السنيورة: ما تشهده بيروت لم يجرؤ العدو الإسرائيلي على القيام به

الوقوف دقيقة صمت حدادا على الضحايا والعاصمة اللبنانية تستعيد حياتها تدريجيا

TT

بدأت العاصمة اللبنانية بيروت تستعيد امس مظاهر الحياة الطبيعية، بعد اربعة ايام من الحرب التي شنها مسلحو «حزب الله» وحركة «أمل» ضد مناصري «تيار المستقبل». فيما تقدم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة صفوف الوزراء والموظفين والسياسيين في السرايا الحكومية الذين وقفوا دقيقة صمت حداداً على ضحايا الاحداث الدامية ورفضاً للتقاتل وإصراراً على إنقاذ لبنان من ازمته الخطيرة.

وسئل السنيورة عما حمله وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الى اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، فقال: «حمل معه وصفا دقيقا للوضع. وهو سيشرح للأشقاء العرب ما يجري في لبنان من انتهاك لحرمات مدينة بيروت، حرمات الآمنين. وما يجري في بيروت لم يجرؤ العدو الاسرائيلي على القيام به».وعما ستفعله الحكومة بشأن القرارين، افاد: «هذا الموضوع متروك لما بعد عودة الوزير طارق متري من القاهرة».

وسئل: بماذا ستردون على كتاب قيادة الجيش بدعوتكم للتراجع عن القرارين؟

فاجاب: «هذا الموضوع سيبحث داخل مجلس الوزراء. وهو يقرر الطريق إلى هذا الأمر وما بعد هذين القرارين».

وقيل له: المعارضة تقول إن القرارين صدرا فعلا وليس كما قلت إنهما لم يصدرا وقد ابرزوا وثائق بذلك، بماذا ترد؟ فأجاب: «لقد حصل خطأ في التعبير. كان المقصود أن نقول إن المراسيم لم تصدر فقلنا إن القرارين لم يصدرا فيما كان يجب أن نقول المراسيم لم تصدر. وهذا ما حدث. انه خطأ بالتعبير».

وسئل عن العصيان المدني الذي اعلنته المعارضة، فاجاب: «لا تزال الطرقات مقفلة والمسلحون في الشوارع» مشدداً على «اننا يجب الا نفقد الأمل إطلاقا. أملنا في لبنان وأملنا في السلم الأهلي يجب أن لا يتوقف. ومهما كانت هناك من محاولات من اجل إفقاد الناس ثقتهم بلبنان وبوحدة اللبنانيين فهذا أمر زائل لا يمكن أن يستمر. ومن استطاع أن يحتل شوارع بيروت،لم نشك يوما في انه لا يستطيع ذلك خلال ساعات. وإننا نسأل، ماذا بعد ذلك؟ هل يستطيع أن يحتل ضمائر اللبنانيين وعقولهم؟».

هذا، وتلقى الرئيس السنيورة امس اتصالات من كل من رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وزير خارجية المملكة العربية السعودية الامير سعود الفيصل ووزير خارجية مصر احمد ابو الغيط.

وتعليقاً على توضيح السنيورة لعبارة «القراران لم يصدرا» قال مصدر بارز في المعارضة: «بالامس خطأ في القرار وضعه بتصرف الجيش. واليوم خطأ في العبارة. وأصلاً خطأ في التقدير رحمة بالنوايا وسوئها. فماذا ينتظر حتى تلغى كل هذه الاخطاء بدلاً من استمرار التحدث عنها؟». الى ذلك، ومنذ ساعات الصباح الاولى امس بدأت الحياة تدب في بيروت ولو بشكل بطيء. وسجل انتشار كثيف للجيش اللبناني. وفتحت بعض المحال التجارية أبوابها. وبوشر برفع النفايات من الطرق والشوارع، كما ازيلت بقايا الاطارات المحروقة والعوائق الحديدية والحجارة. وبدت الشوارع خالية منها الا من بعض السواتر الترابية لاسيما في كورنيش المزرعة.

وافادت مصادر امنية انه أمكن رصد حركة تنقل خفيفة للمواطنين. ففي منطقة وطى المصيطبة استأنفت بعض المحال التجارية عملها. اما باتجاه الكولا فسجل انتشار واسع للجيش اللبناني، لا سيما في المفترقات المؤدية الى الطريق الجديدة حيث كثف الجيش انتشاره لاسيما في محلة ابو شاكر. وفي كورنيش المزرعة انتشر الجيش بكثافة بواسطة الملالات بدءا من اليونسكو وصولا الى البربير، فيما بقيت السواتر الترابية عند تقاطع جامع عبد الناصر ـ مدخل بربور وبالاتجاهين. وسلك المواطنون المنتقلون الى محلة البربير او سواها الطرق الفرعية. وفي محلة برج ابي حيدر ـ بربور ـ المصيطبة سجلت حركة تنقل خفيفة فضلا عن حركة سير لمن توفر لهم شراء بعض الحاجيات. وفي محلة النويري ـ البسطا التحتا وصولا الى الخندق الغميق ـ زقاق البلاط غاب المسلحون من الشوارع ونشر الجيش عناصره على طرق المناطق المذكورة كافة.

وتوجه عدد كبير من التجار واصحاب المهن الحرة لتفقد مكاتبهم ومحالهم في المناطق التي كانت مسرحا للاشتباكات والتي انتشر الجيش فيها، ولاسيما، مناطق الحمراء ومار الياس وكورنيش المزرعة. وعمل البعض منهم على رفع الركام والزجاج المحطم.