معارك شمال لبنان تضرب طرابلس واشتباكات بمختلف الأسلحة بين حيي التبانة وجبل محسن

رئيس «القومي» يحمل الحريري ورجال دين مسؤولية سقوط مركز حزبه في عكار

TT

لم تكد تتوقف الاشتباكات بين عناصر «تيار المستقبل» وعناصر الحزب السوري القومي الاجتماعي في بلدة حلبا بشمال لبنان والتي انتهت بسقوط 12 قتيلا، بينهم 9 من الحزب القومي الذي دمر مركزه، حتى انتقلت الى طرابلس التي عاشت ليل السبت ـ الاحد ساعات من الاشتباكات القاسية بين منطقتي التبانة، ذات الغالبية السنية، وجبل محسن حيث غالبية السكان من الطائفة العلوية. ولم يلتقط سكان طرابلس انفاسهم الا في التاسعة من صباح امس بعدما بدأ الجيش اللبناني باعادة التمركز والفصل بين المقاتلين. وكانت المدينة شهدت طوال الساعات الست والثلاثين الماضية ظهوراً مسلحاً كثيفاً في مختلف الشوارع وخصوصاً بالقرب من المراكز الحزبية ومنازل السياسيين والمسؤولين، فيما كانت الاشتباكات بالاسلحة الرشاشة والمتوسطة والقذائف الصاروخية ومدفعية الهاون تشعل محلتي جبل محسن والتبانة. وقعت اعنف الاشتباكات قرابة الرابعة فجراً. وترددت اصداؤها في اقضية الكورة وزغرتا والمنية ـ الضنية. واستمرت حتى السادسة والنصف صباحاً حين تراجعت حدتها، فيما نشطت الاتصالات لتغليب لغة العقل وانتظار ما ستؤول اليه مساعي التسوية السياسية على صعيد بيروت.

وبعدما نفذ الجيش اعادة انتشار في المواقع التي كان يتمركز فيها بين المنطقتين منذ ثلاث سنوات، تبين ان الاضرار ليست بحجم ما كان يُسمع من اصوات القذائف والعيارات النارية. وقد اعيد فتح الطرق. وتحدثت معلومات اولية عن احتراق 12 منزلاً بينها سبعة في محلة البقار في القبة. وعلى صعيد الاصابات البشرية، لم يبلغ سوى عن مقتل فتاة في الثالثة عشرة من عمرها تدعى مروى ناصر في محلة الزهرية القريبة من التبانة. وفي قضاء عكار، ولاسيما مركزه بلدة حلبا، بدأ الوضع يعود الى الهدوء بعدما اقتحم مناصرو «تيار المستقبل» مركز منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي في البلدة حيث تسببت الاشتباكات اول من امس بسقوط عدد من القتلى والجرحى. وفيما تحدث شهود عيان عن سقوط اربعة قتلى من «تيار المستقبل» و12 من الحزب السوري القومي، اكد الاخير، في بيان أصدره، ان عشرة منهم «تمت تصفيتهم بعد استسلامهم.

وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر الحزب في بيروت، طالب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو بإقفال مكتب «تيار المستقبل» في عكار لأنه «شكل وكراً للعصابة التي ارتكبت مجزرة حلبا امس (الاول) في حق القوميين». وقال: «ان مسلحي تيار المستقبل وبعد معارك عنيفة دامت سبع ساعات، استغلوا وقف اطلاق النار. ولم يكتفوا بذلك بل تعقبوا الجرحى الى المستشفيات ونحروهم بآلات حادة» معلنا انه «سيكشف عن المستندات التي تثبت ذلك في وقت لاحق». وحمّل النائب سعد الحريري ورجال دين في الشمال «المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة».