر باريس في دعم الجهود العربية، التي ترى أنها الوحيدة القادرة في الوقت الحاضر على ايجاد الحل.

وحتى مساء أمس، كانت باريس تنتظر ما سيسفر عنه اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لتقرر طبيعة الخطوة المقبلة، التي ستقدم عليها. وعلى أي حال، قالت المصادر الفرنسية إن ما سيخرج عن اجتماع الوزراء العرب سيكون الأساس للتحرك القادم.

وأول من أمس، عبرت باريس عن دعمها للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، وحثت اللبنانيين للعودة الى طاولة الحوار، مبدية استعدادها للمساعدة. وقالت المصادر الفرنسية «إن باريس لا يمكن أن تتفرج على لبنان يحترق، وانه يتعين القيام بشيء ما من أجل منع انزلاقه الى حرب اهلية على مستوى واسع».

وتأخذ فرنسا في تحركها أمرين اثنين: الأول وضع قواتها العاملة في إطار قوة الطوارئ الدولية المعززة (اليونيفيل) التي لا تريد أن تكون رهينة تداعي الأوضاع في لبنان، فيما ما زالت تعتبر أن وجودها في جنوب لبنان هو «الورقة الأقوى» لمنع اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله. أما الأمر الثاني فهو وجود وأمن الجالية الفرنسية في لبنان، وهي تضم الفرنسيين المقيمين في لبنان واللبنانيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية. وحتى الآن، تقول باريس رسميا إنها لا تنوي ترحيل رعاياها، غير أن وزير الخارجية برنار كوشنير قال أول من أمس «إن باريس تفكر في ذلك»، وأضاف الوزير أن الكثير من الفرنسيين غادروا لبنان بوسائلهم. وردا على استفسارات حول علاقة محتملة بين مناورات برمائية تقوم بها هذا الأسبوع الوحدات الفرنسية العاملة في إطار قوة التدخل السريع الأطلسية مقابل شاطئ مدينة فريجوس المتوسطية، قالت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه المناورات مقررة منذ زمن بعيد، وألا علاقة لها بتطورات الوضع في لبنان».